علي الصحن
يغلب على أنديتنا العمل الفردي، والعمل لليوم فقط على طريقة (أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) لذا تجد النادي الذي يصرف ببذخ واستعلاء وزهو واستعراض في الصباح، يشتكي الفقر والعوز وضعف الحيلة في المساء!! والنادي الذي يصرف الملايين بلا قيود اليوم يكون مكبلاً بالديون في الغد... ويوماً ما سوف يتسع الشق على الراقع ولن تكون محاولات الشرفيين وتدخلات المسؤولين وضمانات الضامنين قادرة على فعل شيء والنادي هو من سيدفع الثمن، خاصة أن الرئيس ومجموعته التي ورطته ستكون خارج طائلة المحاسبة بمجرد ورقة استقالة، والقارئ في أوضاع بعض الأندية اليوم والأخبار التي تتوالى عن مشاكلها المالية، والالتزامات التي تلاحقها يدرك أي مستقبل ضبابي ينتظرها.
المشكلة في أنديتنا أن العمل يتم بصفة فردية وبقرارات ارتجالية فقط ولا وجود للعمل المؤسسي المنظم إطلاقاً، في أنديتنا يدار العمل بصورة عشوائية وحسب ما يقرره الرئيس والدائرة الضيقة التي تحيط به فقط!! لا وجود لدليل إجراءات العمل ولا وجود لتوزيع الصلاحيات ولا تحديد للمسؤوليات، عمل لليوم فقط وعمل من أجل سماع عبارات الإطراء.. ثم ماذا؟
اليوم وحسب الالتزامات الحالية ومستوى الإيرادات الفعلي وفزعات الشرفيين قد تكون الأندية قادرة على تجاوز بعض العقبات وسد بعض منافذ الريح، ولكن هل ستكون قادرة على ذلك في قابل الأيام؟
أنديتنا تصرف الملايين على لاعبين لا يحققون لها أي شيء.. لا يقدمون شيئاً داخل الميدان، ولا يمكن استثمار عقودهم خارج الميدان، لك أن تتخيل أن لاعباً يستلم أكثر من ربع مليون ريال شهرياً، وهو في كنبة الاحتياط!! ولك أن تتخيل أن خمسة مدربين من 14 مدرباً (35 في المائة) ألغيت عقودهم بعد مضي 25 في المائة من مواجهات الدوري المحلي!!
ولك أن تتخيل أن الفترة الشتوية المقبلة سوف تشهد حراكاً واسعاً في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب بعد أن تبارى العديد منهم في تقديم الفشل تلو الفشل فيما مضى من الموسم.
ولك أن تتخيل أنه على الرغم من هذا كله يظل الرئيس هو الأفضل والأفهم في كرة القدم لا يطاله تغيير ولا يمسه لوم!! ولك أيضاً أن تتخيل أن معظم هؤلاء الرؤساء وبعد كل هذه القرارات البائسة لا يكفون عن الشكوى من ضعف الإيرادات وقلة الدعم وغياب الشرفيين؟
أعتقد أن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تتدخل، وأن تسن قرارات تنظم العمل وتحدد المسؤوليات في الأندية.. ليس من المعقول أن يورطها رئيس ما بالديون ثم يرحل بعد أن نعم بالشهرة والمديح والإطراء، وهي من يدفع الثمن.
كذلك فإن على الهيئة الشرفية في النادي أن تتفاعل مع ما يدور فيه وأن تناقش الرئيس قبل أي قرار يترتب عليه التزامات مالية لسنوات عدة تتجاوز فترته الرئاسية على الأقل، خاصة فيما يتعلق بالبند الأعلى للصرف في النادي وهو بند تجديد عقود اللاعبين المحترفين، وألا يتم ذلك إلا بناء على تقييم لجنة فنية متخصصة وليس بناء على ما يطلبه اللاعب ويحث عليه الجمهور العاطفي الذي لا يعرف خفايا الأمور وخلفياتها، ويطبل له إعلاميون همهم رضا الرئيس والتطفل على مائدته.
اللاعب يجب أن يعرف قيمته الفنية الحقيقة ولو تجاهله النادي اليوم فلن يجد من يدفع له في الغد، لكن الأندية يجب أن تكون حازمة في هذا الشأن وأن تدرك أنها الخاسر الوحيد في النهاية وسيأتي يوم يعرف فيه جمهورها هذه الحقيقة.
يوماً ما ستكون معظم الأندية في وضع لا يحسد عليه، ستكون التزاماتها أعلى من إيراداتها أضعاف أضعاف ما هو مشاهد اليوم، يومها قد يعزف البعض عن إدارتها، وقد تسوء حالتها، إن لم يكن هناك تدخل فاعل وقرارات حازمة تعيد الأمور إلى جادة الصواب وتضع حداً للهدر المالي الحالي... الذي يذهب دون أي ثمار للأسف.
المشاكل المالية تحيط بالأندية إحاطة السوار بالمعصم، والأحداث الحالية رمت حجراً في المياه الراكدة، ويوماً ما سوف تعكر هذه الأحجار صفو الأندية والقائمين عليها، فهل من تحرك يمنع السقوط المدوي؟
مراحل.. مراحل
- وإن تحطمت كل الأرقام، يبقى رقم سامي الجابر باللعب في أربعة مونديالات والتسجيل في ثلاثة منها عصياً في المستقبل المنظور على نجوم كرة القدم في العالم كله، وليس في السعودية فقط.
- من يطالبون اتحاد الكرة بتطوير لجنة الحكام... هل فاتهم أن التطوير يجب أن يبدأ من الاتحاد ذاته؟
- في لجنة الحكام الحالية... يكفي أن مراقباً يحمل صفة الدولية وهو لم ينفخ صافرة دولية واحدة... ثم نقول لماذا تراجع العمل؟
- وسط تراجع كبير في ألعابنا المختلفة يبقى اتحاد الكاراتيه جوهرة مشعة تضيء بالإنجاز تلو الإنجاز، وتزف لرياضة الوطن اللقب تلو اللقب.
- تعود عجلة الدوري السعودي للدوران من جديد.. والجولات الثلاث المقبلة قد ترسم ملامح عدة في القمة والقاع.
- النجم السعودي السهلاوي اقترب كثيراً من حسم السباق مع أحمد خليل وحمزة الدردور على لقب هداف العالم 2015م.
- فريق الباطن الذي يتصدر دوري الدرجة الأولى وبمستويات لافتة، هذا الفريق المميز هو أحد فرق مكتب رعاية الشباب بالزلفي الذي يضم أيضاً (القيصومة
-درجة ثانية- وطويق والزلفي)، وكان يلعب دورياً من ست جولات فقط معها.. ولكن مع التخطيط المميز والجهد الجبار والإدارة الشابة بقيادة الأستاذ الأخ ناصر الهويدي وصل الفريق إلى ما وصل إليه... بالتوفيق للسماوي وفالكم الممتاز.
- فريق القيصومة يلعب في دوري الثانية... وفريق الزلفي قدم نفسه قبل موسمين ووصل لدور الـ16 في كأس الملك واستضاف الهلال على ملعب، لكنه تراجع كثيراً، أما طويق.... فأرى أن تواصل إدارته التركيز على تطوير الألعاب المختلفة التي تحقق إنجازات مميزة للنادي وأصبحت واجهة حقيقة مشرفة له، وأن تترك العمل على فريقها الكروي الذي يحتاج للكثير حتى يقوى على فعل شيء (بحسب أصدقاء مقربين منه).