انخفاض «النفط» وتباطؤ النمو العالمي ألقى بظلاله على أسعار منتجاتنا ">
الجزيرة - سالم اليامي / تصوير - عبدالرحيم نعيم:
أكد لـ«الجزيرة» المهندس مطلق المريشد الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية أن حدة المنافسة في مجال الصناعات البتروكيماوية في تصاعد مستمر على مستوى العالم، لافتا إلى أن هذا النوع من الصناعات يمر بدورات من ارتفاع النمو وتراجعه تمتد لسنوات، مستشهدا بواقع السوق منذ 4 سنوات, حيث كان النمو عاليا مع ارتفاع الطلب على المنتجات وتحسن الأسعار، «والآن عاد الوضع لما كان عليه في عام 2008 و2009م، وهذه دورة طبيعة يمر بها السوق». وبين المريشد أن انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي عالميا وخاصة في الصين قد ألقى بظلاله على أسعار المنتجات البتروكيماوية وغيرها من منتجات القطاعات الأخرى التي تشهد انخفاضا في الوقت الراهن.
وفي إجابته على سؤال لـ«الجزيرة» حول معيارية المنافسة خلال المرحلة المقبلة وهل ستعتمد على الكميات المنتجة أو على نوعية المنتج قال المهندس المريشد: إن الكميات ما تزال مهمة جدا، موضحا أن إنتاج «تصنيع» زاد بنسبة 3% منذ 2014 - 2015م، في المقابل تجد أن التركيز على النوعية يعتمد على الدخول في صناعة منتجات هندسية متطورة من شأنها أن ترفع معدل الربحية، ولكن غالبا ما يكون استهلاك هذه النوعيات من المنتجات عالميا قليل مقارنة بالمنتجات العادية، لذلك فكلا المعيارين مهمين ويكملان بعضهما».
جاء ذلك فيما أعلنت شركة التصنيع الوطنية عن نتائجها المالية الأولية الموحدة للربع الرابع المنتهى في 31 ديسمبر 2015م، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المهندس مطلق المريشد، الرئيس التنفيذي للشركة أمس بحضور عدد من المسؤولين التنفيذيين بالشركة، حيث أكد أن الشركة استطاعت تصعيد إنتاجها في قطاع البتروكيماويات إلى مستويات عالية ضمن حرصها على زيادة الإنتاج وتخفيض معدل التكلفة، متزامناً مع بدء العمل بهيكلها التنظيمي الجديد مع بداية الربع الرابع من 2015م، واستمرار عملية إعادة الهيكلة وبرامج تحسين الأداء المخطط اكتمالها مع نهاية النصف الأول من هذا العام، بهدف الوصول إلى الهيكل الإداري الأمثل لتحقيق أهداف الشركة وتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية مع تقليل تكاليف الإنتاج، وبالتالي ديمومة التأثير إيجاباً على نتائج الشركة مستقبلا.
وعلى صعيد تطور العمل في المشروعات الجديدة، تمت الإشارة إلى بدء التشغيل التجريبي في مشروع البيوتانول المملوك بالتساوي مع شركة صدارة للكيميائيات وشركة كيان السعودية والشركة السعودية لحامض الأكريليك المملوكة للتصنيع بنسبة 52.3%، والذي يتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري خلال النصف الأول من هذا العام، بعد الانتهاء من اختبار معدلات التصنيع والوقوف على كفاءة الإنتاج حسب ترخيص التقنية وعقود التنفيذ. أما بخصوص مشروع معالجة مادة الألمنيت الذي يوفر المواد الخام لإنتاج مادة ثاني أكسيد التيتانيوم فلا يزال العمل مستمر في المشروع لمعالجة المشاكل الفنية خلال إجراءات الفحص والاختبارات التشغيلية للمعدات، ومن المتوقع بدء التشغيل خلال النصف الثاني من هذا العام. كما تسير أعمال التنفيذ في مشروع مادة التيتانيوم الإسفنجي بشكل جيد حسب المخطط, ومن المتوقع بدء التشغيل خلال النصف الثاني من عام 2017م. هذا بالإضافة إلى مشروع الشركة في منطقة حائل والذي يعكس توجه الشركة نحو تعزيز نهج القيمة المضافة وتنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، وتزيد أيضاً من قدرات قطاع الصناعات التحويلية بالشركة، وتهدف إلى توفير المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة.
وسجلت القوائم المالية الأولية الموحدة للشركة صافي خسارة قدرها 690.2 مليون ريال خلال الربع الرابع لعام 2015م مقارنة بصافي ربح قدره 160.7 مليون ريال عن الفترة نفسها من عام 2014م، كما بلغت صافي خسارة الشركة خلال عام 2015م مبلغ 1.426.8 مليون ريال مقارنة بصافي ربح قدره 1.070.5 مليون ريال عن عام 2014م.
وعزا المهندس المريشد سبب ذلك إلى استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي بشكل عام وفي قارة آسيا بشكل خاص خلال تلك الفترة، والذي أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات البتروكيماوية في الأسواق العالمية، خاصة منتجات قطاع ثاني أكسيد التيتانيوم، مما أدى إلى مواصلة الانخفاض الحاد في هوامش الربح لمنتجات ذلك القطاع، إضافة إلى استمرار انخفاض متوسط أسعار بيع منتجات القطاعات الأخرى، وهذا ما يدفع إلى تمسك المنتجين بحصصهم السوقية وحرصهم على الاحتفاظ بها أملاً في تحسن الأوضاع مستقبلاً، وهو ما يزيد من مستوى العرض وبالتالي الضغط على أسعار بيع المنتجات. إضافة إلى ما تقدم، أسهمت مجموعة أخرى من الأسباب في تلك الخسارة وهي تسجيل انخفاض في قيمة الأصول غير المتداولة في إحدى الشركات التابعة بقيمة 330 مليون ريال خلال الربع الرابع، وذلك نتيجة لمراجعة أداء مصانع الشركة والتي لا يتوقع أن يكون لها إسهامات في المستقبل، ارتفاع تكلفة المبيعات بسبب زيادة حجم المبيعات خاصة في قطاع البتروكيماويات وتقييم المخزون نتيجة الهبوط في أسعار منتجات ثاني أكسد التيتانيوم ومنتجات حامض الأكريليك، ارتفاع المصاريف الإدارية والعمومية بسبب تسجيل تكاليف إعادة هيكلة الشركة وبرامج تحسين الأداء وتكاليف الموظفين الزائدين عن حاجة العمل والذين تم الاستغناء عن خدماتهم في تلك الفترة، إضافة إلى ارتفاع المصاريف الأخرى نتيجة لتسجيل القيمة العادلة السالبة من تقييم عقود التحوط والمشتقات التي أبرمتها إحدى الشركات التابعة مع بعض البنوك المحلية للحد من مخاطر تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية في الربع الأول من عام 2015م، علماً أن تلك التكاليف غير متكررة وسوف تسهم إيجاباً في نتائج الشركة مستقبلاً. وبلغ إجمالي قيمة المبيعات الموحدة لكامل العام المنتهي في 31 ديسمبر 2015م مبلغ 15.1 مليار ريال مقارنة بمبلغ 18.7 مليار ريال للعام 2014م، وذلك بسبب انخفاض متوسط أسعار بيع جميع المنتجات. كما حققت الشركة إجمالي ربح بقيمة 160 مليون ريال لفترة الربع الرابع من عام 2015م مقارنة بإجمالي ربح بقيمة 751 مليون ريال عن الفترة نفسها من عام 2014م. كما حققت إجمالي ربح عن عام 2015م بمبلغ 2.010 مليون ريال مقابل مبلغ 4.612 مليون ريال عن العام 2014م.