د. صالح بكر الطيار
شهدت العلاقات السعودية الأمريكية تجاذب وتباعد خلال الفترة الأخيرة وبطبيعة الحال فإن هنالك مصالح اقتصادية وعسكرية ومستقبلية تجمع بين البلدين رغم وجود بعض التباعد مؤخرا بعد تصريحات المرشح ترامب الأخيرة التي حملت العنصرية ومما زاد الأمور تعقيدا وتباعدا أكثر التشريع الذي أطلقه الكونجرس الأمريكي القاضي بمقاضاة السعودية في إحداث 11 سبتمبر لذا فإن الأيام القادمة ستشهد العديد من الأمور المفصلية في العلاقات خصوصا وأن الإدارة الإمريكية قالت إنها تنوي استخدام «الفيتو « أمام قرار الكونجرس في وقت تأتي فيه التشريعات الأمريكية من الكونجرس مغيضة وبغيضة أمام العديد من الدول والمواقف والعلاقات مما عكس وجود عدد من الخلافات الداخلية في أمريكا خلال فترة حكم الرئيس الحالي باراك أوباما مع الكونجرس وكان بعضها يتعلق بمواقف الكونجرس من الأوضاع في المنطقة العربية وردة فعل الإدارة الأمريكية تجاه العديد من الملفات .
السعودية نادت قبل أعوام ومن خلال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وتخاذلت عدة دول عن دعمه رغم أن السعودية الداعم الأول ولكن اتهام السعودية يحمل في طياته «سوء ظنون « من الجانب الأمريكي وأيضا وجود النظرة العميقة العتيقة الأزلية تجاه السعودية من خلال التزامها بالكتاب والسنة وهذا أمر لن تحيد عنه وهو دستور دولة تشكل قائدة للأمة العربية والإسلامية ونموذجا لتطبيق الشريعة الإسلامية والعدالة ولكن الكونجرس تذرع بحجج واهية ولدى المملكة وبالقانون ما يدحضها وهو ما سيوقع الجانب الأمريكي وإداراته القادمة في معزل عن العديد من المصالح نظرا لما ستتخذه العديد من الدول من مواقف فهي تعرف السعودية جيدا وسيكون لذلك آثار كبرى على الاستثمارات والمصالح الأمريكية في المنطقة وعلى وضعها في مجلس الأمن والانتقادات التي ستتوجه لها وأيضا ما ستدفعه من ثمن حيال هذا الموقف الذي سيشكل سياسة مرتدة من السعودية وغيرها من الدول التي تتوحد مع السعودية في نبذ ورفض وشجب أحداث 11 سبتمبر التي كانت شرارة لعمليات عانت من السعودية حوالي عقد ونصف من الزمان وكانت أمريكا تراقب من على بعد.
السعودية بثقلها الدبلوماسي والذي تعرفه أمريكا جيدا ويبدو أن الكونجرس لم يدرس ذلك ويستوعبه سيكون لها موقفها حيال هذا التشريع في وقت تعرف قارات العالم جهود المملكة في قهر الإرهاب والذي تعد فيه السعودية الرائدة الأولى والمتضررة الأكبر ولولا جهودها لوجدنا لهيب ونيران الإرهاب تلتهب في معظم القارات فقد عطلت وعطبت خلايا إرهابية كبيرة فأين الكونجرس عن دراسة لغة الأرقام وما هو موقفه من حملات مضادة وعلى مستوى دولي ستتشكل أمامه حيال هذا التشريع الذي خرج في توقيت والسعودية تقود تحالفا إسلاميا متكاملا وتقود حربا في اليمن وأنهت موسم حج بنجاح منفرد .لذا أتوقع أن يبدأ الكونجرس الأيام المقبلة بدفع حساب تسرعه في التشريع ويبقى الدفاع عن السعودية موقفها قائما وفق قنوات رسمية تعي قيادتنا متى ترد وكيف ومتى وبطريقة تعكس ثقل السعودية عالميا.