«الجزيرة» - تواصل:
استضافت اثنينية الذييب في إطار سلسلة الندوات التي تعقد على هامش الرؤية المستقبلية 2030 المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي، للوقوف على أهم تحديات المنظومة التعليمية بالمملكة في الوقت الراهن، ونقاط الضعف والقوة وما يجب أن تصبح عليه من أجل مستقبل مختلف يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة ونظرتها للمستقبل.
في البداية تحدث مبارك العصيمي عن الإمكانات والطاقات التعليمية التي تكفلها الدولة للدارسين بمختلف أعمارهم؛ مفيداً أن هناك الكثير من المميزات في المناهج وطرق التدريس وحجم الإنفاق الهائل على العملية التعليمية بشكل عام. وأشار العصيمي إلى أن هذه الإمكانات والطاقات تبشّر بإنتاج مخرجات تعليمية متميزة من الجنسين على حد سواء.
وحول العلاقة ما بين الطالب والمعلم، تحدث العصيمي عن أن هذه العلاقة من الأهمية بمكان؛ لأنها السبيل الوحيد للنهوض بالعملية التعليمية وتحقيق النتائج المرجوة منها. ويرى العصيمي أنه وبالرغم من بعض الحوادث التي تظهر على وسائل الإعلام بين الوقت والآخر بين المعلم والطالب إلا إنها تظلّ حوادث فردية لا يمكن أن تكون هي الصورة العامة للطالب ولا للمعلم بمدارس المملكة. وبخلاف ذلك فإن هناك العديد من أوجه التقدير والعرفان التي تعكسها مشاهد الاحتفاء بالمعلمين من قبل الطلاب وما إلى ذلك. واستطرد قائلاً: «إن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام المختلفة لابد أن يوضع في إطاره الصحيح بدلاً من أن يتم تضخيمه ليعكس صورة ليست واقعية». كما أكد العصيمي على أن هناك ما يسمى بالدليل الإجرائي لدى وزارة التعليم، والذي يقوم بدوره في تنظيم عملية ضبط السلوك بين المعلم والطالب في المدرسة.
وكانت نقطة العقاب في المدرسة قد أثارت عدّة تساؤلات بين الحضور الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض؛ حيث يرى العديد من الحضور أن أنظمة التعليم الحديثة لا تنصح بالعقاب الجسدي للطالب. أما الدكتور عصام ملكاوي، المحاضر في كلية الأمير نايف الأمنية فرأى أن أنظمة التعليم والتربية الحديثة والتي أنتجت في دول أوروبا وأمريكا لا يجب أن تطبّق بحذافيرها على أبنائنا في المدارس؛ حيث أنها أنتجت لتطبق في بيئات مختلفة، وقوانين تعاقب الوالد إذا ما أقدم على ضرب ابنه. وبالتالي من المنطقي أن يمنع الضرب داخل المدارس هناك. أما في بيئتنا العربية فلا يمكن التعامل بنفس الأسلوب بينما يكون الطالب تتم معاقبته بالضرب وما شابه ذلك مما يؤثر على طريقة تعامل المعلم معه في المدرسة.
من ناحيته رأى فهد الصالح، المستشار بالغرفة التجارية أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وعلى ذلك فلا بدّ من العمل على تطويره والإنفاق عليه بشكل جيد من حيث تلقي الدورات التدريبية والتثقيفية التي ترفع من مهاراته، وتمكنه من التعامل مع الأجيال الجديدة والمحملة بأفكار مختلفة وحديثة، وأن مستوى الرواتب التي يتحصل عليها المعلمون تشكل سبباً هاماً في تدني مستوى التعليم؛ حيث لا يحصل المعلم على ما يكفي احتياجاته وبالتالي فإنه يسعى إلى الدروس الخاصة، وإهمال العمل المدرسي المنوط به. كما أن تحديد رواتب المعلمين بلا زيادة دون غيرهم من موظفي الحكومة من شأنه أن يفقد المعلم ولاءه واهتمامه بالعملية التعليمية.