عبد الاله بن سعود السعدون
مأساة الفلوجة المحاصرة من داخلها بعصابة داعش الإرهابية ومن خارجها بالمليشيات الطائفية التي تنتظر ساعة الصفر لبدء مرحلة الانتقام الصفوي بإدارة قاسم سليماني والذي جاء ومعه المالكي وكل عملاء إيران في الحشد الشعبي لاغتيال الشباب العرب من أهل الفلوجة والذين قالوا (لا) للتسلط الإيراني في الشأن العراقي وقاوموا كل مشاريع المالكي الطائفية وحضر عميلا إيران (سليماني والمالكي) ليشرفا على جريمة ذبح أبناء هذه المدينة العاصية على كل المستعمرين الغزاة وليشتركا وبكل وقاحة لتدمير مدينة الكرامة العربية والصمود الإسلامي الوسطي فتشارك التطرف التكفيري الإرهابي والتشييع الصفوي بعملية لا إنسانية لاغتيالها ولقاء الثنائي الإجرامي في مواقع الحشد الشعبي على حدود المدينة الجريحة وما وصف المالكي لمدينة ألمآذن الفلوجة الصابرة برأس الأفعى لا يجسد هذا الوصف الحاقد إلا عن روح الانتقام الطائفي لدى رأسي الأفعى الطائفية ثنائي الشر سليماني والمالكي.
منطقة الشرق الأوسط تعيش فوق صفيح ساخن ينذر بتطورات سريعة متلاحقة «قد» تؤثر وبشدة نحو منطقتنا العربية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، والأهم من ذلك نحو مستقبل الجغرافيا السياسية لأكثر من منطقة مشتعلة ومتحركة ابتداء من التطورات الجديدة في معركة الفلوجة التي أصبح خلاصها من إرهاب داعش بهذا التجمع الخليط إقليمياً ودولياً لتعريض أبنائها لأبشع أنواع العقاب والإبادة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي الذي يقود حركاته سليماني للانتقام من هذه البلدة المسلمة والمطلوب إخضاعها للقوى الطائفية وتغيير تكوينها الديموغرافي ويؤكد الجنرال مسجدي مستشار سليماني بتصريحه لموقع (بسيج نيوز) قائلاً: القضاء على التيارات التكفيرية التي تسعى لاحتلال العراق وسوريا ومن أجل الوصول لإيران للقضاء على مركز التشيع في العالم وقواتنا لن تسمح بذلك وسنمسح الفلوجة ومن بداخلها من الدواعش! لا يوجد أي إنسان في العالم يدافع عن إرهاب داعش ولكن إبادة أهل الفلوجة الأسرى العزل بداخلها لجريمة إنسانية تستصرخ ضمير المجتمع العربي والإسلامي والدولي لإنقاذها من مقصلة الحقد والانتقام الصفوي، والتي خطط لها ملالي قم. بقيادة قاسم سليماني، وبأداة التنفيذ الحشد الشعبي والذي يراد له أن يكون النسخة العراقية للحرس الثوري الإيراني.
ومع الغياب العربي عن التفاعل مع السياسة الداخلية العراقية والذي قد يكون «مبرراً» سابقاً بسبب الفوضى الأمنية وعدم الثقة بالقوى المتنفذة في القرار الرسمي العراقي، كالمالكي ومجموعته ممن تم تنظيمهم سياسياً داخل إيران ويحملون التابعية الفارسية ولا يؤتمن كرجل دولة على مصالح البلد العليا فهو مخابر أمين لسلطة طهران، إلا أن الفاجعة الإنسانية التي تنتظر أهالي الفلوجة العرب توجب الاستنهاض القومي العربي لنصرتهم ومد العون لهم وتخليصهم من الانتقام الطائفي الذي ينتظرهم على الأيادي الإجرامية لمليشيات الحشد الشعبي.
المرحلة الحاضرة مناسبة جداً لأيّ حراك عربي إيجابي من قبل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل المنظمات الدولية نحو الشعب العراقي الصابر ودعم وحدته الوطنية وعلاقته الأخوية مع عالمه العربي وحماية مستقبله من التسونامي الدولي الجديد «الروسي الإيراني الأمريكي» والذي يسعى لإغراق العراق بأمواج الانتقام الدموي.