السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أشير إلى ما نشر في جريدة «الجزيرة» الغراء ذات العدد رقم (16034) بعنوان (التنمية الاجتماعية تستعرض مبادراتها خلال ندوة التماسك الأسري التي أقيمت بسلطنة عمان).
حيث ورد في هذا الخبر أن المملكة شاركت (بوفد من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مثلها في هذا الوفد (وكيل الوزارة المساعد للرعاية الاجتماعية الدكتور نايف الصبحي) حيث تهدف هذه الورشة التي أقيمت في سلطنة عمان إلى أهمية التخطيط السليم وقد شاركت المملكة بورقة عمل بعنوان (تأهيل المقبلين على الزواج حيث تهدف هذه المبادرة إلى تنمية مهارات ومعارف واتجاهات المشاركين من المتزوجين بما يحقق لهم الاستقرار ليكونوا على قدر المسؤولية لبدء الحياة بشكل عملي وواقعي...الخ.
أقول تعليقاً على إقامة هذه المبادرة أن هذا دليل على اهتمام المجتمع العربي الخليجي بصفة عامة والمجتمع السعودي بصفة خاصة وهذه ظاهرة صحية تجاه المقبلين على الزواج من الجنسين.
لكن هذا شيء يأخذ طابع التنظير الوقتي وقد يفيد في بعض الشيء في هذه الحياة الزوجية من حيث النصح والإرشاد وإيضاح الخطوط العريضة لهذه الحياة.
لكن كما هو معلوم أن الأسرة تعتبر هي حجر الزاوية وهي المحضن الأول أفراد الأسرة ذكوراً وإناث وقد يعيش أفرادها إلى حد سن الزواج وقد يتلقى كل منهم في هذه التنشئة الاجتماعية من مهارات وعادات وتقاليد وموروث شعبي ينتقل بعدها إلى لاحياة بعد الدراسة أو الوظيفة والعمل حاملاً معه هذا الموروث وهذه المهارات والخبرات الاجتماعية وهنا نركز أولاً على البنت أو الفتاة التي تعيش داخل الأسرة بين أبويها وخاصة والدتها فإذا تعلمت منها مهارة السلوك الحسن من تقدير واحترام تجاه الآخرين وخاصة مع من سوف ترتبط به من حياة زوجية ويدخل في هذا أيضاً الحياة الزوجية داخل المنزل من الاهتمام المشترك بشؤون زوجها الخاصة وما يتعلق بمنزلها فهو عشها الذي سوف تعيش فيه كذلك على هذه الأسرة وخاصة الأم والبنت نفسها أن تتعلم الطبخ ومهاراته وشئونه وتعتمد بعد الله على نفسها لأنه كما يقولون إرضاء الزوج بعد تقديره واحترامه والاهتمام بشئونه وشئون منزله يأتي في المرتبة الثانية الاهتمام بأكله وما يرضيه في ذلك فهو يريد أن يكون بيته وزوجته سكن له يريحه من عناء التعب وظروف الحياة العملية والمعيشية فهو سكن لها وهي سكن له {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } ولكن هذه المودة والرحمة تحتاج إلى أفعال وليس أقوالا.
أما الرجل، كما قلنا يعيش في أسرته حاله كحال بقية أفراد الأسرة يجب أن يكون لديه مهارة وخبرات اجتماعية في هذه الحياة ومن هذه المهارات تحمل بعض المسئولية في بداية حياته قبل سن الزواج، وهذا يأتي من تكليف والديه وخاصة والده ببعض الأمور التي تدخله في معارك الحياة اليومية بحيث تكبر هذه المسئولية شيئاً فشيئاً وبعد مرور الزمن يصبح قادرا على تحمله مسئولية الزوج والإقدام عليه من رعاية زوجية والاهتمام بها وتقديرها واحترامها وكذلك أطفاله نريد أفعال وأعمال ميدانية من كلا الزوجين لا نريد السهر والابتعاد عن البيت من قبل بعض الأزواج في الاستراحات بحيث يقضي فيها أكثر وقته الذي يقضيه مع أسرته وأولاده كذلك الزوجة نريد الاهتمام بعشها ومنزلها وبيتها من جميع النواحي حتى يكون مكان جذب للزوج وليس مكان طرد يبحث عن مكان آخر يؤويه نريد من الزوجة عدم التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي على حساب نفسها وأسرتها ومنزلها بهذه الحياة العملية والميدانية نضمن إن شاء الله حياة زوجية للمقبلين على الزواج.
آخر الكلام من شعر د. غازي القصيبي رحمه الله:
(ولم أخش يا رباه موتاً يحيط بي)
(ولكني أخشى حسابك في الحشر)
مندل عبدالله القباع - خبير اجتماعي