عبدالخالق سعيد
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} صدق الله العظيم.
نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وإلى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز وإلى حكومتنا الرشيدة أحر العزاء في شهداء حادث الرافعة الشوكية بالحرم المكي الشريف بمكة المكرمة، سائلين الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يصبغ الشفاء العاجل على الجرحى والمصابين، ونسأله تعالى أن تكون هذه الفاجعة آخر الأحزان (إن الله بالناس لرؤوف رحيم).
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، بكل الرضا وبكل الصبر نواجه الحادث المؤسف بسقوط الرافعة التي كانت تعمل من أجل راحة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار ضمن الخطط الموضوعة لتوسعة الحرمين الشريفين، وقد دأبت المملكة العربية السعودية على الاستمرار في هذه التوسعة منذ سنوات طويلة وقد بدت نتائجها واضحة للعيان.
إن الحادث المؤلم الذي راح ضحيته عدد من المصلين وجرح خلاله عدد آخر بسبب سوء الأحوال الجوية والعواصف الرعدية لم يكن من الممكن تفاديه مهما فعلنا من احتياطات؛ لأنه قضاء وقدر، مكتوبين من الله عز وجل، علماً بأن الأعمال التي تجرى في الحرم الشريف أعمال هندسية دقيقة على أعلى المواصفات، بعمالة مهنية مؤهلة، وهذا واضح من الإنشاءات المنفذة على الطراز الإسلامي، والتي أشاد بها كل العالم كانجاز ضخم لم يضاهيه آخر.
التوسعة التي شملت رمي الجمرات حافظت على الكثير من الأرواح التي كانت تزهق بسبب الازدحام، كذلك التوسعات في المطاف والسعي، سهلت تلك الشعائر على كل من يقصدها أو يؤديها، ولم تتوقف المملكة عند ذلك بل حرصت على اكتمال العمل وفق خطط مستقبلية تؤمن للحجيج والمعتمرين والزوار الراحة والأمن والاستقرار.
ووفقاً للتجهيزات الأمنية والهندسية والمعنوية فإن هذا الحادث الأليم لن يؤثر على مجريات حج هذا العام - بإذن الله تعالى - بعد أن أعدت له كل الجهات المعنية استعدادا تاماً بحيث يهيىء لضيوف الرحمن حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.
سائلين الله الرحمة والمغفرة للشهداء، ولذويهم وأهلهم الصبر والسلوان، وأن يعجل سبحانه وتعالى بشفاء المصابين.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.