الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
في الوقت الذي تتسارع فيه نسب إنجاز تنفيذ أعمال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض (القطارات والحافلات)، الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، يشهد المشروع تنامياً في أعداد الكوادر السعودية المؤهلة التي استقطبتها الشركات الكبرى المشرفة على تنفيذ المشروع والائتلافات العالمية الثلاث التي تقوم بتنفيذ المشروع، وتشمل كلاً من: ائتلاف باكس، ائتلاف الرياض نيوموبيليتي وائتلاف فاست، التي تتكون من كبرى الشركات العالمية في مجالات تصنيع القطارات والأعمال المدنية وحفر الأنفاق ونظم الاتصالات والتحكم والإدارة والتصميم.
فمنذ انطلاق المشروع حتى الآن بلغت أعداد الكوادر السعودية التي انضمت إلى المشروع 833 مهندساً ومختصاً سعودياً، يتولون مختلف الأعمال الهندسيّة والفنية والتقنية والإدارية في عناصر المشروع ومكوناته كافة بأرجاء المدينة كافة.
خطّة لبناء الكوادر الوطنية المؤهلة
تشكّل أعداد الكوادر الوطنية العاملة في مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض خلال هذه المرحلة من أعمال تنفيذه نسبة جيدة من إجمالي أعداد العاملين في المشروع؛ ويأتي ذلك ضمن خطّة تستهدف بناء الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في المشروع منذ بداياته حتى اكتماله وتشغيله بمشيئة الله، يجري تنفيذها على مراحل، تنسجم مع تطور أعمال تنفيذ المشروع واحتياجاته من الكوادر المهنية. وترمي هذه الخطة إلى تعظيم عوائد الوطن والمواطنين من مشروعهم الطموح الأكبر في حجمه، والأحدث في مواصفاته، الذي ينتظر الجميع مساهمته في رفع جودة الحياة في العاصمة إلى المكانة اللائقة بها في مصاف العواصم العالمية المتقدمة بمشيئة الله.
ورش عمل ولقاءات لتوطين الخبرات
ولتهيئة البيئة الملائمة لاستقطاب الكفاءات الوطنيّة في مراحل المشروع المقبلة أجرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سلسلة من البحوث والدراسات في هذا المجال، ونظّمت سلسلة من اللقاءات وورش العمل مع الخبراء والمختصين من الجهات الحكومية والاستشاريين، واطلعت على العديد من التجارب الدولية في مجال توطين الخبرة والتقنية والصناعة، وحددت على ضوء ذلك مجموعة من الأهداف التي تعمل على تحقيقها لتوطين الخبرة الفنية والأنشطة الصناعية والاستثمارية المرتبطة بقطاع النقل العام، والمساهمة في توفير فرص العمل للشباب السعودي المتخصص والمؤهل، وصولاً إلى تحقيق أعلى مستوى من الاستدامة والكفاءة لمشروع النقل العام بمدينة الرياض.
تكامل مع الشركاء في المدينة
وتعمل الهيئة العليا على تنفيذ الخطة بالتكامل مع الجهات المعنيّة كافة في المدينة، وتحت إشراف لجنة مشتركة مكوّنة من كل من: الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وزارة المالية، وزارة العمل، وزارة التجارة والصناعة، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، جامعة الملك سعود، صندوق الموارد البشرية، هيئة المدن الصناعية والهيئة العامة للاستثمار.
مركز متخصص لدراسة النقل
تعتزم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، إنشاء مركز متخصص لدراسة النقل في الجامعة، يهدف إلى إجراء الدراسات الهندسية والتقنية والإنسانية والاجتماعية لمشاريع النقل العام في المملكة، ويساهم في تأهيل الكفاءات الوطنية للعمل في هذا القطاع عبر استحداث مسارات متخصصة في دراسات النقل العام. كما تعمل بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على تعزيز الاستفادة من مخرجات كليات ومعاهد المؤسسة وبرامجها التدريبية في تلبية احتياجات المشروع من المهنيين والفنيين السعوديين المؤهّلين.
التخصصات الهندسية في المقدمة
ويتصدّر القطاع الهندسي التخصصات المهنية التي استقطبها المشروع من الكوادر الوطنية بنسبة تتجاوز 50 في المائة، وبالأخص في تخصصات: الهندسة المدنيّة، الهندسة الكهربائية، الهندسة الميكانيكيّة والهندسة المعمارية.
التخصصات الفنيّة والتقنيّة ثانياً
وتأتي التخصصات الفنيّة والتقنيّة في المرتبة الثانية من تخصصات الكوادر الوطنية العاملة في المشروع، التي ستتزايد أعدادها وفق الخطة خلال مراحل تشغيل المشروع بمشيئة الله، وبشكل خاص في المجالات المتصلة بمكونات تشغيل أنظمة القطارات والحافلات، وأنظمة التحكم والاتصالات، وأنظمة التذاكر والأجهزة والمعدات المرتبطة بها، إضافة إلى أعمال الصيانة وتشغيل نظم الإطفاء والأمن والسلامة.
التدريب على رأس العمل
ويخضع السعوديون العاملون في المشروع لسلسلة من الدورات التدريبية على رأس العمل، وذلك عبر دمجهم في مختلف أعمال المشروع مع نظرائهم من الخبراء والمختصين في الائتلافات العالمية المنفذة للمشروع لصقل مهاراتهم، وإكسابهم الخبرة والتجربة العملية المباشرة في مواقع العمل، وليتعرفوا عن قرب على آليات أعمال التأسيس والإنشاء والتركيب والتجهيز والتشغيل كافة في مختلف عناصر ومكونات المشروع ومواقعه التي تزيد على 170 موقعاً جارٍ العمل فيها حتى الآن.
دورات ميدانية مكثفة
وضمن إطار التدريب أطلقت الهيئة بالاشتراك مع الائتلافات العالمية المنفذة للمشروع سلسلة من الدورات التدريبية الميدانية المكثّفة لـ 480 مهندساً من الكوادر الوطنية، تمتدّ طوال مدة تنفيذ المشروع، وتشمل مراحل إنشائه وتشغيله كافة.
تأهيل الكوادر الوطنية على تشغيل القطارات
كما تستضيف الشركات المصنعة للقطارات وأنظمة تشغيلها 60 متدرباً من خريجي الجامعات السعودية والمبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في مقار ومصانع هذه الشركات خارج المملكة؛ لإكساب الكوادر الوطنية المهارات والخبرات الكافية لتشغيل وصيانة أنظمة القطارات في المشروع.