استضافت اثنينية الذييب الأسبوع الماضي الدكتور عصام ملكاوي، الأستاذ بجامعة الأمير نايف العربية، متحدثاً عن نظرته وتحليله للأوضاع التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن وكيف أن الإرهاصات لما يحدث الآن كانت قد بدأت منذ بدايات الألفية الجديدة وخاصة عام 2009. حضر الأمسية عدد من الأساتذة في جامعة الأمير نايف منهم محمد حربة (وزير الداخلية الأسبق في سوريا) والدكتور إبراهيم ضيف، الأستاذ بجامعة نايف للعلوم العربية (وزير التعليم الأسبق بمصر)، إضافة إلى عدد كبير من المهتمين بالشأن الأمني والسياسي.
واستهل الدكتور عصام ملكاوي الأمسية بالحديث عن حالة رجل الشارع العربي في عدد من الدول العربية المحمل بالهموم والمشكلات لدرجة كان ينظر لها المحللين في العالم على أنها تنبئ بثورة على تلك الظروف، وهو ما حدث بالفعل في عدة دول مثل مصر وتونس وسوريا، بينما توقعت أجهزة الاستخبارات الدولية أن تكون الانطلاقة من مصر بالثورة على حاكمها آن ذاك إلا إن البداية كانت من تونس على غير التوقعات مما حدا بالأجهزة الاستخباراتية إلى الاستفادة من هذه الأحداث وتسييسها في مصلتحهم. وتطرق الحديث إلى أن ما حدث صناعة غربية بدأت بظهور تنظيم القاعدة ثم انحسارها بمقتل أسامة بن لادن ومن ثم ظهور ما يسمى بتنظيم داعش،وملكاوي: «المتتبع للتصريحات التي واكبت ظهور داعش والحرب عليها يدرك أن الأمر لا يخرج عن سياق صناعة وتصدير الإرهاب للمنطقة العربية لتنفيذ مخططات التواجد في المنطقة وتشويه صورة الدين الإسلامي». وأضاف :»علينا أن نتمعن في تصريح الولايات المتحدة حين قالت إن الحرب على تنظيم داعش يمكن أن تستغرق 10 سنوات في حين صرحت أن أعداد التنظيم لا تتجاوز 30 ألف مقاتل، وهو عدد بسيط لا يستغرق كل هذه المدة». وحول اليمن أكد الدكتور عصام ملكاوي أنه كان لابد من التدخل القوي والفوري بهذا الشكل من خلال عاصفة الحزم، حيث أن إيران كانت على وشك التمكن من اليمن فكان لابد من تدخل قوي لأنها دولة لا تعرف إلا لغة القوة. وأكد ملكاوي على أن ما تم تحقيقه على صعيد الحرب في اليمن من مكاسب لم يكن من الممكن تحقيقه في وقت أقل، من الناحية العسكرية حيث تم تحرير ما يقرب من 80% من الأراضي اليمنية من وطأة الحوثيين وإحلال السلطة الشرعية مكانها. وتساءل الإعلامي مناحي الحصان عن أهم أسباب ودوافع تصدير الإرهاب للمنطقة من خلال داعش وغيرها من المنظمات الإهابية. حيث أجاب محمد حربة، أن السبب الأهم والأقدم هو محاربة الإسلام وتشويه صورته أمام العالم. لذلك فإن أجهزة الاستخبارات الدولية تضع برامج التجنيد للأفراد من خلال مخاطبتهم بفكرهم الديني وإقناعهم بما ليس في الدين لتنفيذ مخططاتهم.