رصدت اثنينية حمود الذييب في ندوتها الأخيرة الحراك والتغير الثقافي في المجتمع السعودي حيث وقفت على مظاهر التغير وأنواعه في المجتمعات العربية والعالمية وكيف أن التغيير لدى المجتمعات سنة دائمة الحدوث وبأشكال مختلفة. واستضافت الاثنينية للحديث عن هذا الموضوع كل من الدكتور راشد أبا الخيل، المستشار الإداري، وسلطان الطبيب المستشار الإداري، إضافة إلى لفيف من الحضور من كبار شخصيات المجتمع والمثقفين. افتتح الدكتور راشد أبا الخليل الندوة بكلمة أكد فيها على إن التغير الثقافي في المجتمع السعودي أمر غير خافٍ على كل شخص يرصد الحركة الثقافية في المجتمع والتغيرات التي طرأت عليها خاصة في السنوات القليلة الماضية. وعادة ما يكون للتغير الثقافي سلبياته وإيجابياته. وهو وإن كان ضرورياً في المجتمع إلا إنه لا يجب أن يهدم أسس المجتمع وعاداته وتقاليده التي أسس عليها. وضرب الدكتور أبا الخيل مثلاً على التغير الفكري في المجتمع بالقوى الخارجية التي باتت تستهدف عقول الشباب مؤخراً وتزرع داخلها أفكاراً جديدة تتعارض مع قيم المجتمع مثل أفكار التطرف والإرهاب التي تجد طريقها لعقول الشباب وتجعلهم يقومون بأعمال الإرهاب ومحاربة الدولة لتنفيذ مخططات أعداء الدولة وأعداء الإسلام. وقال: «ولأن الدين من أهم ثوابت هذا الشعب السعودي نجد أن الأعداء يستهدفون الدولة من خلال مخاطبة هذه العقول بالدين محاولين زرع الأفكار المتدينة والمغايرة للواقع». أما سلطان الطبيب، فكان المتحدث الرئيسي في الندوة حيث تناول التعريف بظاهرة التغيير في المجتمعات بشكل عام وأنواعها السلبي والإيجابي. وبشكل عام أوضح أن التغيير في المجتمعات هو أهم التغييرات حيث يمكنه أن يغير من معالم الدول كلية. وهذا النوع من التغيرات يمكن أن يكون ممنهجاً بحيث تضع الدولة له أسلوباً وسياسة للارتقاء بشعبها والوصول به إلى مستوى أفضل. وعلى العكس يمكن أن يحدث التغيير في مجتمع بشكل عقوي نتيجة لظروف طارئة على المجتمع مثل التغير في الظروف الاقتصادية والذي يؤثر بشكل كبير على التغير الثقافي في المجتمع. واستطرد الطبيب قائلاً: «سواء كان التغير ممنهجاً أو عفوياً فمن الضروري السيطرة عليه وتطويعه للصالح وتوجيهه ليكون إيجابياً أو للحد من آثاره السلبية بقدر الإمكان».
من ناحيته يرى الدكتور عبدالله الحمود، رئيس مجلس إدارة كليات الشرق العربي، أن الثقافة إرث فكري يتغير بمكتسبات الفرد الفكرية والتي يتبادلها مع باقي أفراد المجتمع من المحيطين به. وعليه فإن الانفتاح الثقافي والإعلامي من أهم مسببات التغير في المجتمع مما تسبب في تلاشي الحدود بين المجتمعات والدول على حد سواء. وعن التغير الثقافي والغزو الخارجي تحدث خالد الغفيلي عضو جمعية نادي القصيم الأدبي، قائلاً: «لا أعتقد أن التغيير يأتي من الخارج فقط وإنما هناك تغيير داخلي يحدث للفرد بسبب هشاشة الثقافة والمخزون المعرفي لديه. فحين تشيع الأمية الثقافية يصبح اختراق الأفكار أمرا في غاية السهولة». ويشرح الظفيري أن التغير يحدث على مستويين رئيسيين وهما الفردي حين يعمل الشخص على تغيير نمط حياته إلى الأفضل، والمجتمعي الذي يتم عن طريق سن القوانين من قبل الدولة لتنظيم تعامل الأفراد داخل المجتمع بهدف الوصول بالدولة إلى مرحلة متطورة بحسب الرؤية والاستراتيجية التي تضعها كل دولة لشعبها.