إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد الأسبوع الماضي عن الرؤية المستقبلية للمملكة 2030، كان محطّ اهتمام جميع أطياف الشعب بمثقفيه واقتصادييه ورجل الشارع العادي من المواطنين وحتى المقيمين على أرض المملكة، حيث انشغلت المجالس الثقافية والحوارية بتحليل المحاور الأهم في هذه الرؤية للوقوف على النظرة المستقبلية التي تنظر بها القيادة الحكيمة للدولة خلال الأعوام المقبلة.
وتفاعلاً مع الحدث؛ استضافت اثنينية الذييب الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود وأستاذ كرسي اليونيسكو للإعلام المجتمعي، للحديث حول نظرته التحليلية لهذه الرؤية المستقبلية.
في البداية أعرب الدكتور عبدالله عن سعادته بإطلاق هذه الرؤية المستقبلية، مفيداً بأنها خلقت مساحة كبيرة من التفاؤل لكل محب لهذا الوطن، لا سيما مع القرارات الاقتصادية المهمة التي سبقت الإعلان عن الرؤية والإجراءات التي ستتخذها الحكومة الرشيدة بناءً على تصريحات سمو ولي ولي العهد.
ويرى الدكتور الحمود أن من أهم النقاط التي جاءت في الرؤية ارتكازها على الجانب الاقتصادي، مشيراً إلى أن أي تغيير من الأفضل أن يرتكز على الاقتصاد، بل يعتمد عليه لتحقيق أهدافه المرجوة، وأَضاف: «جاء التركيز في الرؤية على مكانة المملكة الدينية والجغرافية، وكذلك القوة الاستثمارية كأبرز نقاط القوة في الدولة، وما يمكن الاعتماد عليه واستغلاله اقتصادياً فالمملكة - والحديث لا يزال للدكتور عبدالله- «تمتلك من القوى والمميزات ما لا تمتلكه أي دولة في العالم، ولذلك فإن إعلان هذه الرؤية لا يجب أن ينظر له على أن نتائجه ستعود على الداخل وحسب، وإنما هي رؤية سوف تؤثر على اقتصاديات كثير من دول العالم، وتحدث تغيراً في الثقل الاقتصادي لدول المنطقة ككل».
وأثنى الدكتور عبدالله على توجيه الخطاب لفئة الشباب أكثر من غيرهم، لا سيما أن من يخاطبهم الآن هو شاب مثلهم وهو الأمير محمد بن سلمان؛ مما يمنح المشروع مصداقية لدى هذه الفئة ويمنحهم الثقة لدرجة كبيرة، وتشعرهم بأنهم شركاء في المسؤولية لإنجاح هذه الخطة الإستراتيجية، وتابع الدكتور الحمود قائلاً: «لا بد من إعداد الأجيال الصاعدة فكرياً وثقافياً من أجل إنجاح هذه الرؤية المستقبلية، وذلك من خلال منظومة التعليم التي لا بد لها أن تعمل وفق مرئيات خطة المستقبل، وهو صمّام أمان إنجاحها».
من جانبه أفاد الأستاذ سلطان بن محمد الثعلبي نائب رئيس جمعية الاقتصاد السعودي، أن إعلان الخطة المستقبلية هو رسالة للعالم أجمع وليس للداخل فقط؛ خاصة مع إعلان ولي ولي العهد أن نسبة لا بأس بها من الاقتصاد العالمي سوف تتحكم بها المملكة مضيفاً «أن هناك عدداً من المشاريع التي يمكنها أن تحقق هذه النقطة المهمة مثل: الاستثمار في الموانئ البحرية التي تمكن المملكة من التحكم في عملية النقل البحري مما يشكل مضيقاً ملاحياً للمملكة إضافة إلى المضيق الجغرافي.