«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تتجه أنظار العالم كل العالم إلى الصين حيث تنعقد قمة مجموعة العشرين. وبعيداً عن الصور الإعلامية المشرقة بالابتسامات والمجاملات وحتى اللقاءات التي تعقد عادة على هامش هذه القمة بين القادة المشاركين فيها. نجد أن قمة تشكل أهمية كبرى كونها قمة تجمع قادة العشرين في العالم. ومن بينهم المملكة التي يمثلها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولقد لفتت مشاركة المملكة في هذه القمة المميزة والتي تشير بل تؤكد على مكانة الدول المشاركة فيها لما وصلت اليه من تقدم وتطور اقتصادي وتنموي غير مسبوق.. وعلى الأخص مسيرة المنجزات التي حققتها المملكة في العقود الاخيرة في بلادنا أو من خلال دعمها المتنامي للاقتصاد العالمي..كونها وبحسب الإحصاءات والدراسات العالمية المختلفة التي أكدن على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي الذي بات منافسا قويا في قوته وصلابته.
وكالعادة يعقد قادة العشرين اجتماعاتهم الدورية السنوية كل عام في دولة ما من دول « العشرين « لمناقشة ومدارسة مختلف التحديات والمشاكل والقضايا التي يشتل عليها جدول أعمال القمة. وإذا كانت طبيعة دول العشرين تجعلها أشبه ما تكون بلوحة فسيفسائية من عدة تكوينات ربما يرى البعض من المراقبين أنها غير متجانسة او حتى متفقة سياسيا و أيدلوجيا فإن أهدافها متعددة لكنها تصب في قناة واحدة. هدفها الرفع من شأن الاقتصاد في العالم من خلال تقوية وتعزيز مجالات التعاون المشترك فيما بينها.؟! ومن هنا تلتقي عادة رغم الاختلاف والتباين بينها وتعدد طرق تفكيرها. ورغم وجود الصراعات والمواقف الملاحظة والمعاشة بين بعض الدول فهي لاشك سوف تكون أيضاً من ضمن برامج وأوراق العمل للجان التي تعقد عادة اجتماعاتها التحضيرية المسبقة قبل اجتماع القادة.؟!
ولاشك أن الدول العظمى المتواجدة في القمة تسعى للقضاء على ما يواجهها من صراعات سياسة ومتاعب اقتصادية أو مشاكل خفية بينها وبين بعض لذلك تعتبر القمة مجالا خصبا لتطويع الحلول بما يناسب العلاقات ومصالح هذه الدول. فحاجة بعضهم لبعض باتت في السنوات الاخيرة أكثر من مهمة وضرورية، خصوصا بعدما برزت ظاهرة الارهاب على سطح العالم.. ووقعت هذه الدول ضحية لأهدافه وأجنداته المختلفة.
إن المتابع لقمم العشرين ومنذ انطلاقتها في عام 2008م في العاصمة الامريكية واشنطن وشاركت فيها المملكة كما هو معروف برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله. يكتشف ان للمملكة دورا لافتا بل كبيرا في ايجاد الحلول الناجعة لمختلف المشاكل والقضايا والتحديات، بل انها قدمت العديد من اوراق العمل في هذه القمم ونوقشت عبر اللجان التحضيرية التي تعقد مسبقا قبل اجتماع القادة، كما اشرنا سابقا.. لذلك فالمملكة دائما وأبدا في قمم العشرين او القمم الاخرى على مستوى دول العالم أم العالم الإسلامي والعربي فهي تسعى لتحقيق الافضل لشعوب العالم عبر نشر مبادئ التعاون المشترك بين مختلف الدول. وتعزيز الصناديق الدائمة لاقتصاديات الدول خاصة الدول الفقيرة فكم دعمت المملكة الصناديق الدولية المختلفة بل انها سعت الى تقديم الدعم المالي وبالمليارات لدول شقيقة وصديقة وقدمت القروض الميسرة لدول محتاجة. كل هذا وذاك جعل من المملكة وطنا اقتصاديا وإنسانيا كبيرا. ينظر إليه العالم بتقدير وحب.. فلا عجب بعد هذا إن يكون وطننا وطن للإنسانية. وكما يتحدث قادتها عن القيم الإسلامية. يقوم الوطن بواجبه نحو الجميع في تعزيز دور العالم في مواجهة التحديات والمشاكل ومسئولياته تجاهها.
ولا يمكن أن ننسى كلمات خادم الحرمين الشريفين امام قمة العشرين في مدينة بيرزبين الاسترالية التي أشار فيها الى حرص المملكة على تعزيز دورها الفاعل في مجموعة العشرين المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي بين دول المجموعة التي تمثل أكبر عشرين اقتصاداً في العالم واهتمام المملكة بما يطرح في إطارها من قضايا حرصاً منها على نمو الاقتصاد العالمي واستقراره وبما يحقق مصالح الجميع.وأوضح في كلمته أمام القمة أن المشاركة الفاعلة ذات أهمية كبيرة للمملكة، وهي وإن كانت تمثل نفسها إلا أنها تحرص على مصالح الدول العربية والنامية مشيراً إلى أن مشاركات المملكة تعكس ما تتميز به من خصائص فريدة .. أ.هـ
وهذا لاشك جزء من أهداف قمة العشرين التي نأمل أن تحقق تطلعات شعوب العالم.. إلى ما يتمناه كل مواطن في هذا العالم الواسع من حياة سهلة ويسيرة تتوفر فيها متطلبات حياته دون عناء ولا مشقة. ولا خوف أو وجل.. يريد ذلك حتى يحين الاجل..؟!