«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ظاهرة مؤسفة ومعاشة في بلادنا وعانى منها مئات الآلاف من المواطنين وفي كل مدينة وقرية وحتى هجرة.. والذين خسروا الكثير من المال على تنفيذ قصورهم أو بيوتهم أو حتى مساكنهم البسيطة والتي تتمثل في استخدامه لبعض أنواع من مواد البناء وبالتحديد الأصباغ (الدهانات المغشوشة) والتي سرعان ما تتقشر بعد أسابيع من طلائها على جدران هذا البيت أو ذاك.. إن لم تمض عدة أيام.. فالتنمية المعمارية التي يعيشها الوطن منذ عقود جعلت الجميع يركض مسرعاً في البناء والتشييد وحتى الترميم.. لكن للأسف يتعثر في مؤسسات بناء أو عمالة من الباطن لا تخاف الله ولا تتقيه وتمارس الغش والتدليس خلال عملها وتنفيذها وتشطيبها لأعمالهم مع غياب الرقابة الحقيقية والفعلية من الأجهزة المعنية أكانت أمانات أو بلديات أو حتى مكاتب هندسية وقع عليها عملية الإشراف والمتابعة.. وحسب الإحصاءات الاقتصادية فإن المملكة ودول الخليج مجتمعة تعد من أكبر وأكثر الدول في العالم استيراداً لمختلف أنواع الدهانات والأصباغ.
وتشكل الدهانات المستخدمة في عمليات طلاء المباني والمساكن والعمارات عملية مهمة كونها تعطى شكلاً جذاباً لهذه المباني وتلك المساكن.. لسنا هنا وفي هذه «الإطلالة « نتهم شركة أو مصنع منتج للدهانات أو مؤسسة مستوردة لها بالتحديد. فهناك المئات من الشركات وعشرات المصانع والعديد من المؤسسات التجارية وحتى المحلات التي تبيع وتتعاطى في عالم الدهانات.. ومع وجود عمالة كبيرة في بلادنا فبدأت تنتشر مصانع صغيرة تديرها العمالة المتخلفة أو المتستر عليها بصورة خفية وهم يتعاملون من الباطن وبطريقة غير مباشرة مع المقاولين والعمالة التي تقوم بالتنفيذ.. وتجدهم في الصباح يضعون أمام صاحب البيت أو حتى المقاول (براميل) الدهانات وهي تحمل ذات العلامة التجارية الشهيرة والتي اعتمدت في طلاء البيت.. وعند خروج المقاول أو المشرف تتمن عملي استبدال هذه (البراميل) بأخرى مغشوشة او مصنعة دكاكيني كما يقال.. ولا من شاف ولا من درى إلا الله سبحانه وتعالى.
يقول أحد باعة الدهانات في الأحساء والذي رفض تصويره وحتى كتابة اسمه. لهذه الإطلالة إن الغش موجود في كل مجال عمل إلا من يخاف الله. والدهانات المغشوشة تكشف عن نفسها خلال أيام فهي سريعة التقشر وعدم الثبات على الجدران مما تشكل خسارة لصاحب البناء والمحل أن المستوردين وللأسف لا يهمهم الجودة بقدرما يهمهم البيع والتسويق لذلك تنتشر عمالة تبيع دهاناتها على مقاولين البناء مباشرة وبأسعار مغرية علماً بأن بعض براميل (الدهانات) تحمل علامات دهانات شهيرة أجنبية وحتى سعودية.
هذا وفي العام الماضي وضمن اهتمامها ومتابعتها استطاعت وزارة التجارة أن تضبط المتورطين في مخالفة نظام مكافحة التستر، حيث أسفرت جهود الفرق الرقابية للوزارة في كشف خيوط قضية تستر وغش تجاري تمثلت في ضبط عمالة مخالفة تمتهن تسويق دهانات المباني المغشوشة في حي العارض شمال الرياض وتعمل لحسابها الخاص وضبطت الوزارة كميات كبيرة رديئة الصنع تحمل علامات تجارية مقلدة فيما تم إغلاق الموقع واستدعاء المسؤولين عنه للتحقيق وتطبيق العقوبات النظامية في حقهم. واكتشفت عملية الغش من شكوى إحدى الشركات والتي لديها علامة تجارية معروفة بقيام عمالة بتسويق دهانات تحمل علامتها التجارية بأسعار منخفضة. وتمت عملية الضبط في حينه. وكثير من حالات الضبط تتم بين فترة وأخرى لافي بلادنا وإنما في مختلف الدول الخليجية التي تعيش أيضا تنمية معمارية مزدهرة.. هذا وينصح خبير دهانات عالمي في موقع (دهانات أجنبي) اتباع النصائح التالية عند اختيار الدهانات حلال عملية التشطيب والدهان منها:
1- أن تشتري الدهانات من المصنع المنتج نفسه أو وكيله المعتمد.
2- مراقبة العمالة خلال التنفيذ.. وذلك بمشاهدتهم خلال عملية التأسيس قبل الطلاء.
3- يفضل أن تسأل أحد المتخصصين في الدهانات أكان من العاملين في المصنع أو الوكيل أو شركة التسويق والتوزيع فهم على دراية وخبرة بالدهانات المناسبة للطلاء خارج وداخل المبنى.
4- لا تشتري دهانات من مسوقين غرباء أو متجولين أو من خلال العمالة التي تقوم نفسها بالطلاء.
5- يفضل أن تقوم مبكراً بعمل طلاء كتجربة بمساحة لا تقل عن متر على أن يكون ذلك خارجياً لا داخل المبنى. فالدهانات الممتازة تتحمل الأجواء الخارجية.. ويفضل الانتظار لمدة 10 أيام. فالدهان المغشوش يكشف عن نفسه خلال أيام قليلة جداً أو بعد تعرضه للحرارة والشمس.