الهند - خاص بـ«الجزيرة»:
رفع الرئيس العام لندوة المجاهدين بكيرالا، والجامعة الندوية في «إيداوانا» التابعة لها أنين كوتي المولوي الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الأبي راجياً الله تعالى لها المزيد من الرقي والتقدم والنمو والازدهار في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى وأطال بقاءه ذخراً للشعب السعودي وللإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة.
ونوه فضيلته بالعلاقات الودية التي تربط جمهورية الهند بالمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً منذ القدم، هذه العلاقة التي توطّدت وترسّخت عبر الأجيال والأزمان إلى أن ازدهرت إلى المرحلة الحالية التي يعود الفضل الكبير فيها إلى رحابة صدر الشعب السعودي المتمثلة في إيواء الآلاف المؤلفة من رعايا الهند وتوفير سبل العيش الكريمة لهم ولعوائلهم.
وأبان المولوي بأن ندوة المجاهدين بكيرالا. جمعية إسلامية خيرية تربوية دعوية ثقافية عريقة، على منهج سلفنا الصالح بإذن الله تعالى. والمسلمون في الهند أقلية دينية، وإن كان عددهم يربو على مائة وخمسين مليون نسمة، وهم بحمد الله وفضله التي يتمتعون بالحرية الكاملة في اعتناق معتقداتهم وممارسة عباداتهم، والدعوة إلى الدين الحنيف بشتى الطرق والوسائل.
وكيرالا، خاصة الجزء الشمالي منها المعروف بـ«مليبار» مشهورة بسبقها إلى اعتناق الدين الإسلامي حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حسبما يقرره المؤرخون، وكان ذلك على أيدي التجار المسلمين الأوائل من الجزيرة العربية، بموقعها الجغرافي الأوسع، الذين حملوا شعلة الإيمان حيثما وحلّو رحلوا، فلله درهم، وجزاهم الله خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.
فالمسلمون في الهند عامة، وفي ربوع كيرالا خاصة، متثملة في ندوة المجاهدين بكيرالا، قامت أول ما قامت لحمل هذه الشعلة الإيمانية والدعوة إلى الدين الحنيف الذي أرسل الله به رسوله الهادي إلى سبيل الرشاد، وإلى توحيد الله سبحانه وتعالى رباً وإلهاً، وإلى اتباع سنة نبيه المصطفى وسنة خلفائه الراشدين وصحابته الكرام الهادين والمهديين منهجاً وسلوكاً.
وأوضح الرئيس أنين كوتي المولوي أنّ ندوة المجاهدين بكيرالا، عملت في سبيل الدعوة إلى الدين الحنيف، منهجاً ثابتاً قائماً على إرشاد رب العباد: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل، المنهج الذي لم تحد عنه طوال مسيرتها، نابذة كل أنواع التطرف والغلو، متمسكة بمبدأ الوسطية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (143) سورة البقرة، وقد تبرهنت جدية هذا المنهج وأثبتت جدارتها فأثمرت ثمارهم، في المجتمع الهندي المتشائك المتشابك، معترك الأديان، السماوية منها والوضعية ومحك الطوائف والملل، ومسرح الأحزاب المتنافرة والأفكار المتضاربة. فبفضل التمسك بالمنهج الوسطي، ثم بفضل الله، وفقت ندوة المجاهدين بكيرالا، على مدى ما يقارب عشرة عقود من مسيرتها الدعوية، في إرساء عقيدة التوحيد في أرجاء البلاد أولاً، ثم في القيام بكل ما يعضده من مختلف النشاطات والمجالات.
وعن الجامعة الندوية قال: لقد تأسست في عام 1964م، لتكون مؤسسة علمية رائدة تخص المسلمين، تشرف عليها ندوة المجاهدين بكيرالا وتقوم بإدارتها من جميع النواحي حيث تضم الجامعة عدة معاهد تعليمية وكليات دينية وعلمية، منها: كلية الشريعة، كلية اللغة العربية وآدابها (حتى درجة الماجيستير)، كلية الحديث وعلومه، كلية العلوم والآداب، كلية التعليم، معهد تدريب المعلمين، المدرسة الثانوية العليا، معهد تحفيظ القرآن الكريم، معهد الحاسوب، يدرس في هذه الكليات والمعاهد قرابة ثلاثة آلاف (3000) طالب وطالبة، يقوم بتدرسيهم أكثر من مائتي مدرّس ومدرّسة، بالإضافة إلى الإداريين والعاملين الآخرين، كما نقوم بتوفير الطعام والسكن والعلاج للطلبة بالمجان.
وأكد الرئيس العام لندوة المجاهدين بكيرالا أن المملكة العربية السعودية وشعبها الكريم لمن المصادر الرئيسية المعنوية والمادية سواء لندوة المجاهدين بكيرالا أو لهذه الجامعة، فقد ساهمت هذه الجهات بمساهمات حميدة في نهضة الأمة الإسلامية في ربوع كيرالا بصفة عامة، وفي الأعمال الخيرية والإغاثية التي تقوم بها ندوة المجاهدين بكيرالا، وفي نمو وتطور هاتين الجامعتين على وجه الخصوص، رافعاً الشكر الجزيل والعرفان على ما تقوم به المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى - من مساعدات ومساندات معنوية ومادية وإغاثات خيرية لمختلف المجتمعات المنكوبة والملهوفة على امتداد المعمورة ومواصلتها العطاءات السخية، منوّهاً بالمواقف السديدة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية تجاه العديد من القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين والعالم العربي والإسلامي، ونحن في ندوة المجاهدين بكيرالا وفي الجامعة الندوية لنقف وراء دولة المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في هذه المواقف.