«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الإجازة الصيفية. ليست هي للكبار أو للشباب وإنما هي للأطفال أكبادنا التي تمشي على الأرض ومن أجلهم يسافر الآلاف من الآباء والأمهات لإسعادهم ورؤيتهم وهم يتراكضون هنا أو هناك أو خلال استمتاعهم بالألعاب التي لا تتوفر في مدنهم.. وعلى هامش استماع الأطفال يستمتع الآباء وحتى الأجداد عندما يشاهدونهم وهم في قمة سعادتهم وانبساطهم.. مئات الملايين من الريالات يصرفها الآباء على سفرياتهم بطيبة خاطر وسعادة لا حدود لها من أجل صيفية سعيدة مع أولادهم وبناتهم.. مشاهد رائعة تشاهدها في مختلف دول العالم, أكانت هذه المشاهد تصل إليك عبر البرامج الصيفية التي تقدمها مختلف الفضائيات عبر نقلها أخبار وفعاليات الصيف هنا أوهناك أو عبر برامج التواصل الاجتماعي التي باتت في السنوات الأخيرة هي السباقة في نقل ما يعيشه الناس في كل مكان لحظة بلحظة.. ودخل على الخط الأطفال والذين باتوا يمتلكون أجهزة الهواتف الذكية و»الايبادات» فيقومون بتصوير وتحميل جولاتهم ولحظات لعبهم في هذه الدولة أو تلك أو حتى كان داخل البرامج الصيفية في المملكة.. إنها الإجازة الصيفية.. إجازتهم الحقيقية فلقد حانت لحظات السعادة واللعب والانبساط والابتعاد عن حمل حقائب الدروس الضخمة التي هدت ظهور البعض منهم. فانطلقوا في عالم كله مرح وبهجة.. عالمهم الجميل البعيد عن الروتين.. والمنغصات..؟! إنهم الآن بصحبة أولياء أمورهم يعيشون لحظات إجازتهم التي تتيح لهم هذه الأيام ما لم تتيحه أيام الدراسة والتحصيل.. إنهم يعرفون جيدا أن إجازتهم الصيفية هي نوع من المكافأة التي تتضمن العديد من المفاجآت .. وكم هو جميل أن يقوم أولياء أمورهم وبعد وجبة دسمة من اللعب. يصحبونهم لوجبة أدسم وأروع وأجمل هي زيارة المتاحف والمكتبات والمعارض العلمية وهي منتشرة في العديد من المدن العالمية الشهيرة .. ليشاهد الأطفال حقيقة الأشياء ويطلعوا على نماذج رائعة من إبداع الإنسان. ومثل هذه الجولات بعد وجبات اللعب والترفيه تكون مفيدة جدا لهم. وسوف تظل معلوماتها راسخة في ذاكرتهم.. وقبل سنوات مازلت أذكر أحد السياح الفرنسيين وكان بصحبة زوجته وولديه وابنته في داخل متحف « متروبليتان « الشهير بنيويورك وكان يشرح لهم ما يشاهده الجميع في أجنحة المتحف رغم أن كل واحد منهم يضع سماعة المتحف التي تشرح بمختلف اللغات للزائرين.. كان مشهدا لا ينسى وكان السرور واضحا على ملامحهم.. وبالمناسبة يقدم الدكتور هريس كوير أستاذ علم النفس بجامعة ديوك الأمريكية نصيحة للآباء في أحد المواقع الإعلامية, فيقول: إذا كنت لا تزال مترددا بشأن اختيار المكان الذي ستقضون فيه العطلة الصيفية. فابحث عما سوف يدرسه أطفالك في العام الدراسي الجديد. واجعلهم على علم مسبق وحاول قدر استطاعتك استثمار العطلة فيما يفيد الأطفال مستقبلا.. ويضيف في حديثه: اجعل طفلك يشارك في الإعداد للعطلة الصيفية، ويعرض عليك ميزانية للإنفاقات المتوقعة. اطلب منه كذلك المساعدة في تحديد موقع الرحلة على الخريطة وتقدير المسافة باستخدام مفتاح الخريطة وهو ما يُعد نشاطًا يعتمد على علم الرياضيات.. ويستطرد ناصحا إلى أهمية : أن تعود طفلك على الاهتمام بالقراءة ثم القراءة وهكذا ينصح الخبراء فبينما تطلب معظم المدارس في الغرب من تلاميذها قراءة كتب محددة خلال الصيف فإن المربين والخبراء يقولون إنه من الأفضل تجاوز العدد المطلوب والاستعانة بالمكتبات.؟!