أشير إلى ما نُشر في جريدة الجزيرة الغراء في العدد ذي الرقم (15921) في الصفحة الثالثة (بعنوان انطلاق فعاليات منتدى الرياض التطوعي).
حيث ورد في الخبر أن معالي وزير التعليم رعى فعاليات منتدى الرياض للعمل التطوعي الذي استمر ثلاثة أيام بقاعات المؤتمرات الكبرى بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، حيث أوضح مدير تعليم الرياض أن هذا المنتدى يهدف إلى النهوض بالمهارات التطوعية وتبادل الأفكار والرؤى الشبابية في مجال صناعة التطوع وتطويره ونشر ثقافته، وأن هناك جائزة تعليم الرياض للعمل التطوعي من أجل إبراز الجهود والإنجازات التطوعية، وأن هذه الجائزة تستهدف خمسة مستويات مكاتب التعليم - المدارس - الطالب - والأفكار التطوعية - ووسام التطوع - هذا ما ذكره رئيس وحدة التطوع (أحمد الحربي).... إلخ.
أقول تعليقاً على نشر هذا الخبر أن تنظيم هذا المنتدى في حد ذاته يعتبر علامة وظاهرة صحية في مجال التطوع الذي من المفترض أن يشارك فيه أغلب شرائح أفراد المجتمع سواء طلاباً أو طالبات رجال ونساءً شباباً وشيوخاً بحيث يشمل هذا التطوع الميداني أغلب مرافق الحياة - مدارس - مساجد - حدائق والهدف منه غرس مبادئ وقيم التطوع من أجل المحافظة على بنية ونظافة هذه المرافق بحيث يتربى أطفالنا وشبابنا من كلا الجنسين على حب هذا العمل بحيث تكون هذه البيئة نظيفة وخالية من الأوساخ والنفايات التي قد تجلب الأمراض الحاصلة من انتشار الحشرات بشتى أنواعها.
أما ما يخص البيئة المدرسية من تطوع، فهذا التطوع يُعتبر نشاطاً اجتماعياً تربوياً يغرس في أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات روح العمل الجماعي وتنمية المهارات الشخصية من الاعتماد على النفس - بعد الله - والتعاضد والتكاتف وبث روح المنافسة الشريفة والقدوة الحسنة في الأعمال التطوعية، فهذا التطوع يشير إلى حب البيئة المدرسية وعشقها ورمز للوطنية والولاء لهذه الدولة وأفراد المجتمع، فليس عيباً أن يلتقط هذا الطالب أو الطالبة ورقة قرطاس من الأرض ووضعها في السلة المخصصة للنفايات أو المشاركة في تنظيف فصل أو ترتيب مقاعده أو كراسيه أو تنظيف المصلى الذي يصلي فيه هؤلاء الطلاب فهذا فيه طاعة لله تشرفهم بهذه الخدمة.
كذلك لا ننسى، وهذا شيء مهم في عملية التطوع المدرسي، وهو إدارة المقاصف المدرسية سواء في مدارس البنين أو البنات من قِبل بعض طلاب المرحلة الابتدائية من الصف الرابع - والخامس - والسادس وكذلك المرحلة المتوسطة والثانوية، لأن هذا المقصف اسمه المقصف التعاوني أي أنه يعتبر نشاطاً في مجال التعاون في البيع وخدمة الطلاب الآخرين بحيث يكون هناك دور لبعض الطلاب في هذا البيع يشرف عليه الإخصائي الاجتماعي المدرسي إذا كان هناك وظيفة بهذا المسمى أو على الأقل (المرشد الطلابي)، فهذا فيه روح المنافسة وبناء الشخصية في بعض الأمور المالية التي تساعد هؤلاء الطلاب أو الطالبات في معترك الحياة التي سوف يخوضونها مستقبلاً، لأنهم سوف يأخذون ويعطون في الصرف في الأوراق المالية. بحيث يترك للطلاب والطالبات جميعاً المساهمة والاشتراك في تأسيس هذه المقاصف مالياً كل على حسب قدرته وفي نهاية العام تُوزع أرباح هذه المقاصف بمعرفة المشرف على هذا المقصف من قِبل إدارة المدرسة، فما ذكرناه في هذه المسألة يُعتبر هو روح عملية التطوع وبخاصة في البيئة المدرسية الذي لا يعتمد على التنظير في الأفكار ولو أنها مطلوبة ولكن روح هذا العمل هو العمل التطوعي الميداني، والله من وراء القصد.
مندل عبدالله القباع - خبير اجتماعي