«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
مع بداية العام الدراسي الجديد يتغير أسلوب الحياة في كل البيوت السعودية وغير السعودية خاصة تلك الأسر التي يذهب فيها الطفل لأول مرة في حياته في المدرسة فتشعر الأمهات والآباء بالحيرة والقلق إزاء أطفالهم ويتساءلون عن كيفية مساعدتهم لمواجهة المرحلة الجديدة، وما هو دورهم خلال العام الدراسي الأول لأبنائهم؟ ويشير الدكتور «أي شانسكي» مؤلف كتاب تحرير طفلك من القلق. ومدير مركز الطفل ببنسلفانيا:
بأن المدرسة تمثل تحولا كبيرا في حياة الطفل فهي مرحلة جديدة في حياته فالطفل كالشخص البالغ سيشعر بالخوف عندما يجتاز تجربة جديدة، وهذا الإحساس يكون أكثر وضوحا عند الطفل الذي لا تعمل أمه خارج المنزل والذي يقضي أوقات النهار في كنف وحنان أمه معتمدا عليها في كثير من جوانب الحياة من ناحية أخرى.. وتؤكد التجارب إن الطفل الذي لديه إخوة يذهبون للمدرسة يكون مشرفا للذهاب للمدرسة، ويذهبون وهم متحمسون للمدرسة بينما يشعر الآخرون الذين يتعرفون على المدرسة بالخوف ويمر بتفكيرهم بعض المخاوف في الأسئلة الحائرة مثل من سيساعده في الذهاب إلى الحمام؟ ومن سيسقيه الماء إذا شعر بالعطش أو سيطعمه إذا شعر بالجوع؟ كما يشعر بعض الأطفال الذين يغادرون المنزل إلى المدرسة في أول مرة بالحرمان من حنان الأسرة ودفء عواطفها عندما يجدون أنفسهم في مكان جديد وغريب عليهم، وقد يسفر عن ذلك الصغير بأمراض نفسية وبدنية مثل الانطواء والبكاء بدون دوافع، وقد يعود الصغير للتبول أثناء النوم أو أثناء وجوده في المدرسة أو يفقد شهيته للطعام ولا ينام نوما مستقرا، وتستطيع الأم مساعدة أبنائها على التكيف مع الوضع الجديد وتساعده على التواؤم مع بقية زملائه باتباع الإرشادات التالية:
محاولة مساعدة الطفل بالتغلب على الإحساس بالخوف من المدرسة أو الاختلاط مع الأطفال آخرين بالتحدث معه عن المدرسة وعن مزاياها بلغة يفهمها اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل اليوم المحدد للدخول والتجول في أركانها حتى لا يشعر في أول يوم أنه يدخل مكاناً غريباً عليه ويحاول الأب أو الأم أن يجعلا من عملية شراء ملابس المدرسة والحقيبة أمراً يثير البهجة، وعندما يوصله أحدهما أول مرة في أول يوم إلى للمدرسة علينا أن لا نبالغ في العواطف حتى لا تجعل عملية فراقه عنها صعبة ويلتصق بهما ويرفض البقاء بمفرده في المدرسة إعداد الطفل قبل دخول على تحمل الأعباء الجديدة التي سيواجهها بمفرده فعليها أن تعوده على التوجيه بمفرده لدورة المياه؛ حيث يخلع ويرتدي ملابسه بمفردة وتعود على النوم والاستيقاظ مبكرا، وأيضا تعوده قضاء ساعات طويلة دون أن يرى والديه إلى جواره فيتقبل البقاء في المدرسة بدونهما، معالجة الإحساس بالغيرة الذي يعاني منه بعض الأطفال ففي حالات قليلة قد يعانى طفل من الغيرة في الحالات التي يبقي فيها شقيق يصغره في البيت في كنف الوالدين بينما يضطر هو الذهاب للمدرسة، عدم الإكثار من إعطاء النصائح للطفل خاصة قبل النزول مباشرة من المنزل حتى لا يخاف الطفل من الذهاب للمدرسة. وبالنسبة للمصروف يراعى عدم حرمان الطفل منه خوفا من شراء شيء غير مناسب أو المبالغة في الإغداق عليه لتشجيعه على الذهاب للمدرسة بل إعطاء الطفل مبلغا معقولا وشرح مخاطر الحلوى الملوثة أخيراً على كل أب وأم أن يدركا صغارهم سيواجهون في حياتهم تغيرات أولها مرحلة دخول المدرسة لأول مرة، فعليه التحلي بالأعصاب هادئة حتى ينتقل هذا الإحساس لأبناء وسيكتشف الوالدان أن الطفل الصغير بتكيف مع الوضع الجديد أسرع مما يتوقعون، وأن الخوف لن يعرف الطريق إلى قلوبهم الصغيرة لو تصرف الآباء بحكمة عند دخولهم المدرسة.
وماذا بعد كثير من التعاميم والتوجيهات ترد للمدارس التعليمية للاهتمام والاحتفاء بالطلبة الصغار مراعاة لظروفهم العمرية والنفسية، ومن هنا نجد العديد من المدارس تحتفي بهم وتوزع عليهم الحلوى. والهدايا.