الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - عبدالرحيم نعيم:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر مؤسسة الملك خالد الخيرية بمدينة الرياض، أسماء الفائزين بجائزة الملك خالد لعام 2015م في فروعها الثلاثة الرئيسة، وهي: «شركاء التنمية» و»التميز للمنظمات غير الربحية» و»التنافسية المسؤولة».
وكشف سمو الأمير فيصل بن خالد عن فوز مبادرة «مواكب الأجر» لصاحبتها عبير عبدالعزيز النويصر، بالمركز الأول لجائزة الملك خالد فرع شركاء التنمية في عامها الثالث، عبر آلية التصويت الجماهيري الإلكتروني بموقع المؤسسة على شبكة الإنترنت، وحصلت على نسبة 61 في المائة من إجمالي الأصوات الواردة للمبادرات الثلاث النهائية المتأهلة لنيل الجائزة، وهي مبادرة اجتماعية واقتصادية وبيئية تهتم بتدوير المقتنيات المستغنى عنها وبيعها بأسعار رمزية من خلال متجر مصغر لذوي الدخل المحدود، ويذهب ريعها لحل قضايا اجتماعية، فضلاً عن أهميتها في إعادة تدوير تلك المقتنيات حماية للمجتمع والبيئة، كما أنها تشجع مفهوم العمل التطوعي.
وحصلت مبادرة «شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة»، لصاحبها أحمد زايد المالكي على جائزة المركز الثاني بنسبة تصويت بلغت 22 في المائة، وهي عبارة عن موقع إلكتروني يساعد في إيجاد وظائف مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة تتناسب مع مؤهلاتهم ونوع إعاقتهم، وتعمل حلقة وصل بينهم وبين أصحاب العمل الباحثين عن موظفين من ذوي الإعاقة، وتخدم جميع ذوي الاحتياجات الخاصة (الذهنية، الحركية، البصرية، الفكرية، النفسية وغيرها من الإعاقات الأخرى).
كما احتلّت مبادرة «مجموعة نون العلمية» لصاحبها الدكتور سعود بن حمد الدبيان، المركز الثالث بنسبة تصويت بلغت 17 في المائة وهي مبادرة علمية وتوعوية مبتكرة، عبارة عن موقع إلكتروني يقوم بنشر مقالات وفيديوهات وإنفوجرافيكس في تخصصات علمية عدة باللغة العربية، بعضها من إنتاج أعضاء المجموعة، وبعضها مترجم من مصادر أخرى عالمية ومحلية موثوقة، وتهدف المجموعة التي أنشئت في عام 2014م، إلى إنشاء مؤسسة علمية تطوعية تخدم العلم والمعرفة.
وتبلغ قيمة جائزة فرع جائزة شركاء التنمية نصف مليون ريال للمبادرات الثلاث، إذ سيحصل صاحب المركز الأول على مبلغ 250 ألف ريال، وصاحب المركز الثاني على مبلغ 150 ألف ريال، وصاحب المركز الثالث على مبلغ 100 ألف ريال.
كما تضمن المؤتمر الصحفي الإعلان عن الفائزين بجائزة الملك خالد في فرع «التميز للمنظمات غير الربحية» التي تُمنح للمنظمات غير الربحية الوطنية ذات الأداء العالي والمتميز في الممارسات الإدارية والمسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث فازت بهذه الجائزة المنظمات التالية:
المركز الأول: جمعية البر بالأحساء، وتقدم خدماتها في محافظة الأحساء، ويبلغ عدد المستفيدين من خدماتها 35000 مستفيد، وتعمل في مجالات: الرعاية الصحية، وذوي الاحتياجات الخاصة، والتدريب والتأهيل، والشباب، والفنون، والإغاثة في حالات الطوارئ، والمرأة، والأيتام، والأرامل، والمطلقات، والعجزة، وإكرام الموتى.
وقد فازت الجمعية بالمركز الأوّل وستحصل على مبلغ وقدره 500 ألف ريال لتميزها برؤية ورسالة واضحة نحو التأثير على المجتمع من خلال منهجية العمل، حيث تقوم بتحديد الأثر المرجو تحقيقه، ومن ثم وضع منهجيات علمية لقياس الأداء والأثر المترتب عليه، وتعمل على تحديد الوسائل المناسبة للوصول للأهداف والغايات المرجوة.
المركز الثاني: الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء)، وتعنى بشؤون الأيتام بالمنطقة الشرقية، وتوفر برامج وخدمات شاملة لشؤون الأيتام وأسرهم، ويبلغ عدد المستفيدين من خدماتها وبرامجها 2379 مستفيداً، وتقدم خدمات الرعاية الصحية والتدريب والتأهيل للأيتام وأسرهم وذوي الاحتياجات الخاصة، والشباب والمرأة.
وقد فازت الجمعية بجائزة المركز الثاني وقدرها 300 ألف ريال، لتميّزها في إدارة الموارد البشرية، حيث حرصت على المحافظة على الموظفين الأكفاء، مع العمل المستمر على برامج تهدف إلى تعزيز الانتماء والولاء لدى الموظفين.
المركز الثالث: جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية، وتنحصر خدماتها على مدينة جدة، وبلغ عددالمستفيدين من خدماتها 1484 مستفيداً، وتشمل مجالات عمل الجمعية تقديم خدمات الرعاية الصحية والتدريب والتأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام والشباب والمرأة، علاوة على الإغاثة في حالات الطوارئ، وتمويل المشروعات الصغيرة.
وقد فازت الجمعية بجائزة المركز الثالث وقدرها 200 ألف ريال، لتميّزها في وجود إستراتيجية واضحة وأفكار ابتكارية لتنمية الموارد المالية وتبنيها منهجيات قوية لضمان استمرارية التأثير، بالإضافة لوضعها منهجيات وطرق واضحة تهدف إلى زيادة فاعليتها في المجتمع.
هذا وستحصل المنظمة الفائزة بالمركز الأول على منحة دراسية لاثنين من موظفيها، وذلك في معاهد أكاديمية تركز على القيادة والتطوير الإداري في المنظمات غير الربحية.
كما أعلن سمو الأمير فيصل بن خالد خلال المؤتمر الصحفي أسماء المنشآت الفائزة بجوائز الفرع الثالث للجائزة وهو «التنافسية المسؤولة»، وهي الجائزة التي تُمنح للشركات الأعلى تصنيفاً في «المؤشر السعودي للتنافسية المسؤولة» الذي يستند على تصنيف مهني دقيق قائم على معايير عالمية مقنّنة لتقدير المستوى التنافسي للشركات في المملكة، وذلك وفقاً لمدى تبنيها لممارسات التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، ومدى دمجها لهذه الممارسات الأساسية في صلب استراتيجياتها وخطط أعمالها.
وقد فازت بالجائزة في هذا الفرع المنشآت التالية: المركز الأول: شركة بن زقر يونيليفر المحدودة (السعودية)، وكانت قد فازت بالمركز الثاني العام الماضي، وهي منشأة ربحية تعمل في مجال المنتجات الاستهلاكية، وتعمل على تقليص تأثير عمليات الإنتاج والاستهلاك على البيئة، من أجل توفير مستقبل أفضل للناس ومساعدتهم على التألق والشعور بالسعادة والرضى عبر المنتجات والخدمات التي تقدمها، وتلتزم الشركة بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، هي: مساعدة أكثر من مليار شخص لاتخاذ خطوات من أجل تحسين صحتهم، والحصول على جميع المواد الأولية الزراعية بشكل مستدام بحلول عام 2020م، بالإضافة إلى عدم ربط النمو بالتأثير على البيئة.
وتطبق الشركة نظام الشريك التجاري، ونظام مبادئ العمل الذي يضم عشرة مبادئ تغطي نزاهة العمل والمسؤوليات المتعلقة بشؤون العاملين والمستهلكين والبيئة.
المركز الثاني: البنك السعودي للاستثمار، وهو منشأة ربحية مصرفية ويعد من أبرز المؤسسات المصرفية الناجحة في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من 35 عاماً، وكان قد فاز بالمركز الثالث العام الماضي، ويهدف البنك إلى تعزيز نمو الاقتصاد الوطني، مع تحفيز المواطنين للنمو على المدى الطويل.
وقد واصل البنك خلال عام 2015م أداءه المتين والمتميز، في بناء علاقات طويلة الأمد مع الشركات والمؤسسات الواعدة والأفراد الناجحين، وتقديم نخبة من المنتجات التي تلبي احتياجات العملاء كافة، بكفاءة عالية وخدمة متميزة، وتطوير بيئة عمل تشجع الانتماء والتعاون والعناية بخدمة العملاء والكفاءة في الإنجاز.
المركز الثالث: فاز بهذا المركز -بالمشاركة- كلٌّ من الشركة السعودية للأسمدة (سافكو)، شركة شهد المروج (سبيشال دايركشن)، وشركة الشرق الأوسط لصناعة الورق (ميبكو).
وشركة «سافكو» هي منشأة ربحية تعمل في مجال تصنيع وتسويق الأسمدة الكيماوية، ويقع مركزها الرئيس في مدينة الجبيل الصناعية، وتطبق إجراءات وقائية لحماية البيئة تشمل المحيط الصناعي والصحي بهدف الحد من تلوث الهواء أو المياه أو الأرض بشكل عام، وتواكب جميع الأنظمة والقوانين البيئية المحلية الرسمية والمقاييس الدولية المعمول بها عبر تطبيق أنظمة إدارة السلامة والأمن والصحة والبيئة.
أما شركة (سبيشال دايريكشن) فهي هي منشأة ربحية تقدم الاستشارات والتدريب، وأسسها مجموعة من المستشارين المحترفين على المستوى المحلي والدولي من خلفيات وخبرات مختلفة، وتعمل على تحقيق المنفعة العظمى من الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير أفضل النماذج الخاصة بالتدريب، وإثراء بيئة العمل بالجاذبية للكفاءات.
والشركة الثالثة الفائزة بالمركز الثالث هي «ميبكو»، وهي منشأة ربحية تعمل في إنتاج ورق التعبئة والتغليف والورق الصناعي، وتهدف إلى أن تكون الشركة الرائدة في مجال صناعة الورق والتغليف في الشرق الأوسط وأفريقيا، مع توفير جودة فائقة بأسعار مناسبة، والمساهمة في الحفاظ على البيئة، ورفع مستوى رضا العملاء وولائهم للشركة.
وأعلن سمو الأمير فيصل بن خالد رئيس هيئة الجائزة خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي عن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد، وذلك في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر صفر المقبل، الموافق للثامن من شهر ديسمبر 2015م، بمدينة الرياض.
وهنأ سموّه الفائزين بجائزة الملك خالد للعام 2015م، متمنياً أن تكون الجوائز حافزاً لهم وللجميع لتبني مبادرات ومشروعات وبرامج تسهم في ازدهار الوطن ونموه، وجعله في مصاف الدول المتقدمة في العالم.
كما أكّد أن جائزة الملك خالد حققت منذ انطلاقها أصداء إيجابية كبيرة في مجال العمل الخيري والتنموي في المملكة، حيث أسهمت بدعم العمل والمعرفة بأهدافها القيّمة كونها تركز على بناء القدرات وتُمنح للأعمال الرائدة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية والتنموية.
واختتم حديثه بالقول: «إنّ إصرارنا اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى على تبنّـي وتحفيز المبادرات والمشروعات والبرامج التي تسهم في نماء هذا الوطن الغالي وازدهاره، لثقتنا بالله أولاً، وبأننا بلد مستهدف من ضعاف النفوس الذين لا يريدون لبلادنا التقدّم والرقي».
وأضاف سموّه: «لن يثني عزائمنا أحد، وسنكون -بإذن الله وقوّته- خير معين لقيادتنا أيّدها الله بنصره وتوفيقه، وما مشاركة الأفراد ومؤسسات القطاعين الربحي وغير الربحي الذين تقدموا لنيل جائزة الملك خالد إلا دليل على لحمة هذا الوطن ومشاركة القيادة والشعب في أمر واحد هو البناء والتنمية، فنحن وجنودنا البواسل على الجبهات وميادين الأمن المختلفة يدٌ واحدة لبناء وطن قوي يستعين بالله تعالى وحده».
وبيّن سموه في كلمة أمام وسائل الإعلام أن هذه الجائزة الرصينة التي نهدف من خلالها إلى دعم القطاع غير الربحي وتعزيز ثقافة العمل الخيري القائم على أسس إستراتيجية، وتكريم المشاركة المجتمعية في البناء والتنمية والخير، إضافة إلى تحفيز القطاع الخاص للقيام بمسؤوليته الاجتماعية عبر الاهتمام بالمجتمع وأفراده وبيئته وجميع شؤونه.
وقد أصبحت جائزة الملك خالد نموذجاً يحتذى به في مجال تكريم الأعمال الخيرية والاجتماعية، التي تقوم على أسس إستراتيجية مستدامة، وهذا ما أسهم بفضل الله في دفع الجهود الخيّرة في القطاعين غير الربحي والخاص التي تؤازر جهود الدولة -حفظها الله- في دعم التنمية ونشرها في كل أنحاء الوطن الغالي.
إجابة سموه عن أسئلة الصحفيين
وعقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين، حيث أكد سموه أن هناك جوائز تمنح من مؤسسات خيرية عدة، وتقوم بنشاطات في مجال العمل الخيري، ولكن ما يميز جائزة الملك خالد الخيرية أنها تنبع من الوطن وإلى الوطن.. بمعنى أنها لا تمنح إلا لسعوديين أو سعوديات وهي ميزة كبيرة من المؤسسة أن تشجع أبناء الوطن على العمل الخيري والاجتماعي.. وهذا لا يقلل من الجوائز الأخرى.. ولكن هدفنا أن نسير على منهج الملك خالد الذي كان اهتمامه الأول والأخير هو المواطن.. موضحاً سموه أنه ليس هناك أي مجاملة لأحد للحصول على الجائزة، وأن هناك لجان تفرز الفائزين وأهم الموضوعات التي تحددها المؤسسة في أعمالها وتقييمها.
وأضاف سموه أن مؤسسة الملك خالد الخيرية تسعى إلى تنظيم العمل الخيري في المملكة بالتعاون والتشاور مع الجهات ذات العلاقة لكي يكون العمل منظماً ومحفزاً وليس فيه ارتجالية.
وحول سؤال عن تفاعل الجهات الحكومية مع المبادرات التي تسعى لها جائزة الملك خالد الخيرية، قال سموه: نعم يوجد تفاعل، ولكننا نطمح أن يكون هذا التفاعل أكثر -إن شاء الله- في الأيام المقبلة.
وحول تحويل الجائزة إلى جائزة عالمية، رد سموه: نحن مثلما قلت -سابقاً- نعمل على ما وجهنا به الملك خالد -رحمه الله- أن تكون أهداف هذه الجائزة داخل الوطن وأن تكون الجائزة وطنية وكما قيل
«خيركم خيركم لأهله».. وعالميتها من الوطنية نفسها لن تكون عالمية لأن هناك مؤسسات تقدم جوائزها داخل المملكة وخارجها أم نحن فهمّنا وفكرنا أن نعمل بالكامل داخل وطننا.
وبيّن سموه أن هذه الجائزة لها لجان وزارية من جهات عدة تعمل معهم لخدمة العمل الخيري في المملكة والمؤسسة مفتوحة لكل من يريد أن يساهم في الأعمال الخيرية.
وحول سؤال لـ»الجزيرة» عن الإنجازات التي حققتها المؤسسة وزيادة الطموح إلى فتح آفاق جديدة في مجال العمل الاجتماعي والخيري، قال سموه: طموحنا ليس له حد، ولن نتوقف عند مشروعات معينة سنعمل على أي فكرة أو مشروع يخدم الوطن والمواطن ويساند الدولة.. نحن نطمح أن تكون هذه المؤسسة على أعلى مستوى لخدمة الوطن.. ولدينا آفاق جديدة سوف ترى النور قريباً نعمل من خلال دراسات ولسنا في عجلة من أمرنا ندرس الأفكار بعناية حتى لا نفشل.
وأضاف سموه أن هناك اتفاقيات وقعت مع وزارة العمل في مشروعات تقدمت بها مؤسسة الملك خالد الخيرية، وهي سائرة في طريقها الصحيح.
وأضاف سموه قائلاً: نحن نتلمس حاجة هذا الوطن المعطاء وندفع بالعمل الخيري في هذه البلاد إلى الأمام من خلال عمل مشترك بين المؤسسة وجهات حكومية وأهلية عدة، وتعزيز مشاركة أبناء الوطن في الأعمال الخيرية.. ولا شك بأن هذه الجائزة على الأصعدة كافة، تعكس الأهداف التي تسعى لها هذه المؤسسة من خلال التمييز والصرف في نشر العمل الخيري والاجتماعي، مشيداً سموه بالرعاية التي تلقاها هذه المؤسسة من لدن قيادتنا الرشيدة وحرصها على مساندة كل عمل خيري يهدف إلى صالح أبناء هذا الوطن.
وحول مساهمة الجائزة في تحسين العمل التنظيمي في المملكة، قال سموه: نعم المؤسسة كان لها دور مهم في ذلك ونحن نسعى لأن يكون العمل الاجتماعي في المملكة منظماً، وعمل الجمعيات الخيرية سائرة في طريقها الصحيح والمنظم والمؤسسة تحتاج إلى تعاون الجميع.