الأحساء - محمد النجادي:
أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن ملف ترشيح الأحساء للتسجيل في قائمة التراث العالمي سيقدم لليونسكو في 31 يناير 2017.
وأشار مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المكلف في الأحساء خالد الفريدة في جلسة نقاش استضافتها الجمعية السعودية لعلوم العمران في الأحساء، إلى أن المقام السامي الكريم وافق في 29/12/1435هـ على طلب الهيئة تسجيل عشرة مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي، وهي: درب زبيدة، وطريق الحج الشامي، وطريق الحج المصري، وسكة حديد الحجاز، وقرية الفاو، وقرية رجال ألمع التراثية، وقرية ذي عين التراثية، وواحة الأحساء، وموقع الفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران، وحي الدرع بدومة الجندل بمنطقة الجوف.
وأوضح أن الهيئة نجحت خلال 7 سنوات في تسجيل أربعة مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، اعترافاً بقيمتها الثقافيّة والتاريخيّة والحضاريّة، حيث تم تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح)، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية بمنطقة حائل.
وأشاد الفريدة بدور شركاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء في توفير البيانات اللازمة للملف، مؤكداً أنهم شركاء فاعلين في صناعة السياحة في المحافظة.
وقال د. عدنان الجابر مدير عام إدارة الحماية والتوثيق في مركز التراث العمراني في الهيئة بأن ملف تسجيل واحة الأحساء يهدف إلى إبراز القيمة الطبيعية والتراثية في الأحساء التي تُعد من أكبر الواحات الزراعية على مستوى العالم مأهولة بالسكان، مع تنامي مساحتها الزراعية وحفاظها على نظام ري شبه تقليدي.
وأكد د. سايموني ريكا مستشار الهيئة بأن واحة الأحساء تمتلك العديد من المواقع الطبيعة والتاريخية التي تشكل نقاط قوة في الملف، ومن ذلك قصر إبراهيم، والمدرسة الأميرية، وبيت البيعة، وموقع مسجد جواثا الأثري، وكهوف جبل القارة، وقنوات الري، وكتلة النخيل ، وبحيرة الأصفر، ومنفذها البحري على العقير.
مؤكداً على أهمية تعاون الجهات المعنية بالملف والمجتمع في الحفاظ على تراث الأحساء وواحتها، وحماية مقوماتها الطبيعية والتاريخية.
وكانت الحلقة بدأت بكلمة ترحيبية للمهندس عبد الله الشايب رئيس الفرع شكر فيها الهيئة على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء، وشكر م. قاسم المطير وزملاءه بالجمعية على تنظيمهم ومنوها على أن واحة الأحساء (أكبر واحة مروية في العالم) تعبر عن وجهة سياحية وتمتلك إرثاً تاريخياً ومقومات طبيعية مما جعلها قبل سنوات ضمن مسابقة عجائب الطبيعة في العالم، وأيضاً إعلان اليونسكو الأحساء الخلاّقة ضمن المجتمعات الإبداعية في العالم وغيرها مبدياً أن هذا الترشيح في محله وسيتحقق، وهذا يضع المملكة في إطار الإسهام الحضاري الإنساني، وأشار الشايب إلى الميثولجيا ودراسته بالأحساء لمعرفة كثير من المخرجات القائمة، وأيضاً تدعيم حالة التفرد والإبداع كوجود أول مدينة إسلامية اختطت «جواثا» وجبل الأساطير «القارة» وأول مبنى في تاريخ العمارة يستخدم عسكرياً ومدنياً «قصر إبراهيم»، ووجه الشايب شكره لهيئة السياحة ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة وجهود فرع الهيئة بالأحساء، وأيضاً مركز التراث الوطني برئاسة د. مشاري النعيم.
وتحدث الدكتور سايموني ريكا عبر عرض شرائح بعد ترحيب بالحضور مبيناً أن المملكة لها اهتمام بشأن تسجيل المواقع حيث اعتمد مجلس الوزراء ترشيح عشرة مواقع من ضمنها واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وسجلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أربعة مواقع في السعودية (الدرعية التاريخية، مدائن صالح، جدة التاريخية، جبة وشويمس الأثري). وأن متطلبات الترشيح في اليونسكو إعداد ملف متكامل بمشاركة القطاعين الحكومي والخاص وأيضاً المجتمع المحلي الذي يتحمل المسؤولية العظمى.
وبين أن الملف يهدف إلى إبراز القيمة الطبيعية والتراثية كمعلم «منظر تراثي طبيعي» يعتبر أكبر الواحات الزراعية على مستوى العالم مأهولة بالسكان، مع تنامي مساحتها الزراعية وحفاظها على نظام ري شبه تقليدي. وما يميز واحة الأحساء مبانيها التراثية كوسط الهفوف، وقصر إبراهيم، والمدرسة الأميرية، وموقع مسجد جواثة الأثري، وتميز مواقعها الطبيعية: كهوف جبل القارة، وقنوات الري، وكتلة النخيل، وبحيرة الأصفر، ومنفذها البحري على العقير.
واستعرض الدكتور سيما ما تم إنجازه من توفير بنية تحتية ومعلوماتية ولقاءات تعاون مع جهات اختصاص أمانة الأحساء وهيئة الري والصرف ومديرية الزراعة بالأحساء وغيرها.
واستعرض الخرائط التي أعدها المهندس فرانسوا كرستوفان لنطاق العمل وأيضاً نطاق الحماية المبدئية لمساحة تربو على 70 كيلومتراً مربعاً تشمل الواحة الشرقية والشمالية ومدينة جواثا الأثرية وبحيرة الأصفر ووسط الهفوف التاريخية ممثلة بقصر إبراهيم وسوق القيصرية والأبنية والمواقع الأثرية كقصر صاهود وخزام وعين قناص، وبين المحاضر أن اكتمال الملف يتطلب تنسيقاً كبيراً ولا يتوقف عند الحصر بل بيان الحالة القانونية والتنظيمات الإدارية وكيفية المحافظة عليها والتطوير.
وفي نهاية أتيحت فرصة للنقاش وداخل م. أحمد الجغيمان نائب رئيس فرع هيئة المهندسين بالأحساء المدير السابق لهيئة الري والصرف بأن العناية بالواحة ضرورة ملحة مع الحد من التآكل وزحف المباني وأيضاً ترشيد المياه، وهذا يساعد على استدامة التنمية وأن مثل هذا الملف سيعطي مصدراً لنشر الوعي بشكل أكثر مستقبلاً للحفاظ على البيئة الزراعية.