«الجزيرة» - علي العبدالله:
في زيارة غير تقليدية لقناة الإخبارية قامت «الجزيرة» بجولة لرصد العمل اليومي في مختلف أقسام القناة وبدأت من استوديو الأخبار الذي يُعد القسم الحيوي والقلب النابض للحدث في قناة الإخبارية، ثم انتقلت إلى الأقسام الأخرى، شاهدنا خلال هذه الزيارة عملا دؤوبا لا يتوقف، وحماسا متجددا لا ينضب من قبل العاملين في القناة بلا استثناء، علاوة على ذلك وجدنا روح التعاون والانسجام الكبير بين الموظفين، وكأنهم بالفعل أسرة واحدة، هدفهم الأول الارتقاء في القناة والسعي الدائم لتطورها.
قناة الإخبارية التي تعد القناة السعودية التلفزيونية الرابعة انطلقت في 11 يناير من العام 2004م ببث لمدة 12 ساعة فقط، ثم بعد ذلك بدأت بالتطور والتوسع في برامجها حتى بدأ البث يستمر لمدة 24 ساعة، كما أسهمت هذه القناة في إبراز مجموعة من الإعلاميين منهم ريما الشامخ، خالد شهوان، خالد مدخلي وآخرين.
كما اشتهرت مجموعة من البرامج المختلفة في هذه القناة منذ انطلاقتها منها، «حوار عبر الأقمار»، «آفاق ثقافية»، «العالم بعيون سعودية»، «استديو الإخبارية».
انطلقت زيارتنا للقناة في الساعة الثانية ظهراً وكان في استقبالنا المخرج معدي يحيى القحطاني ومدير إدارة الاتصال نورة قباني، ورحبا بزيارتنا ثم توجهنا إلى قسم إدارة الأخبار واستقبلنا فيه مدير الإدارة (المُكلف) فلاح المطيري الذي رحّب بهذه الزيارة وبدأ حديثه عن المناخ (العملي) الصحي الجاذب للشباب السعودي من الإعلاميين، حيث أكد في حديثه أن العمل في الإخبارية أصبح محفزاً للإبداع وبيئة عملية جيدة لبذل مزيد من العطاء، وقال عن صناعة الخبر وكيفية (طبخه) في استوديو الإخبارية:
«الإخبارية» حاضرة في الحدث دائماً ولا يمكن أن تغيب عنه، حيث نقوم باستقبال الأخبار من مختلف وكالات الأنباء العالمية الرسمية نعيد صياغتها بما يتناسب مع توجهات القناة وسياستها، ويتم متابعته في صالة التحرير، وهنا يتم توزيع العمل مع أعضاء فريق استديو الأخبار الذين يعملون بلا كلل أو ملل ويواصلون عملهم باستمتاع.
وأضاف: نتابع الخبر بكل تفاصيله لنصل لكل المعلومات التي يحتاجها المتلقي، وعلاوة على ذلك متابعة ما وراء الخبر، ما يتيح لمتابعي القناة مزيداً من التفاصيل التي يحتاجونها، وبالمناسبة -والحديث للمطيري- العمل في صالة «استديو الأخبار»، مستمر بلا توقف طوال الـ 24 ساعة بنظام المناوبات بين أفراد الطاقم.
وأكد في حديثه لـ «الجزيرة»، بأن الإخبارية لا تغيب عن الحدث بقدر ما تتحرى الدقة والمصداقية قبل إعلان الخبر لذا بعض الأخبار التي يتم تداولها أحياناً على سبيل المثال لا الحصر في مواقع التواصل الاجتماعي تفتقر للمصداقية أو غير صحيحة، فبالتالي من الصعب جداً أن نُمرر مثل هذه الأخبار في قناة رسمية تمثل الدولة، لذا يشعر البعض -والحديث للمطيري- أن الإخبارية غائبة عن بعض الأخبار المنتشرة في بعض المصادر الأخرى، بينما الحقيقة أننا لا نستطيع المغامرة في نشر خبر لم نتأكد من تمام صحته ومصدره.
«الجزيرة» بدورها رافقت المطيري إلى «استديو الأخبار»، ولاحظت ورشة عمل متكاملة من الجنسين في إعداد الخبر وصياغته ومتابعته والحصول على التفاصيل اللازمة في صناعة الخبر، ولاحظت (المناخ) العملي الصحي المشجع على الإبداع والعطاء.
برنامج استديو الإخبارية
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى برنامج «استديو الإخبارية» الذي يُعد من البرامج المهمة في القناة والتي حققت نسبة مشاهدة لا بأس بها، واستطاع أن يكسب ود المُشاهد السعودي من خلال المواضيع الإيجابية التي تمس المجتمع والتقينا برئيس تحرير البرنامج والمُقدم عزام العبيد الذي تحدث عن تفاصيل البرنامج قائلاً:
البرنامج يتكون من ثلاث فقرات الأولى أخبار المناطق ومدتها 15 دقيقة وتضم الأخبار الاجتماعية في جميع مناطق المملكة، ثم بعدها فقرة القضية ومدتها 25 دقيقة ويتم من خلالها طرح قضايا بعض الأفراد ومشاكلهم، وهنا لا نكتفي فقط بالطرح بل أيضاً نبحث عن حلول لهذه المشاكل، وهناك فريق عمل خاص يتابع القضايا المطروحة في البرنامج ويبحث فيها عن حلول وقد نجحنا -والحديث لعزام- في إيجاد حلول لمشاكل تم طرحها في البرنامج.
ثم يضيف: آخر فقرة في البرنامج هي فقرة صوت المواطن وأستطيع تشبيهها (بفاكهة البرنامج) نظراً للمواضيع الجميلة والمنوعة التي تصلنا فيها من بعض المواطنين وتتناول الأمور الإيجابية والإنجازات التي حققها أبناء البلد وكذلك نتناول فيها بعض الأمور السلبية.
الجرافيكس والمونتاج
ثم توجهنا إلى قسم المونتاج الذي تحدث فيه معنا حمد القرني وذكر أن العمل في هذا القسم يقوم على برنامج «Avid Media»، وهو من البرامج السهلة والسلسة في التعامل وذات الجودة التي تتيح للموظف سرعة الإنجاز والإتقان في آن واحد.
كما قال: إن القسم معني في مونتاج جميع البرامج المختلفة وتنسيقها لتخرج بأفضل صورة للمتلقي، أما عن نظام «Final Cut Production» الخاص في المونتاج قال القرني:
حقيقة لم نعمل عليه ولكن لا يوجد فرق كبير في التقنية بينهما، علاوة على ذلك نحن مرتاحون للعمل في نظام «Avid Media»، ونلم بجميع تفاصيله الخاصة بعملية المونتاج.
ثم انتقلنا لقسم «الجرافيك»، وتحدث إلينا رئيس القسم محمد الغامدي الذي قدّم شكره لـ «الجزيرة»، وقال واصفاً العمل في هذا القسم:
نتعامل مع الشريط الإخباري الذي يمر في أسفل الشاشة بقناة الإخبارية ونتلقى التعليمات من الأقسام الأخرى ونمتلك مخزونا كبيرا من أرشيف الصور في المكتبة الخاصة بالقسم ما يتيح لنا العمل بأريحية أكثر ويُسهم في مزيد من خلق الأفكار الإبداعية لدينا.
استديو الإخبارية
كما توجهنا لاستديوهات الإخبارية التي تقدم فيها جميع البرامج، وتحدث إلينا المخرج معدي القحطاني واصفاً الاستديو بقوله:
يُعد الاستديو من أفضل الاستديوهات، ويضم معدات متطورة ومتقدمة في عالم الإعلام والتصوير والإخراج، وهذا يُساعدنا في إخراج البرامج في أفضل صورة للمتلقي، وفي ذات الوقت يُتيح للعاملين فرصة للإبداع.
وأضاف: هناك حرص واهتمام كبير من قبل مدير القناة الإخبارية جاسر الجاسر، في خلق بيئة عمل جيدة وكذلك تشجيع الشباب السعودي، والحرص على التطوير، وهذا الأمر عايشته أنا ومن معي من الزملاء في القناة.
ومن المواقف الطريفة والمحرجة في ذات الوقت، وصف معدي الزيارة المفاجئة لوزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، حيث قال: في إحدى المرات عندما كنت في الاستديو للتصوير تفاجأت بمن يقف خلفي، لأكتشف أنه وزير الإعلام، وسألني عن كيفية سير العمل وشجعني بكلمات إيجابية لا أنساها، وهذا يعكس مدى حرص الوزير على الشباب السعودي، ومتابعتهم وتحفيزهم على العمل الإعلامي.
وعن بيئة العمل واندماج العنصر النسائي في القناة، قالت مدير إدارة الاتصال وجودة المظهر نورة قباني: العمل في قناة الإخبارية ممتع ويتيح للمرأة مزيداً من الإبداع، لأن بيئة العمل جاذبة ومُحفزة للعنصر النسائي، ولدينا مجموعة كبيرة من السعوديات اللاتي يعملن في مختلف الأقسام، وبمستوى إنتاجية عالٍ يعكس مدى الراحة التي يتمتعن بها خلال سير العمل.
... ... ...
(من الزيارة)
* بدأت الزيارة في الساعة الثانية ظهراً وانتهت في الساعة الثالثة والنصف.
* تجاوب فريق عمل الإخبارية في مختلف الأقسام والإدارات مع جميع تساؤلات الجزيرة.
* لاحظنا التطور الكبير الذي طرأ على القناة وكذلك استديو البرامج.
* تضم قناة الإخبارية في مختلف أقسامها 733 موظفاً معظمهم من السعوديين.