موسكو - سعيد طانيوس:
راوحت أسعار النفط في تعاملات الخميس 6 أغسطس - آب قرب أدنى مستوياتها خلال الأشهر الستة الأخيرة مع بقاء سعر «برنت» دون مستوى 50 دولاراً للبرميل. في وقت تبين فيه أن الولايات المتحدة الأميركية عادت لاستيراد النفط الروسي رغم توتر العلاقات السياسية بين البلدين, فيما أظهر تقرير أن النفط الصخري الأميركي مهدد بالنضوب والاختفاء من الأسواق خلال 11 عاماً.
والغريب أن أسعار الخام تراجعت على الرغم من ظهور بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء تكشف عن أن مخزونات النفط الخام التجارية في أكبر مستهلك للنفط في العالم هبطت الأسبوع الماضي 4.41 ملايين برميل، متجاوزة ثلاثة أضعاف الانخفاض الذي توقعه محللون سابقاً والبالغ 1.5 مليون برميل.
إلا أن أسعار النفط تأثرت الخميس على ما يبدو بإقبال المستثمرين على بيع عقود الخام بفعل مخاوف من تزايد مخزونات البنزين الأميركية مع اقتراب نهاية الذروة الصيفية للطلب على وقود السيارات في الولايات المتحدة.. حيث سجلت مخزونات البنزين زيادة بلغت 811 ألف برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 500 ألف برميل.
وينتظر المستثمرون بيانات مهمة للوظائف الجديدة في الولايات المتحدة والتي ستصدر الجمعة وقد تعيد تأكيد التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في سبتمبر - أيلول. ومن شأن زيادة للفائدة أن تعزز الدولار وهو عامل سلبي للنفط وغيره من السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية لأنها تصبح أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وبحلول طهر الخميس بتوقيت موسكو سجلت عقود «برنت» تسليم سبتمبر - أيلول 49.71 دولاراً للبرميل مرتفعة 12 سنتاً عن مستوى الإغلاق السابق، وكانت عقود خام القياس الدولي «برنت» قد هوت أثناء التعاملات يوم الأربعاء إلى 49.02 دولار وهو أدنى مستوى لها منذ الثلاثين من يناير - كانون الثاني الماضي.
وتراجعت عقود الخام الأميركي إلى 44.98 دولاراً للبرميل بعد أن هبطت أثناء الجلسة السابقة إلى 44.83 دولاراً وهو أدنى مستوى منذ العشرين من مارس - آذار الماضي.
وما يبشر باحتمال استعادة أسعار النفط مستوى أسعارها الذي سجّلته قبل 6 أشهر، هو إعلان خبراء في مجال البترول عن أن احتياطي النفط الصخري الأميركي يسير إلى النضوب. وما يؤكد هذه التوقعات، إقدام الولايات المتحدة الأميركية على شراء المزيد من النفط الروسي، حيث استوردت في الشهرين الماضيين أكثر من 4.6 ملايين برميل من روسيا، وهي أكبر كمية من النفط الروسي تشتريها الولايات المتحدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب صحيفة «فاينانشل تايمز».
وكانت مصافي النفط الأميركية تحصل على 70 ألف برميل من النفط الروسي يومياً في شهري يونيو - حزيران ويوليو - تموز من عام 2015. ومن المتوقع أن تخفض الولايات المتحدة الأمريكية وارداتها من النفط الروسي في وقت قريب. وفي كل الأحوال، فإنها حالة فريدة، إذ لم تكن الولايات المتحدة الأميركية تستورد النفط الروسي بصفة مستمرة من قبل حتى حين كانت علاقاتها مع موسكو تمر بحالة من الانتعاش. وقد يدلل ذلك على أن إنتاج الولايات المتحدة الأميركية للنفط يسير فعلاً إلى الانكماش.
*** وتمكنت الولايات المتحدة من التقليل من الاعتماد على النفط المستورد في الفترة الأخيرة بفضل النفط تزايد انتاجها ل لنفطالصخري في اراضيها. إلا أن النفط الصخري الأميركي قد ينضب بعد 11 عاماً حسب تقديرات الخبير الروسي روستام تانكايف. ويتوقع الخبير أن تبدأ الصناعة النفطية الأميركية بالانهيار بعد خمسة أعوام.
من جهة ثانية، اهتمت دراسة نشرت على موقع صندوق النقد العربي، بتنامي ظاهرة النفط والغاز الصخريين وأثرهما على معدلات الطلب والعرض العالمي، كما تم التطرق إلى تكلفة إنتاج بعض أنواع النفط ومستويات أسعار النفط والغاز الصخريين.
وأشارت الدراسة إلى أن عملية استخراج النفط الصخري من باطن الأرض هي المرحلة الاولى في الإنتاج، التي تعتمد على تقنيات متطورة بضخ مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية داخل الآبار لتكسير الصخور المحتوية على الزيت او الغاز، ثم نقله عبر الأنابيب المعدة لذلك الى سطح الأرض لتبدأ بذلك مرحلة التعدين وإنتاج سوائل النفط وفصل جميع مكوناته.
وأضافت الدراسة أنه يرافق عملية انتاج النفط والغاز الصخريين العديد من التأثيرات البيئية الناتجة عن عملية تفتيت الصخور بالمواد الكيماوية في باطن الأرض «التكسير الهيدروليكي»، مثل تلوث المياه الجوفية. كما يؤثر استخراج النفط والغاز من الصخور الرسوبية على النظام البيئي للأرض من ناحية الحاق اضرار بيولوجية فيها. كما ينتج من عملية التكسير الهيدروليكي في باطن الأرض والانتاج فوق الأرض انبعاثات عالية من الغازات السامة كثاني اكسيد الكربون وغاز الميثان وغيرها من الغازات الأخرى، حيث تساهم جميع تلك الغازات بدرجة عالية في ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض وتلوث البيئة.
وخلصت الدراسة إلى أن إنتاج النفط والغاز الصخريين غير مجدي في الدول، التي تتوفر في أراضيها كميات كبيرة من الصخور، التي تحتوي على النفط والغاز وتعاني من شح في المياه ونقص في مخزونها الجوفي، نتيجة تلوث المياه الجوفية من عملية الاستخراج والانتاج بالمواد الكيماوية.
كما لفتت الدراسة إلى أن التقنيات الحالية المستخدمة في استخراج النفط والغاز الصخريين مكلفة وغير مربحة عند مستويات الأسعار، التي تقل عن 30 دولار أميركي للبرميل.
واعتبرت الدراسة ان النفط الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) المستخرج من الأراضي اليابسة المنتشرة بكميات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وروسيا الأرخص عالميا من حيث تكلفة الإنتاج والنقل، حيث يقدر متوسط تكلفة إنتاج برميل النفط حوالي 44 دولارا أميركيا ، بينما يقدر متوسط تكلفة إنتاج النفط الصخري والرملي حوالي 82 دولارا أميركيا للبرميل.
وترى الدراسة أن اعتماد الولايات المتحدة الأميركية على النفط الأحفوري المستورد سينخفض تدريجياً نتيجة زيادة المعروض من النفط الخام الأحفوري والصخري المنتج محلياً.
الى ذلك،وافقت الحكومة الروسية على مشروع اتفاقية تعاون مع باكستان لإنشاء خط أنابيب الغاز في أراضي باكستان.
وصادق مجلس وزراء روسيا على مشروع اتفاقية التعاون مع باكستان لمد خط أنابيب الغاز في أراضي هذا البلد من مدينة كراتشي إلى مدينة لاهور.
ويُفترض أن يقوم الطرف الروسي بأعمال بناء خط أنابيب الغاز باستخدام التكنولوجيا والمواد والمعدات الروسية، بينما يقوم الطرف الباكستاني بالأعمال اللازمة لتخصيص قطع الأرض وتحديد مسار الخط.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قد قال خلال اللقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يوليو/تموز الماضي، إن باكستان قامت باتخاذ الترتيبات الضرورية لإنشاء خط أنابيب الغاز، وتنتظر توقيع الاتفاقية من قبل روسيا.