الرياض - خالد العيادة:
أشاد وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» الدكتور توفيق الربيعة، بالروح الجديدة التي بدأت تتفاعل بين مبدعي الوطن وهم ينخرطون في سباق الأفكار والاختراعات التي تثري الساحة الصناعية المحلية، مشيراً بأنه توجه «يستحق الإشادة والحماس والدعم، ونعول كثيراً على شريحة شبابنا بُناة المستقبل، ونشجعهم على عرض عصارة أفكارهم في مجالات الصناعة المختلفة لخدمة توجهات الدولة –أيدها الله- في بناء استراتيجية وطنية للصناعة».
وقال الربيعة، في حفل توزيع جائزة الإبداع الصناعي في نسختها الثالثة الذي جرت وقائعه أمس بالرياض، وتنظمه «مدن»، وسط حضور المهتمين والصناعيين «إن الصناعة باتت تلعب دوراً ملموساً في دعم تقدم الشعوب وتطورها الاقتصادي والاجتماعي، حيث يعد القطاع القائد لكافة الأنشطة الاقتصادية، ومن هنا يأتي دور المبادرات التي يمكن أن تسهم بها العديد من القطاعات لحث طاقاتنا الشبابية على البحث والابتكار وعرض الأفكار الصناعية التي نعوِّل عليها كثيراً في مسيرتنا الاقتصادية».
بدوره، دعا مدير عام «مدن» المهندس صالح الرشيد رجال الأعمال، وجهات التمويل، للمشاركة في احتضان أصحاب الاختراعات الفائزة ورواد الأعمال، وتقديم ما يلزم من دعم وإرشاد وتحفيز، لافتاً إلى أنها ابتكارات تستحق الإشادة والدعم لجدواها الصناعية ومردودها الاقتصادي المهم، كما أن في ذلك حثاً للشباب للانخراط في مسارات الابتكار والإبداع.
وتصدرت ثلاثة مشاريع ابتكارية سباق جائزة الإبداع الصناعي في نهاية مراحل الفرز التي خاضها 780 متسابقاً وسط إقبال كبير، وفاز مشروع تحويل الماء والهواء إلى نايتريك أسيد الذي تقدم به المهندس جلال السيد بجائزة المركز الأول، وهي عبارة عن دعم بما قيمته 1.5 مليون ريال، وتقوم فكرته على أن النبات يحتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية للنمو 60% نيتروجين، 24% فوسفور، و16% بوتاسيوم، فيما يحتوي الهواء على 80% نيتروجين و20% أوكسجين. وعن المشروع قال المهندس جلال: الفكرة ببساطة هي كيفية الاستفادة من النيتروجين في الهواء ووضعه في مركب كيميائي يستطيع النبات الاستفادة منه، لافتاً إلى أن الجديد في المشروع هو في استخدام مفاعلات البلازما، ومنتجات الأوزون التي قللت استهلاك الكهرباء، وبالتالي قللت من تكلفة تصنيع النايترك أسيد المنتج عن طريق الهواء والماء فقط، وجعلت طريقة التصنيع مجدية اقتصادياً.
وحاز مشروع المهندس عبدالرحمن العمري عن النوفابلاستر على المركز الثاني وتقدر قيمة الجائزة بمليون ريال، وتقوم على إنتاج مادة تشطيب خارجي بمواصفات عالمية خاصة، ومكونات محلية يتم الاستغناء بها عن اللياسة التقليدية والدهان أو البروفايل. وعن الآثار التطبيقية للمشروع، قال المهندس العمري: هي فكرة تنطوي على اختصار للتكلفة والوقت بشكل كبير، وهو ما يسعى إليه أصحاب المشاريع الكبيرة، وتحديداً مشاريع الإسكان.
وجاء مشروع المتسابق صقير حمد الصقير في المركز الثالث وتقدر قيمة الجائزة 500 ألف ريال وتستند فكرة المشروع على الإفادة من لحوم الحيوانات المكتملة النمو في إنتاج لحوم ذات جودة عالية وذلك باستخدام تقنية التعتيق Aging مشيراً إلى أن مشروعه يعد تجسيداً للقيمة المضافة بتحويل اللحوم المنخفضة الجودة إلى لحوم عالية الجودة.
يذكر أن جائزة الإبداع الصناعي هي جائزة سنوية تخصصها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» لدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمبدعين لتنمية القطاع الصناعي بمشاريع صناعية مبتكرة وتحويل إنجازهم العلمي إلى مشاريع في المدن الصناعية.