ناهد باشطح
فاصلة:
((الدجاجة التي تقاقي بصوت عالٍ ليست تلك التي تبيض أفضل من سواها))
- حكمة صينية -
كل شيء تغيّر في عالم الاتصال والإعلام، حتى دور الكاتب الذي كان يكتب مقالته فتحدث صدى لدى المسؤول فيبادر بالاتصال به.
اليوم مع التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات، لم يَعُد الكاتب ذلك الوسيط الذي يقرّب المسافات بين المواطن والمسؤول، حيث لم يَعُد يحتاج إلى كاتب يؤمن بقضيته او مطبوعة تجيز نشرها.
كل ما يحتاجه تغريدة في «تويتر» أو وسم مثير والأقوى تأثيراً أن يكون بصحبة الخبر مقطع فيديو.
في السابق كان التلفزيون يملك التأثير القوي بسبب الصور المتحركة التي يشارك في صنعها وإنتاجها فريق عمل، اليوم أصبح الفرد هو الذي يفعل كل شيء في صناعة المقطع بأبسط الطرق عبر كاميرا المحمول.
وبالرغم من إيجابية هذه الخطوة التي حققت للمواطن الاستجابة السريعة من قِبل المسؤول، إلاّ أنّ هذا جعل خبراء الإعلام يقلقون من غياب المهنية في صناعة الإعلام.
وهو ما يمثل الجدل القائم حول مهنية صحافة المواطن وتكون أزمة ثقة، حيث إن الإعلام الجديد فتح المجال لانتشار الشائعات وانتشار الأخبار دون التزام بالمهنية الصحافية.
في محاضرة بعنوان «المنصات الإلكترونية لصحافة المواطن في السعودية»، ذكر الأستاذ هاشم الجدعان أنّ المنصات البرمجية التي أتت بها صحافة المواطن المدعومة بمنصات التواصل الاجتماعي، يمكن أن تهدد بقاء الصحافة الإلكترونية نفسها وهذا صحيح.
إذ إنّ صحفنا الإليكترونية أو لنقل المواقع الإليكترونية للصحف الورقية، ما زالت بعيدة إلى حد ما عن دعم صحافة المواطن، ولذلك نشط نشر الأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وبرامج التواصل الأخرى،
لقد باتت الصحافة التقليدية والإليكترونية في مأزق، وأظن أنّ المأزق نفسه سيواجهه كتّاب الزوايا والمقالات في فترة قادمة، فالأيام حبلى بمفاجآت ثورة المعلومات.