صباح الخير
الساعة الآن السادسة صباحا، الصباح بهيٌّ والجو معتدل عدا بعض النسمات الباردة التي تداعب وجهي، أشعر ببرودتها اللذيذة تملأ صدري مع كل نفس عميق آخذه. وأنا أنظر إلى السماء بهدوئها الموقر وغيومها الثلجية الساحرة أتساءل: هل أخذنا الانشغال حقا عن التلذذ بمشاهد الحياة النابضة التي تمر أمامنا بدِلٍ* كل لحظة؟ وهل استغرقتِ في النوم ولم تستطيعي الاستيقاظ باكرا كما لا أود أن أظن؟ إن كنت ما زلت تتمثلين قول امرئ القيس:
«نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضّل»
والآخر:
«ساهرة الليل نؤوم الضحى
ريانة والأرض تشكو الظمأ»
فإنك قد ظلمت نفسك يا صديقتي بتجاهل الصباح هذا الرفيق الرقيق الجميل الذي يمد يده لك كل يوم ليريك سحره. حدائق شاسعة من الساعات، والثواني التي تمارسين فيها رياضتك، وتنظمين فيها غرفتك، وتجهزين فيها إفطارك بعد استحمام منعش يجدد نشاطك. ستقرئين وترقصين وتتابعين فيلمك ولما تأت الظهيرة بعد!
هل ذكرت الرياضة؟ نعم، أقول هذا ليس لأن نظرة المجتمع لهيئة المرأة قد تغيرت وأصبحت تنظر إليها حسب مقاييس عارضات الأزياء الغربية إنما أقوله لأن لكل منا الحق أن تعيش حياة صحية جميلة فليس مهما قياس ملابسك إذا كنت تقومين بتمارينك اليومية وتأكلين طعاما صحيا ومتصالحة داخليا مع ذاتك- وهذه الأخيرة أهم شيء-.
يُنظّرون لهيئة المرأة وقياسها، ويجيشون إعلامهم مرئيا، ومقروءا، ومسموعا، ليثبتوا في عقلنا اللا واعي هذه الهيئة حتى نعاني؛ فنصرف أموالا، وصحة، وراحة على أطعمتهم، وأجهزتهم، ومنتجاتهم الطبية وغيرها ليستفيدوا ونمرض.
لقد أضعنا أرواحنا ونسينا من نحن فصرنا نسخا مكرورة ومتشابهة من الأخريات شكلا، ولباسا، وتفكيرا، فحين نغلق هذا الضجيج الإعلامي حولنا لا نعود أن نعرف أي شيء نحن، وما نريد، وما لا نريد، وأية طريقة نرغب أن نعيش بها حياتنا!
لا أكف عن تذكر: «كوين لطيفة» تلك الممثلة التي أبهرت المجتمع الغربي بجاذبيتها غير المعهودة وأقول غير المعهودة لأن وزنها يضرب بمقاييسهم المحددة عرض الحائط، ولبشرتها السمراء المشرقة، هذه المرأة المذهلة لم تكترث لمقاييسهم فقد صنعت مقاييسها الخاصة ودخلت بها إلى عقر دارهم ونجحت. وكذا أوبرا وينفري، والمغنية الجميلة « أديل»، وغيرهن.
حددي هويتك وثقي بنفسك وأطلقي العنان لمخيلتك وانتقي منها ما تحبين عمله لتضعيه في جدولك اليومي ثم انطلقي. اصنعي قوانينك واختاري ما تحبين واجعليه جزءا من حياتك واستمتعي.
- مها الحميضان