د. محمد عبدالله العوين
بثت وزارة الداخلية الثلاثاء الماضي بيانا تضمن القبض على إرهابي متورط في الهجوم على أحد المقرات الأمنية بقنابل مولوتوف واستهداف حافلة تقل موظفين لشركة أرامكو ببلدة القديح وحرقها، كما شارك في إطلاق النار على رجال الأمن والاعتداء على أجهزة صراف آلي وعلى أحد المباني الحكومية وإشعال النار فيه.
هذا البيان واحد من بيانات عديدة سابقة ترصد وقائع إرهابية، تتمثل في الاعتداء على رجال الأمن أو مقراتهم وإغلاق الطرق المؤدية إلى بعض الدوائر الحكومية واستهداف المواطنين أو الزائرين لبعض الأحياء في القطيف أو العوامية وقطع الطرق والتعرض لعابريها وضربهم وسلبهم وتصويرهم، وبث الشائعات الكاذبة عبر حسابات مختلفة في الشبكة العنكبوتية تضخم ما يرتكبه هؤلاء الغلمان السفهاء من جرائم بقصد إثارة الرعب في نفوس المواطنين، وتسعى من خلال النت لترويج أفكار الإرهابي الهالك نمر النمر الذي يدعو إلى ولاية الفقيه، ويعد «قم» وملاليها مرجعه ولا يعترف بسلطة الدولة السعودية ، ويعلن تمرده على قيادة البلاد، وليس هذا الإرهابي المقبوض عليه إلا أحد أتباع النمر والمقتنعين بضلالته وتخاريفه وادعاءاته الباطلة.
ونتذكر بيانا سابقا للداخلية ضم ثلاثة وعشرين إرهابيا من هذه الفئة الضالة الخارجة على الولاء لقيادة بلادنا والمنتمية إلى مرجعية فارسية ليست دينية فحسب؛ بل سياسية تأتمر بأمرها وتسير في ركابها أينما اتجهت وحيث حلت كوارثها وأطماعها وفتنها التي لا تنقضي.
ولا أريد أن أستقصي موبقات هؤلاء الضالين المضللين من أبناء منطقة عزيزة علينا، ومن إخوان لنا في المواطنة تجمعنا معهم مظلة الوطن الذي ولدوا فيه كما ولدنا وعاشوا فيه كما عشنا ننعم جميعا بخيراته وندافع عنه بدمائنا وأنفسنا حين تشتد الخطوب ويعلن الواجب أمره بالدفاع عن كل ذرة منه في جهاته الأربع.
نعلم أن أهل القطيف والعوامية الكرام ليسوا سواء، أو لنقل إن المنتمين إلى الطائفة الشيعية على العموم في هاتين المدينتين أو في غيرهما لا يتفقون مع الشذاذ والمارقين والسفهاء من الغلمان حدثاء الأسنان الذين يقطعون السبيل والأرزاق ويعكرون الأمن ويعلنون الفتنة ؛ ففي هاتين المدينتين وغيرهما من مدن المنطقة الشرقية علماء في مختلف التخصصات ومهندسون وأكاديميون ومثقفون وإعلاميون ورجال أعمال بارزون ووجهاء وعقلاء وحكماء لا يمكن أن يستقيم فكرهم ولا تتفق رؤاهم مع حماقات الفتية الإرهابية من أتباع الضال النمر أو غيره ممن يشذ عن الإجماع الوطني والولاء لقيادة البلاد الحكيمة أو تأييد ما يمكن أن يقود إلى الفرقة والانقسام والتجزئة والاحتراب الطائفي والمذهبي ، ولا يمكن أيضا أن يدور في خلد أي عاقل متزن أن يؤمن من أشرت إليهم من صفوة طائفة الشيعة في الشرقية أو غيرها بولاء سياسي لقيادة أخرى غير قيادة البلاد سواء كانت في إيران أو غيرها؛ لأنه لا يمكن أن يوصف إعلان الولاء السياسي لقيادة أخرى أيا كانت بغير عبارة واحدة تختصر الكثير من الكلام ؛ وهي «الخيانة الوطنية» وما أقبحها وأقساها وأمرها على اللسان والسمع.
ولذلك فإنني أطالب النخبة المثقفة والأعيان والأكاديميين ومن يمارس الكتابة في الصحف ويظهر عبر القنوات التلفزيونية أن يعلنوا تبرءهم من سفهائهم وإرهابييهم كما تبرأنا نحن السنة من سفهائنا وإرهابيينا ودعونا إلى ملاحقتهم والقضاء عليهم ليسلم الوطن والعالم من شرهم ، أما أن تتوالى حماقات هؤلاء السفهاء حادثا إثر حادث ، وتتصاعد حملاتهم الإعلامية عبر مواقع النت تثير الفتنة وتدعو إلى الشقاق وقطع الأرزاق وتعطيل الحياة ويصمت من ننتظر منهم ألا يصمتوا وقت لا يكون مكان للصمت أو الحياد ؛ فهذا أمر يدعو إلى القلق ، وقد يثير عند كثيرين شكوكا لا يقبل بها من في قلبه ذرة من وعي بمخاطر الصمت أو الحياد الذي قد يعني التأييد الضمني لجرائم هؤلاء الغلمان الإرهابيين.
الصمت هنا من القادرين على الكلام أو الكتابة غير مقبول؛ ولا لون رماديا في المواقف الوطنية الفاصلة، أما رجال الأمن البواسل فهم قادرون بحول الله على ضبط الأمن بقوة وحكمة في كل أرجاء الوطن العزيز.