استضافت اثنينية الذييب عدداً من الشعراء بمنزل حمود الذييب، وطرحت العديد من قضايا الشعر والشعراء في الوقت الحالي، وما وصل إليه في عصر الإعلام الجديد.
أدار اللقاء الإعلامي مناحي الحصان، الذي رحب في بداية الأمسية بالسادة الحضور من الشعراء ورجال المجتمع والفكر.
في البداية تحدث الدكتور راشد أبا الخيل عن الشعر بالمملكة قديماً وحديثاً، وأفاد بأن الشعر القديم - في وجهة نظره - أقوى من حيث استخدام المفردات. مضيفاً بأنه يستنتج قوة القصيدة من انتقاء المفردات المكونة لها، خاصة في حال الشعر النبطي.
كما تحدث الدكتور أبا الخيل عن جودة الشعر بشكل عام مؤكداً أن أفضل القصائد هي التي تولد من رحم المعاناة؛ ذلك أن المواقف الحياتية المؤثرة إذا أثرت في وجدان الشاعر فلا بد من أن تجود قريحته بقصيدة رائعة محملة بالمشاعر والأحاسيس.
ووجَّه مناحي الحصان سؤالاً للحضور حول ما إذا أصبح الشعر في الوقت الحالي غاية أم وسيلة؟
وأجاب الإعلامي السالم بأن نصيباً كبيراً من الشعر المنظوم حالياً هو وسيلة، وليس لغاية الشعر؛ فقد أصبح للتكسب أكثر منه لغاية الشعر. واستدرك قائلاً: «إن الشعر للتكسب لا يعاب على صاحبه في المطلق، وهناك حالات في الأدب العربي القديم نهج أصحابها النهج نفسه، ولكن هناك قصائد نسمعها الآن لا نرى فيها شعراً ولا نظماً، وبذلك تكون قد فقدت الهدف الأساسي من الشعر».
أما الشاعر أحمد السكران فيرى أن هناك شعراء حاليين على درجة عالية من الموهبة والطلاقة الشعرية، وأكد رأيه الشاعر سالم المري الذي أشار إلى أن الاتصال دائم بين الشعراء المعاصرين والسابقين بحيث يتعلم جديدهم من سابقهم.
وفي مداخلة موجهة للشاعر السكران من أحد الحضور، حول ما إذا كانت موهبة الشعر تنتقل بالوراثة؟ أجاب الشاعر بأن الموضوع ليس له علاقة بالوراثة، ولكن ما يحدث هو إذا كان الشاعر الناشئ يتربى في بيئة شعرية، كأن يكون أحد أبويه شاعراً فإنه ينشأ معتاداً على سماع الكلام المنمق الموزون مما يؤسس لحسه الشعري إذا ما بدأ في نظم القصائد في المستقبل.
من ناحيته رأى عبدالعزيز السويل الأستاذ بجامعة الملك سعود أن الأمة العربية سمتها الأساسية البلاغة والشعر، ولا عجب أن نزل القرآن الكريم باللغة العربية متحدياً كفار قريش في ذلك الوقت.
من ناحيته، رأى فهد الصالح أن الشعر في الوقت الحالي لديه الكثير من الفرص للانطلاق والانتشار بعكس السابق؛ فالإعلام الجديد وحتى الصحف الورقية أخذت على عاتقها تخصيص مساحات على صفحاتها لنشر ثقافة الشعر وتسليط الأضواء على الشعراء الجدد.
وتخلل الحوار عدد من المشاركات الشعرية من الشاعر أحمد السكران، الذي ألقى قصيدة عن موطنه بمحافظة الزلفي وجوها الرائع في الصيف والشتاء. وأُلقى عدد من القصائد الأخرى للشعراء الحضور.