حائل - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت دراسة علمية أهمية مشاركة أهل العلم في مواقع التواصل الاجتماعي للتأصيل العقدي، والرد على الشبهات التي يطلقها الخوارج والثوار، كما أنّ على الآباء والأمهات محاورة أبناءهم وبناتهم، ومراقبة توجهاتهم الفكرية، ومحاولة وأد الأفكار المنحرفة التي تتولد لديهم أولاً بأول.
وشدّدت الدراسة التي جاءت بعنوان: (المسائل العقدية المتعلقة بالثورات على الحكام «دراسة عقدية تأصيلية») قدمتها هياء بنت رجاء الشمري استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة حائل.
وأوصت الدراسة على أهمية توعية الشباب المسلم بخطورة الثورات على الحكام، وتسليحهم بسلاح العقيدة الصحيحة، والعلم الشرعي، لئلا يتأثروا بالشبهات، والأفكار المنحرفة، التي يطلقها أعداء الإسلام، وأصحاب التيارات الفكرية الضالة، وتكثيف المحاضرات وزيارة استراحات وتجمعات الشباب، للتحصين العقدي الصحيح وفق معتقد أهل السنة والجماعة، وأكدت على الحكام الظلمة الرجوع إلى الله، وحكم الشعوب بالعدل، وتلمّس حاجاتهم، وتقبّل النصيحة من العلماء الربانيين، ومعاملة الناس بالحسنى.
وكانت الدراسة التي أشرف عليها د. أحمد الرضيمان الأستاذ المشارك بجامعة حائل وقد خرجت بنتائج ومنها أنّ الإمامة من أوجب واجبات الدين، فيجب نصب الإمام وفق الشروط الشرعية، وتجب طاعته، كما تجب طاعة الإمام المتغلب في غير معصية الله بعد استتباب الأمن له، وأن الصبر على جور الأئمة، وترك القتال في الفتنة، هو الأصلح للعباد في دينهم ودنياهم، ومعاشهم ومعادهم، وأن من خرج على الإمام معتمداً أو متأولاً لم يحصل بفعله خير لا على نفسه ولا على البلاد والعباد.
وبينت الباحثة هياء الشمري أن مصطلح الثورة على الحكام لم يرد بهذا اللفظ في الكتاب والسنة، لكنه من المعاني المرادفة للخروج، وتعني الخروج على الحاكم بقصد تغيير النظام أو الوصول إلى السلطة ونحو ذلك من الغايات، وأن ثوار اليوم على نهج الخوارج، فالتكفير، والجهل في الدين، والبدعة، واستحلال الخروج على الحكام هي القواسم المشتركة بينهم، مشيرة إلى أن من أكثر الوسائل خطورة على الشباب المسلم في التأثر بمعتقد الخوارج، ما يبث من دعاة الضلالة في مواقع التواصل الاجتماعي، فأغلب الثورات الحديثة وحركات الخروج انطلقت منها.
وقالت إن أغلب الثوار لم ينصروا ديناً ولم يصلحوا دنيا، بل كانت الثورات وبالاً على الأمة، قتل فيها الآلاف، وشرّد فيها الملايين، وكبدت الأمة خسائر فادحة، وإن كان الثوار يرون بفعلهم هذا أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسعون لجلب المصلحة، إلا أن المفسدة أعظم من المصلحة التي يريدون جلبها، وهذه هي الحكمة التي راعاها النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن الخروج والثورة على الحكام، فالمنكر الذي لا يزول إلا بما هو أنكر منه، صار إزالته على هذا الوجه منكراً يجب عدم اللجوء إليه، بل الصبر والدعاء، والسعي للإصلاح، وتجنّب الفتن وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، هي الطريقة الشرعية لمواجهة جور الأئمة، وأنّه تحرم الثورة على الحاكم المسلم وإن جائراً مستبداً بإجماع العلماء، لما في ذلك من المفاسد العظيمة، كما نقل ذلك ابن تيمية وابن حجر رحمهما الله، وأنه ما من داء إلا له دواء، فدواء جور الحكام واستبدادهم، هو الصبر والدعاء، والعودة إلى الله، ومناصحة ولاة الأمر بحكمة وفق الأدلة الشرعية.
وأكدت أن المستفيد الوحيد من الثورات والخروج على الحكام وجماعة المسلمين هم أعداء الإسلام، لكون الخوارج يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان.