د.عبدالعزيز الجار الله
سوف أقفز على الفكرة التي طرحها الصديق والزميل الأستاذ فضل البوعينين، الفكرة التي تتضمن دمج كلية التربية بالجبيل التابع لكلية الدمام - دمجها - بكلية الجبيل التابعة للهيئة الملكية، وتتحول إلى فرع لجامعة الدمام في الجبيل تضم جميع التخصصات (جريدة الجزيرة 15-10-2015م)، وهي فكرة أصيلة لكننا سنفتقد خدمات هيئة الجبيل في التعليم الجامعي التخصصي في مجال الصناعات، والزميل فضل البوعينين خفض من صوته ومطالبه رغم ما يتمتع به من إلمام اقتصادي كامل بأهمية الجبيل على مستوى الصناعات وما تؤديه في الدورة الاقتصادية المحلية، كما أنه رافق ولادة الجبيل الصناعية وشاهد في طفولته كيف ولدت هذه المدينة المغروسة بالبحر وبر اليابسة، وشاهد لحظات وضع حجر الأساس لبناء مدينة صناعية كأول فكرة صناعية وتجارية تتعرف عليها المملكة. شهد الزميل فضل في طفولته يوم وضع الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1397هـ - 1977م حجر الأساس وحجر التأسيس الذي نقشت به عبارات البدء في التنفيذ، كان يعرفها جيداً لأن الجبيل مسقط رأسه، فكان كما يقال (على قد المحبة العتب كبير) في بقاء الجبيل على كلية واحدة، ومن خلال ما كتبته يوم الاثنين الماضي (التغيرات في شمال الشرقية)، فإني أقفز على فكرة الدمج إلى إنشاء وافتتاح جامعة الجبيل لتضم جميع التخصصات: الصحية، الطبية، التطبيقية، العلوم، والإنسانية.
إذن شمال الشرقية أصبح واقعاً فرضته التحولات التالية:
السكان: قطاع شمال الشرقية والخليج يعيش في نمو ديمغرافي سريع، فهو مرشح أن يصل إلى المليونية خلال العشرين السنة القادمة.
الجغرافيا: القطاع يمتد من جنوب الجبيل حتى الحدود السعودية الكويتية شمال الخفجي.
المدن: يضم القطاع شريطاً ساحلياً داخله مدن من الجنوب إلى الشمال (الجبيل، رأس الخير، السفانية، رأس مشعاب، الخفجي).
أما شريط البر واليابسة فيضم (هجر وقرى ومراكز جبيل البلد البري، النعيرية، قرية العليا، وأبرق الكبريت).
الاقتصاد: يمثل الشريط الساحلي قيمة اقتصادية كبرى لوجود آبار النفط فيه، ويعد مصدراً للصناعات وتجمعاً صناعياً ضخماً، كما أنه يغذي مدن المملكة بالمياه المحلاة والطاقة الكهربائية، أما الشريط البري فهو غني بمكامن حقول النفط وبالمعادن الطبيعية - الخامات الأولية - التي تدخل في الصناعات.
هذه المبررات إذا أردناها مبررات أو معطيات تدفع الجهات التخطيطية والتعليمية والمالية إلى التعجيل في إنشاء وافتتاح جامعة مستقلة في الجبيل مع بقاء كلية هيئة الجبيل باعتبارها كلية متخصصة.