الأحساء - محمد النجاري - عايدة بنت صالح:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية أمس الأول، فعاليات «ملتقى شباب وشابات الأعمال 2015»، الذي نظمته غرفة الأحساء في نسخته الثانية، تحت شعار «الفرص الريادية»، والذي احتضن فعالياته فندق الأحساء إنتركونتننتال، كما دشّن سموه -حفظه الله- حاضنة أعمال غرفة الأحساء، بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، كما تجوّل سموّه فور وصوله في المعرض المصاحب للملتقى.
وأكّد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف خلال الجلسة الحوارية المفتوحة مع شباب وشابات الأعمال -والتي أدار محاورها رئيس غرفة الأحساء صالح بن حسن العفالق- أن الفرص الريادية متوفرة ويجب استغلالها من قبل الشباب، كما ردّ سموّه على الكثير من المحاور الشبابية، ومنها: «كيف يرى سموّكم توجّهات المملكة مؤخراً فتح المجال للشركات الأجنبية للاستثمار في قطاع تجارة الجملة والتجزئة في منتجاتها وتأثير ذلك على الشركات الوطنية؟»
حيث رد سموّه قائلا: أشكر غرفة الأحساء على إتاحة الفرصة لألتقي من خلال الفرص القيادية بأبنائي وبناتي شباب وشابات الأعمال وكذلك رجال الأعمال؛ خاصة من أعطى الفرص المميزة لشباب الأعمال ليستطيعوا أن يقدموا ما لديهم من فرص وإبداعات، وقد سعدت أن أرى بعض الشباب الذين قابلتهم من قبل وقد تضاعفت أعمالهم بشكل مميز، وهذا يدل -ولله الحمد- على العزيمة والقدرة على الجودة، فهنيئا لنا بهم، ونسعد بهم دائما.
وكما ذكر سيدي خادم الحرمين الشريفين في زيارته للولايات المتحدة عن فتح المجال للشركات بشكل أكبر، فبالتأكيد ستكون هناك آثار إيجابية عديدة على مجتمع الأعمال ولا يزال التفصيل الذي ستكون عليه الرؤية النهائية.
وهذه المبادرة تُدرس بين وزارة التجارة وهيئة الاستثمارات العامة، ولابد أن ننتظر حتى نرى حيثيات هذه الرؤية، ولكن نؤكد أنها ستكون بالدرجة الأولى لخدمة الإنسان السعودي وقطاع الأعمال السعودي، وفي نفس الوقت ستكون رافدا من روافد الاقتصاد المهمة.
وأحب أن أطمئن الجميع، فهي ليست كما يتبادر لدى بعض الإخوان بأنها ستكون عبئا على بعض رجال الأعمال والتجارة، لكنها في الواقع ستكون بإذن الله رافدا من الروافد المهمة للتجارة والأعمال، ولكن الأفضل أن ننتظر إلى أن تنتهي اللائحة وتصدر بشكل نهائي، وبناء عليه يناقش الإنسان تفاصيلها.
وردّ سموّه على المحور الثاني: عن الاهتمام المتزايد عالميا بريادة الأعمال وتوفير الوسائل التي تساعد على استثمار الشباب في جميع المجالات؛ ما هي وجهة نظر سموّكم لهذا الاهتمام بريادة الأعمال؟»
حيث قال سموّه: أعتقد أننا نتحدث عن المستقبل، وإذا كنا نتحدث عن المستقبل فلابد أن نتحدث عن ريادة الأعمال، بالتأكيد الأعمال الموجودة حاليا -وهذا واقع أغلبها- شركات عائلية، وبالتالي يجب أن يكون هناك جيل جديد من الشباب، -على سبيل المثال- سعدنا قبل ساعة تقريبا بافتتاح التوسعة لمستشفى الموسى، وأكثر ما أسعدني في هذا الأمر أنني وجدت أبناء الأخ عبدالعزيز الموسى قائمين بأنفسهم على العمل في الوقت الحاضر، وبالتالي ريادة الأعمال هي امتداد لرواد الأعمال الذين كان لهم قصب السبق في إرساء قواعد العمل التجاري في المنطقة والمملكة على وجه العموم، وبالتأكيد استمرار العمل، واستمرار بعض التجارة المهمة والتي نعتبرها مفصلية بالنسبة للاقتصاد الوطني، وبالتالي يندرج هذا تحت بند اهتمام الجميع، لتكون شباب الأعمال وريادة الأعمال رافد من روافد الاقتصاد.
وأكّد سموه على أن الفرص متاحة، وما توفره الدولة للمؤسسات المختلفة من فرص قد لا تتكرر وقد لا توجد في أماكن أخرى، ويجب أن نأخذ هذه الفرص بجدية، ولدينا قناعة راسخة بأن الشاب لديه العزيمة والقدرة على العمل، والرغبة الصادقة والعمل بجد واجتهاد.
وأضاف سموّه: «أنا واثق كل الثقة، أن الإنسان السعودي يستطيع أن يصل إلى تحقيق نتيجة إيجابية، شريطة أن تكون هناك العزيمة، وأن تكون هناك الإرادة على مستوى الرجال والسيدات، وكما رأيت بعض شبابنا وشاباتنا قد وصلوا إلى مجالات كثيرة، مؤكدا أن الفرص متاحة، وقد لا تكون متوفرة في أي مكان آخر في العالم.
وفي الختام، أكّد سموّه أن هناك آمالا، وأستطيع أن أقول إن هذه الآمال لكل مسؤول وكل إنسان في هذه البلاد، والذي يأمل أن يراه في أعلى المستويات، وهذا الوطن استطاع أن يقوم في أحلك الظروف، وأن يعيش بعزة وكرامة، وفي هذا الظرف جميع الخيرات متوفرة، والفرص أوسع وأكبر، والنجاح والفشل أمران مقدّران، لكن العمل هو الأساس، ولا بد أن يعمل الانسان بعزيمة وإصرار، وهناك أفكار وشركات على مستوى العالم بدأت صغيرة وأصبحت من كبريات شركات العالم، هذه خلّفها رجال وسيدات فشلوا لكن كرروا التجربة حتى نجحوا، وبعضهم حصل على أكثر مما يتوقع بالطموح والإصرار، والأمانة هي الفيصل في هذا الجانب.
من جهة أخرى، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بحضور محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي مسالء أمس الأول في المجلس الأسبوعي «الاثنينية» في قصر سموه في حي البندرية بالأحساء أصحاب السمو والفضيلة ومعالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز الساعاتي وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأهالي محافظة الأحساء.
وأشاد سموه بالدور الذي تقوم به جامعة الملك فيصل من حراك تعليمي، مؤكدا أن ذلك غير مستغرب على الجامعات السعودية الكبرى لما لها من دور ريادي كإحدى المؤسسات التعليمية لتعليم الطلاب والطالبات.
ونوه سموه بجهود مسؤولي الجامعة وأساتذتها بالمستوى العلمي التي حققته الجامعة في التخصصات العلمية المختلفة.
كما افتتح سموه مستشفى الموسى التخصصي بمحافظة الأحساء.