حوار - عبده الأسمري:
كشف عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة في حوار خاص مع «الجزيرة» أن دولته أبرمت اتفاقا أمنياً شاملاً مع السعودية وأنهم في طور عمل دؤوب ومستمر لتوظيف كل بنود هذه الاتفاقية التي تتعلق بمكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال وغسيل الأموال والقرصنة والاتجار بالبشر، لافتا إلى انخفاض معدل القرصنة البحرية في خليج عدن العام الجاري موضحاً أن هنالك قوة من 2000 جيبوتي تقوم بأعمال عسكرية وإغاثية وإنسانية في الصومال لدعم الحكومية الشرعية في مقديشو ومواجهة جماعات الإرهاب والميليشيات هناك، موضحاً أن جيبوتي مستعدة لأي تعاون عسكري مع المملكة، موضحا انه يوجد حاليا ثلاث قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية ويابانية، وفي التخطيط لتوفير قاعدة عسكرية صينية قريباً، موضحاً أن مشكلة التسلل من دول القرن الإفريقي لدول الخليج مشكلة مؤرقة ولا تخص دولة وإنما هي هم إقليمي يخص دول إفريقيا والخليج وما جاورها، مضيفاً أن هنالك توجها لفتح استثمارات كبرى أمام رجال الأعمال السعوديين لوصول منتجاتهم لدول شرق افريقية عن طريق جيبوتي، وأوضح بامخرمة العديد من الأمور في سياق الحوار التالي:
* تم عقد اتفاقية أمنية بينكم وبين المملكة ما تفاصيل هذه الاتفاقية وما مستقبل هذا التعاون؟
- نعم هي اتفاقية تخص كل الجوانب الأمنية بين البلدين وفقا لمعطيات التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين حيث تشمل هذه الاتفاقية تعاونا مستمرا في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال وأيضاً الاتجار بالبشر والقرصنة البحرية والتسلل وغسيل الأموال موضحاً أن بلاده في تواصل دائم مع الجهات الأمنية السعودية فيما يخص هذا الجانب الذي سيثمر مستقبلا عن العديد من الأمور الايجابية المستقبلية بين البلدين ووقف العديد من السلبيات التي تخص الأمن.
* ما هي جهود جيبوتي في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب وما دوركم في هذا الجانب؟
- جيبوتي عضو في قوات التحالف الإسلامي ومشاركة بقوة وتخطط مع الدول الأخرى في هذا التحالف المميز الذي سيكون قوة أممية عظمى في مواجهة شبح الإرهاب والفكر الضال وهي جهود تسير في إطار التعاون الإسلامي لمواجهة شبح الإرهاب والأفكار الضالة وصد أي عدوان يضر بمقدرات هذه الدول وهذه الشعوب التي يربطها وحدة الإسلام، وللعلم فإن جيبوتي مشاركة بحوالي 2000 جندي في الصومال، وذلك في جهود ومهام عسكرية وإنسانية وإغاثية وذلك لمواجهة جماعات الإرهاب ودعم الحكومة الشرعية في الصومال ودعم الجانب الأمني.
* هل لديكم نية لفتح قاعدة عسكرية جديدة في جيبوتي ومن ضمنها قاعدة سعودية؟
- هنالك ثلاث قواعد عسكرية تخص أمريكا وفرنسا واليابان والجهود متواصلة لفتح قاعدة عسكرية صينية قريبا مضيفاً أن موقع جيبوتي الاستراتيجي بإطلالتها على خليج عدن ومضيق باب المندب تجعلها مقر وخيار عسكري للعديد من الدول في حماية مصالحها وفي حماية حدودها ومقدراتها وفيما يخص المملكة فإن التعاون العسكري مع المملكة في أعلى مستوياته وفي أوج ازدهاره وهنالك اتصالات وتنسيق شبه يومي بيننا وبين المسؤولين السعوديين وذلك في مجال التعاون العسكري والسياسي والأمني إقليميا وفي حماية حدود البلدين وفي توفير بيئة مناسبة من التعامل والتعاون.
* تمثل القرصنة البحرية هاجسا يهدد الأمن البحري لدول الخليج وأفريقيا ما جهودكم في هذا المجال بحكم موقعكم الاستراتيجي؟
- أود القول إن القرصنة ظاهرة نشأت منذ زمن طويل وهي شأن دولي وقد عقد من اجله الاتفاقيات والمؤتمرات والندوات وهي تمثل هاجسا قوميا كبيرا للدول المجاورة والمحيطة للبحر الأحمر وخليج عدن وقد سعت جيبوتي بحكم موقعها الاستراتيجي المميز المطل على مضيق باب المندب من تضافر الجهود مع شقيقاتها من الدول الأخرى وتم إحباط العديد من عمليات القرصنة البحرية وتم ضبط المتورطين فيها وتسليمهم إلى دولهم لمقاضاتهم، ولكن مع الجهود وتعاون الدول في هذا المجال فقد انخفضت معدلات القرصنة البحرية وقد فرضت العديد من الدول حماية بحرية للسفن والبواخر التي تعود إليها مما أدى إلى تناقص العمليات وان كانت موجودة فقد باتت في حدود ضيقة ونتطلع إلى القضاء عليها مستقبلا.
* ما هي مجالات التعاون الاقتصادي بين المملكة وجيبوتي ومستقبل الاستثمارات بين البلدين؟
- الاستثمارات السعودية في جيبوتي محدودة جدا وهنالك رجال أعمال من جيبوتي يريدون أن يفتحوا خطوطا تجارية مع السعودية ونحن الآن نخطط وندرس توفير بيئة استثمارية كبرى للمستثمرين السعوديين في جيبوتي من خلال توفير فرص استثمارية في مجال السياحة والتصدير والتجارة والتصنيع ونسعى إلى أن يساهم التجار الجيبوتيون في الاستثمار ونطمح إلى توفير بيئة مميزة للاستثمار من خلال توفير الجانب السعودي للتسهيلات اللازمة من تراخيص وتأشيرات وغيرها وسيسهم ذلك في توصيل المنتجات السعودية إلى دول شرق إفريقيا مما سينعكس بمستقبل واعد على البلدين، ونود أن نؤكد أن مجالات الاستثمار مفتوح وسنسعى إلى توفيرها وإلى تقديم التسهيلات المختلفة إلى رجال الأعمال السعوديين الذين سيسهمون مع نظرائهم في جيبوتي إلى الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية بين البلدين.
* وماذا عن التعاون في مجال التعليم والتبادل المعرفي والخبرات؟
- هنالك تعاون بين البلدين في هذا المجال وفي جيبوتي توجد المدرسة السعودية وأيضاً المعهد التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهنالك تعاون معرفي في المجالات الثقافية، وهنالك طلاب من جيبوتي وان كانوا قلة يدرسون في بعض جامعات المملكة ولدينا توجه إلى أن تتاح الدراسة لأبناء جيبوتي في كل جامعات المملكة وماضون للاستفادة من كل سبل التعليم العالي في المملكة وهي مشهود لها بالكفاءات ونسعى أيضاً إلى الاستفادة من الموروث الثقافي والإرث المعرفي في المملكة وسنسعى إلى تبادل زيارات ووفود تعليمية وثقافية بين البلدين خلال المستقبل القريب بإذن الله.
* ما هو دور جيبوتي في مكافحة الإرهاب؟
- لدينا عمل أمني على مستوى عال جدا لمنع أي ظواهر لبث الفتن أو نشر الأفكار الضالة بكل الطرق ونحن نسعى دوما إلى تنفيذ الاتفاقيات الدولية بيننا وبين كل الدول وأيضاً الحرص على المواثيق ونحن معا ضد الإرهاب وضد أي خروج عن الحكومات الشرعية في أي دولة، وندعم قرارات مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي في هذا الشأن كجزء من منظومة هذا العالم.
* جيبوتي من الدول التي تعاني من التسلل والهجرة من دول مجاورة للوصول إلى دول الخليج أو اليمن كيف تتعاملون مع هذه الظواهر؟
- التسلل ظاهرة مؤرقة وسعينا منذ زمن إلى وضع الخطط والتعاون وعقد الاجتماعات والمشاورات بشكل مستمر مع الدول التي تعاني منها الدول المجاورة ومنها المملكة التي تكافح مع الدول هذه الظاهرة التي تنعكس سلبا على الأمن الوطني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، ونحن في جيبوتي ماضون في مكافحة هذه الظاهرة بالاتفاق مع الدول الأخرى وهنالك خطط متواصلة في هذا الشأن.
* ما موقف جيبوتي من حرب قوى التحالف في اليمن؟
- جيبوتي مع قوى التحالف وقد نادت مراراً وتكراراً بضرورة تطهير اليمن من الفوضى والفتن والميليشيات الخارجة عن القانون ونحن مع اليمن حكومة وشعبا حتى تستعيد الدولة أمنها واستقرارها ونقدم أي مساعدات أو دعم تحتاجه ونؤكد أننا مع الحكومة الشرعية في اليمن، ونبارك أي خطوات لقوات التحالف ومع كل قرارات الأمم المتحدة ضد الأفعال التي أوصلت اليمن إلى هذا المعترك السياسي الذي تسببت فيه القوى الانقلابية، وننتظر أن تعود اليمن إلى استقرارها وان تتولى الحكومة الشرعية زمام الأمور وبسط الدولة على كل أرجاء اليمن في القريب العاجل بإذن الله.
* ما هي جهودكم لضبط عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمخدرات في خليج عدن وقرب مضيق باب المندب؟
- قوات خفر السواحل تقوم بجولاتها البحرية لحماية حدودنا ومياهنا الإقليمية لمنع أي حالات تهريب للأسلحة أو المخدرات وأي اختراق أمني لتلك المواقع ولدينا تنسيق متواصل مع دول الجوار ومنها المملكة من خلال اتصالات وتنسيق متواصل مع قيادات عسكرية فيما يخص الأمن المائي البحري وحماية المياه الإقليمية من أي اعتداء أو انتهاك لحدود الدول بالتهريب أو خلاف ذلك وتنص الاتفاقية الأمنية مع المملكة على هذا الجانب أيضاً لكون التهريب من أكبر التحديات التي يجب القضاء عليها.
* تتولون منصب عميد السلك الدبلوماسي في المملكة حدثنا عن اللقاءات في هذا الجانب والأجندات المشتركة مع السفراء الآخرين؟
- يوجد 115 سفارة في الرياض بالإضافة إلى عدد آخر من المنظمات الإقليمية والدولية ونحن نعقد اجتماعات ولقاءات متواصلة ولدينا تنسيق في هذا الجانب المهم الذي نسعى مع زملائنا وأصدقائنا من سفراء الدول الأخرى إلى رفع مستوى هذه اللقاءات وتطوير آليات التعاون وعقد الاجتماعات المختلفة وذلك لمناقشة الهموم المشتركة وتبادل الثقافات وأيضاً تنظيم الرحلات للتعرف على ثقافات جديدة ومعارف بين البلدان بالتنسيق مع وزارة الخارجية السعودية التي تبارك هذه الجهود وترعاها وتقوم بدور فاعل في تنظيمها واستمراريتها ودعمها من خلال وكالة شؤون المراسم إنفاذاً لتوجيهات معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير؛ وتشكل هذه الملتقيات فرصة هامة وجميلة للتعرف على مناشط الدول الأخرى وثقافتها ودعم أي نشاط فيها والتفاعل مع قضاياها.
* كم عدد الجالية الجيبوتية في المملكة وما خططكم للتعاون في المسارات الاجتماعية بين البلدين؟
بضعة آلاف من المواطنين الجيبوتيين في عدة مدن وساعون إلى رفع مستوى التبادل الثقافي والاجتماعي والمعرفي بين البلدين وفتح مسارات جديدة للزيارات والتعاون السياحي مما يرفع عدد الجاليات الزائرة والمقيمة بين البلدين مستقبلاً.