عثمان أبوبكر مالي
بعد صدور القرار الملكي بالتغيير في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في (السادس والعشرين من شهر يونيو 2014م) نظمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب العديد من ورش العمل لمختلف قطاعاتها وأجهزتها وإداراتها ومكاتبها الرئيسة؛ لاستكشاف حالها ومناطق ضعفها وقوتها وآليات عملها واحتياجاتها المستقبلية، باهتمام ورعاية وحضور الرئيس الجديد الأمير عبدالله بن مساعد ورعايته ومشاركته في بعض تلك الورش العملية والمتنوعة، التي كانت موضع اهتمام ومتابعة وتأييد من الوسط الرياضي، الذي انتظر ولا يزال نتائجها في صيغة قرارات مهمة وتغييرات واسعة وأوامر موزعة، تسهم في تنشيط و(تشبيب) الجهاز المترهل، فهل حدث شيء من ذلك بعد مرور قرابة عام ونصف العام على التغيير وقدوم الرئيس الجديد؟!
بعد ورشة عمل أقيمت في مدينة جدة لمديري مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في كافة مدن المملكة قال مسؤول بارز في رعاية الشباب أن من نتائج الورشة (اكتشاف أن معظم مديري مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب الرئيسة لا يواكبون العمل ولا يتناسبون ومرحلة التغيير القادمة وأن تسعين في المائة منهم يجب إحالتهم إلى المتحف)!
ذلك كلام عملي مبني على ملاحظات ومتابعة مع نتائج وقياسات نفذت في الورشة ويبصم عليه الغالبية من مسؤولي الأندية الرياضية ومن الرياضيين وغيرهم ممن يتعاملون مع المكاتب، بل إن بعضًا ممن يعملون في المكاتب نفسها لديهم نفس الإيمان والحكم، ولذلك أكاد أجزم أن غالبية الرياضيين لأسباب مختلفة ينتظرون متى يفتح متحف الرئاسة العامة لرعاية الشباب البشري؟!
أذكر أن مسؤولين كبارًا تولوا مناصب في أجهزة خدمية كبيرة، فتحوا متاحف فيها ولكن بطرق مختلفة ومسميات أخرى، وأتذكر (على سبيل المثال) أن منسوبي إحدى أمانات المدن الكبيرة كانوا يطلقون على إحدى الإدارات (غونتنامو الأمانة) بعد قدوم أمين جديد إليها، حول بعد ورش عمل مماثلة ووفق رؤيته ومستشاريه العديد من (القياديين) إلى إدارة أصبحت تجمعهم فأطلق عليها ذلك المسمى، ويبدو لي أن مسؤول رعاية الشباب البارز كان يلمح إلى شيء مماثل لذلك، وحتى يحين ذلك لنا أن نتوقع وننتظر العديد من الإشكاليات التي تقع في مكاتب رعاية الشباب والأخطاء الإدارية والفنية، على النحو الذي تابعناه خلال الفترة الماضية، والأسوأ منها (الانحياز) الفاضح من قبل بعض المديرين و(تغليب) الألوان التي تسيطر على تعاملاتهم وتفاعلهم مع الأحداث وحكمهم وقراراتهم فيها، وأخذ الخطوة الصحيحة والسليمة في الوقت الصحيح والمطلوب.
كلام مشفر
· بعض مديري مكاتب رعاية الشباب الرئيسة (تنتفخ) أوداجهم عند التعامل مع أي معاملة تختص ببعض الأندية من حيث الاهتمام وتطبيق النظام والحفاظ على المشاعر والشعور، ولذلك بعضهم ـ كما يقال ـ تحبس المعاملات مثل الشكاوى في أدراجهم ولا يؤخذ فيها قرار، وعندما يسأل عنها يقول: (رفعتها للرئيس العام)!
· بعضهم (ترتعد) فرائصه عند دخوله بعض أندية مكتبه أو تكليفه بمهام ورئاسة لجان أو خلافه داخل بعض تلك الأندية، لأسباب مختلفة، بعضها رياضية معروفة مثل الميول وتفضيل الألوان، وبعضها اجتماعية واضحة مثل الخوف الشديد من إعلام هذا النادي أو ذاك، وهناك من يخشى من سطوة الجماهير خاصة مع موجة تويتر.
· أحد الأمثلة والبراهين على الخوف الكبير من قبل بعض مكاتب رعاية الشباب عدم قدرتهم بل جديتهم في تطبيق قرار عقد (الجمعية العمومية) للأندية وعدم تنفيذ ومتابعة رغبات أعضاء الجمعية في الأندية، وغالبًا ذلك سببه الخوف ولا شيء غيره.
· (متحف) رعاية الشباب البشري الذي لم ير النور بعد، ربما يعود ذلك لأسباب (نظامية) تتعلق بالوظيفة المدنية (ونظام الخدمة المدنية) لكن النظام نفسه يكفل لأي جهاز قدرة التحويل والتغيير بل الدفع والإجبار لتحقيق ذلك إذا وجدت الدوافع.
· ويحصل ذلك بقوة النظام من أجل إفساح المجال أمام (التنشيط) المطلوب والاستفادة من قيادات الصف الثاني والثالث من منسوبي الرئاسة المؤهلين لتولي مناصب قيادية عليا أو حتى الاستفادة والاستعانة بالقدرات المؤهلة في أجهزة ووزارات أخرى تملك القدرة والمواكبة للتطوير المطلوب والتقدم المنتظر في الجهاز المعني بمستقبل وشباب الأمة.
· المثال الذي ذكرته عن إحدى أمانات المدن خير شاهد على سهولة التغيير بقوة النظام وهناك أمثلة أخرى، وتملك رعاية الشباب أن تكون بل ننتظر أن تكون مثالاً مختلفًا في هذا الشأن وهي الجهاز المسؤول عن الشباب وفي قائمة (مستشاريها) المعروفين أسماء تملك الرؤية و(الخبرة) في كيفية صناعة القرار العملي والمنتظر وتسليم مفتاح (المتحف) للموظفين المستحقين والمرشحين للدخول إليه.