د. محمد أحمد الجوير
الملك سلمان لا يختلف في حقه اثنان، شق طريقه نحو المجد والسؤدد، منذ نعومة أظفاره، ساهم مع أشقائه بعد وفاة المؤسس -رحمه الله-، في ترسيخ حكم البلاد، وبسط الأمن في أرجائها، من خلال رأيه الصائب والحكيم، إبان فترة تولية إمارة العاصمة الرياض، وملازمته إخوانه الملوك -رحمهم الله-، اجتمعت فيه خصال عدة ليس بالوسع حصرها، متواترة عنه، زخرت الكتب والمؤلفات والندوات والملتقيات الأدبية عنها وبيانها.
وقد كتبتُ عنه شخصياً في هذه الجريدة الغراء، عشرات المقالات، من منطلق إعجابي بحركاته وسكناته، وكانت شخصيته، محفورة في ذهني، وفي ذهن كل «زلفوني» نتذكر زيارته الأولى للزلفي يوم كنتُ في المرحلة المتوسطة، وأعدّ لمقامه الكريم حفل «نوعي» إحدى فقراته تمثلت في صفّين متقابلين من الدرجات النارية، تتداخلان مع بعض، في شكل يدعو للدهشة وقتها، أشبه بما يعرف اليوم بعروض السيرك.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لفت المواطن السعودي والمراقب العام، منذ أول يوم بُويع فيه ملكاً على البلاد في خطوات جريئة ولافتة، تنم عن قوة شخصيته، وحكمته، وحنكته، وبعد نظره، منذ بداياته والمملكة، تعيش انتفاضة سياسية غير مسبوقة، وكلنا نتذكر قراره مع حكومة مملكة السويد، جراء تهور وزيرة خارجيتها، واتهامها القضاء السعودي، وترويضه لها، باستدعاء سفير المملكة بالسويد، ورفض التدخل في شئون القضاء، والمملكة بشكل عام، مما جعل حكومة السويد، تسعى لتطويق الأزمة.
وقرار مليكنا سلمان الآخر التاريخي والمفاجئ حول إنقاذ اليمن من الحوثي الرافضي وأسياده خنازير الرافضة المجوس الإيرانيين، وعصابة صالح، من خلال عاصفة الصحراء.. وكنت قد كتبتُ في هذه الجريدة بهذه المناسبة، بتاريخ 13 إبريل2015، مقالاً بعنوان (ترويض السويد.. وترويع الفرس) تناولت فيه شخصية الملك سلمان الصارمة بشأن هذين الحدثين؛ وتمضي الأيام والشهور والسنون، ونرى ويرى العالم أجمع شخصية هذا الملك الهمام، تُجسد الصرامة والقوة المتشربة بالحكمة والحكنة.. ولعلنا رأينا ذلك هذه الأيام بعد صدور الأحكام القضائية بشأن بعض أفراد الإرهابيين والفئة الضالة ومن بينهم خادم الروافض المجوس الإيرانيين، وعميلهم الخائن (نمر النمر) الذي كتبتُ عنه بهذه الجريدة بتاريخ 25-10-2014 مقالاً بعنوان: (النمر..المتمرد.. وإيران)؛ وقد نفذ الحكم الشرعي بعدد (47) منهم ومن بينهم هذا العميل المتمرد على حكومته، أمر الملك سلمان بتنفيذ ما تقرر شرعاً بحقهم وقتلهم، في هذه الفترة الحرجة التي تخوض فيها المملكة حرباً لتطهير اليمن من رجس الحوثي وصالح وتدخلات إيران، مما يشي بقوة إيمان الملك سلمان وتوكله على الله وثقته بنصره وعزه.
والأمر الآخر الذي يُعد قراراً ملكيّاً تاريخياً، يوم أن لطم الملك سلمان وجوه ملالي وخنازير الروافض المجوس الإيرانيين بقطع العلاقات الدبلوماسية معهم وطرد السفير الإيراني وأعضاء سفارته واستدعاء سفيرنا في إيران وأعضاء السفارة، بعد جريمة هؤلاء الروافض المتمثلة بإحراق القنصلية السعودية والسفارة بطهران وسرقة محتوياتهما، بمشاركة العسكر الإيرانيين في هذه الجريمة النكراء، دون مراعاة للقوانين الدولية، والأعراف الدبلوماسية، بعد تنفيذ الحكم الشرعي بالمفسدين من الإرهابيين، وقطع العلاقات مع إيران، لك أن تطالع ردود أفعال الشعب السعودي بمختلف شرائحه، مشاعر الفرح عمّت وطمّت أرجاء البلاد، مهللين ومكبرين، وداعين للملك سلمان بالعز والتمكين، ولهذا الوطن بالحفظ.. مشاعر سطّرت أبدع التعبيرات، وسجلت انطباعات الفخر والاعتزاز بقائد شهم صلب شجاع، أعاد هيبة البلاد، ورفع رأس كل مواطن سعودي، لتتحقق دلالة بيت شعر خالد الفيصل (ارفع رأسك أنت سعودي .. غيرك ينقص وأنت تزودي)، ومع أن قيادتنا الرشيدة (أعلم وأحكم وأدرى) منا، بدهاليز السياسة والدبلوماسية، لك عزيزي القارئ، أن تتصور العواقب المستقبلية، فيما لو لم يتخذ هكذا قرار بحق هؤلاء (الخنازير الروافض المجوس آيات ومعممي إيران).
لا شك أن الدولة وهي ترى مشاكلهم في مواسم الحج منذ زمن بعيد، تتكرر كانت تستعمل معهم الحلم، لكن وكما يقال، اتق شر الحليم إذا غضب، غضبة قائدنا المظفر خنقت رقاب المجوس، ولم تتح لهم الفرصة للتمادي في طغيانهم ودسائسهم وتدخلاتهم في شئون الغير، عصابات قدمت للحكم في إيران، ناهيك عن فساد عقيدتهم وأخلاقهم، ومع تزايد الغضبة العالمية في حقهم ووقوف الصادقين بجانب المملكة من خلال قطع علاقاتهم الدبلوماسية، ستنخنق «العصابات السياسية» في إيران، وسيثور الشعب الإيراني في وجوههم، وسينقلبوا بحول الله، خاسرين، خاسئين، مهانين، ذليلين، صاغرين، وسينخنق معهم عملاؤهم في العوامية، التي نرى فيها اليوم عائلة النمر، يتزعمها محمد النمر، شقيق المتمرد نمر النمر، والذي تهور في تغريداته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يصادم إرادة قيادة هذا الوطن، ومشاعر الشعب السعودي برمته، يستعدي ويحرض وينشر بيانات مملوءة بالكذب، بشأن شقيقة المتمرد على السلطة والقيادة، يقول إنه طالب الحكومة بجثة شقيقه ورفض طلبه بحجة دفنه مع الآخرين، هو يريد جثته ليدفنها عند أسياده في قم أو مشهد، ليجعلها مزاراً له ولروافضه ومجوسه، يسترزق من ورائها دخلاً له، نحن في المملكة العربية السعودية، لا نلتفت البتة لكائن من كان، ينعق، ويهدد، ويولول، ويطالب، ويحرض.. دولتنا -أعزها الله- لديها منهج قويم، سارت عليه منذ عهد المؤسس رحمه، ولم تحد عنه، أو تتهاون في حقه، شرع الله المطهر بالنسبة للدولة خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال.. والشواهد أمامنا كثيرة لا تحتاج إلى قرينة، ونحن باعتبارنا مواطنين، ونرى توجه دولتنا وقيادتها في حصم وحسم كل ما يجلب الضرر للوطن، علينا دور كبير حيال كشف حال كل من تسول له نفسه التخابر مع العدو أو يريد أن يحدث شوشرة، ويلبس، ويدلس على العامة، ليشوه صورة دينه أو وطنه وقيادته، لنكن عيوناً ساهرة، نشارك فيها رجال أمننا البواسل، لا نلوي على شيء، غير المحافظة على وطننا وقيادته التي بها بعد الله نحيا ونسعد ونعيش بأمن وأمان وعيشة هنية.
ولاة أمرنا هم ملاذنا بعد الله سبحانه، علينا التنبه لأبنائنا من أصحاب الفكر الضال، كالدواعش وكل متطرف ومتشدد خرج عن جادة الصواب.. ليس لنا خيار ونحن نرى مليكنا «سيفاً مسلولاً» في وجه الأعداء، وخاصة الخاصة «مجوس هذه الأمة، وصفويوها، وروافضها، خنازير إيران» ونظامها الفاسد، دينياً، وخلقياً، وسياسياً.. ودمتم بخير.