«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
حقيقة معاشة لكنها مؤسفة وربما الكثير منا قد عانى منها يوما ما. وهو الوقوف بصورة مخالفة في الأماكن الممنوعة. أكانت عامة أم خاصة، والعجيب أن البعض يمارسها بدون مبالاة ولا إحساس بالآخرين وما سوف يترتب عليه. وكثير من المشاهد نشرتها «الجزيرة» في مختلف العقود منذ انطلاقتها في عالم الصحافة. مشاهد مؤسفة بل تصل لدرجة الحزن. فعند ما يريد أحدهم ركوب سيارته التي أوقفها في أحد المواقف العامة أو حتى بالشارع أو بجوار مصلحة أو إدارة حكومية أو خاصة تجده يصطدم بهذا المشهد الذي لا يحسد عليه، فلقد أوقف أحدهم سيارته أمام سيارته وتوكل على الله لينهي مشواره أو تسوقه أو حتى لاحتساء كم كوب من الشاي داخل هذه الإدارة أو تلك المصلحة «ولا هامه» أن صاحبها وكما يقولون «جالس على أحر من الجمر» وهو ينتظر صاحب السعادة يأتي أو لا يأتي على أقل من مهله ليحرك سيارته أو يزيحها بعد تكرمه. والمثير أن أمثال هؤلاء يعودون لسياراتهم وهم يحملون على وجوههم سمات الضيق والنرفزة لأنهم تأخروا في مهمتهم لكنهم لا يشعرون بصاحب السيارة التي تسبب في حجزها ومعها توقفت مصلحته أو تأخر في الذهاب إلى عمله. أحد المعارف كتب الله أن يكون منزله بالقرب من مركز صحي. في أحد الأحياء المعروفة في الأحساء. وتعود بعض المراجعين إيقاف سياراتهم أمام باب «الكراج» الخاص ببيته وحتى كراجات البيوت المجاورة.. معاناة يومية متكررة رغم وجود لوحات تنبيه وتحذير بمنع الوقوف أمام فتحة الكراج. فلا حياة لمن تنادي وكأنك تصرخ في وادي غير ذي زرع..!
ولو فتحنا ملفات الحكايات التي حدثت نتيجة للوقوف الخاطئ. فحدث ولا حرج وربما انتهت صفحات هذه الجريدة وغيرها ولم تنته هذه الحكايات وباتت أشبه بالمسلسلات التركية.. لكن ميزة التركية فيها تشويق وإثارة وحتى متعة أما مسلسلات أصحابنا الذين تهمهم مصالحهم الشخصية وكل واحد منهم يردد بينه وبين نفسه، نفسي نفسي و»جلد ماهو جلدك جره على الشوك!» كما يقال في المثل الشعبي.. واليوم ومع صدور القرارات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء الموقر. هل يا ترى بالإمكان إضافة قرار يمنع الوقوف السلبي الذي يتسبب في حجز المركبات أو مدخل «الكراجات» أو يتسبب في عدم وصول الخدمات بيسر وسهولة نتيجة للوقوف السلبي في الأحياء أو حتى مداخل العمارات؟ فالحقيقة القرارات الجيدة حلت أشياء إيجابية سوف تساهم في منع العديد من الظواهر السلبية، ويا ليت يضاف إليها قرار حازم وحاسم لمن يرتكب مثل هذا المخالفة الواضحة التي عانينا منها الكثير.. خصوصاً وأن بعض الأحياء القديمة التي تميزت بضيقها 5 إلى 6 م يصطدم سكانها بانتشار هذه الظاهرة بصورة يومية ومتكررة الأمر الذي يجعلها مؤهلة لتكون موضع حلقة درامية ساخرة في تلفزيوننا الحبيب!