«الجزيرة» - تواصل:
إن الإعلام في أي دولة هو مرآة الوطن، وواجهتها الأولى بحيث يعول عليه أن يعكس عمل الدولة وجهدها المبذول على المستوى الداخلي والخارجي، وعليه فإن آلة التحول الوطني لا تستغني عن ترس الإعلام في دورانها. حول دور الإعلام في الدولة ومسؤوليته تجاه المجتمع والتحديات التي يواجهها كانت هذه المحاضرة للأستاذ سعود الغربي، المشرف العام على قناة الاقتصادية السعودية، في اثنينية الأستاذ حمود الذييب الأسبوعية.
كما حل الداعية الشيخ عائض القرني ضيفاً على الاثنينية حيث هنأه الحضور على سلامته وتماثله للشفاء. وتحدث الشيخ القرني في بداية الندوة موجهاً الشكر للجميع، ومبشراً بحلول الخير والبركة على هذا البلد الكريم مع قرب حلول شهر رمضان المبارك قائلاً: «مع حلول شهر رمضان الكريم نشعر بمستقبل مبهر ينتظر هذا البلد طالما نظل متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».
بعد ذلك طرح الإعلامي مناحي الحصان مدير الندوة محورين رئيسيين للنقاش أولهما الإعلام السعودي في مواجهة قنوات المد الفارسي الموجهة من الإعلام الإيراني، وثانيهما إعلام القنوات المتخصصة إلى أين.
حول المحور الأول تحدث الأستاذ سعود الغربي عن القنوات الدينية السعودية والتي تقدم الخط الرصين في الدين الإسلامي الذي يبتعد عن التطرف التي تقدمه القنوات الفارسية. كما أضاف الأستاذ سعود أن هذا الخط الرصين له استمرار منذ أن بدأت هذه القنوات بمعنى أنه لا يعتمد على ردة الفعل أو الهجمات التي يوجهها الإعلام الآخر. وأفاد الغربي أن وزير الإعلام، عادل الطريفي، وجه بإنشاء مركز للرصد والمتابعة لكل ما يظهر في الإعلام الخارجي من أجل رصد والتعامل مع كافة القضايا المطروحة في الخارج حول الممكلة والرد عليها وإيضاح الصور التي قد تكون مغلوطة أو منتقصة.
وبسؤال الشيخ عائض القرني عن نظرته للمشهد الإعلامي ودور القنوات التلفزيونية والفضائية أجاب بأن القنوات لازالت تتصدر المشهد الإعلامي كوسيلة إعلامية هامة، كما طالب بزيادة القنوات السعودية خاصة الدينية منها مع ضرورة أن يتصدرها علماء لكي يكون الرد على القنوات الفارسية من قبل علماء متخصصين.
أما الفرق بين الإعلاميين فيوضحه الأستاذ الغربي بقوله إن الإعلام السعودي مبني على احترام الآخرين وعدم التدخل في شؤون الدول الخارجية. وبالتالي فهو إعلام غير موجه، بعكس الإعلام الفارسي الذي يعمل من خلال أجندة خاصة تعتمد على إطلاق الإشاعات والأكاذيب تجاه الآخر لتحقيق أهداف خاصة.
أما فيما يتعلق بالقنوات المتخصصة ودورها في التحول الوطني، فيرى الأستاذ سعود أن طبيعة الإعلام المرئي الآن أن يكون لكل مجال قنواته المتخصصة، فهناك القنوات الاقتصادية والثقافية والدينية والرياضية وغيرها. كما أن كلاً من هذه القنوات بتنوعها لابد وأن تسهم في تحقيق الرؤية المستقبلية للمملكة 2030 من خلال توعية الشعب بكل فئاته حول الدور المعمول به في تحقيق الرؤية مؤكدين على أن الشعب السعودي شريك في هذه العملية الوطنية للتحول.
وحول زيادة القنوات الخاصة في السوق الإعلامي بالمملكة بشكل خاص والعربي بشكل عام يقول سعود الغربي إن تجربة الإعلام في الغرب فيها الكثير من القنوات التي يملكها رجال أعمال قرروا الاستثمار في المجال الإعلامي، مضيفاً أن هناك ضرورة لتبني رجال الأعمال الرسائل الإعلامية من خلال إنشاء قنوات خاصة تحمل رسالة الوطن للرأي العام الخارجي والداخلي على حد سواء.
في نهاية الحوار طرح مناحي الحصان سؤالاً حول تأثير الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماع على الإعلام المرئي حيث أجاب سعود الغربي أن الإعلام المرئي يظل له التأثير الأكبر لأنه يحمل المصداقية والتوثيق للأخبار، كما أن وسائل التواصل الجديدة تعتبر أرشيفاُ لما تقدمه القنوات التلفزيونية.
أما الشيخ عائض القرني فيرى من وجهة نظره أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لها تأثير كبير وقدرة على التواصل مع الناس لدرجة أن الحكومة تتخذها أحياناً كثيرة وسيلة لإيصال الرسائل للشعب.