الكنافة واللدو وغيرهما حلويات زمان.. والتواصل الاجتماعي كان أقوى من الآن ">
المدينة المنورة - مروان قصاص:
«من العائدين»، و»كل عام وأنتم بخير».. وعبارات كثيرة يرددها المدينيون مع إشراقة يوم العيد. ومظاهر العيد بمنطقة المدينة المنورة ومحافظاتها ومراكزها كافة لا تختلف عن باقي مناطق مملكتنا الغالية. وهناك صور عديدة للاحتفاء بعيد الفطر السعيد، أبرزها التجمع الكبير الذي تشهده ساحات وأروقة المسجد النبوي الشريف، والجوامع العديدة التي تم تحديدها لصلاة العيد، وزيارة المقابر، ثم الزيارات المتبادلة بين الأهل والأقارب لتبادل التهاني بالعيد السعيد، وتجمعات الأسر في البيوت لتناول طعام الإفطار في بيت أكبر رجل في الأسرة.
وحول صور العيد في المدينة المنورة قال أحمد البكري، أحد كبار السن في المدينة المنورة: العيد أيام زمان كان أكثر بهجة وفرحاً من هذه الأيام رغم الإمكانيات البسيطة، فقد كان الأهالي يستقبلون المهنئين بالحلويات الشعبية البسيطة القديمة، منها الكنافة والهريسة واللدو والسكادانه وغيرها، التي كان يتم إعدادها في المنازل على يد ربات البيوت، وكانت البيوت مفتوحة الأبواب، ولكل حارة موعد محدد بيوم معين، ويوجد سكان ذلك الحي في منازلهم لاستقبال المهنئين بالعيد. أما الآن فقد أصبح العنوان الرئيس للعيد النوم، والأبواب التي كانت مفتوحة أيام زمان أصبحت مغلقة طوال ساعات النهار، وتفتح ليلاً. وقد اختفت هذه المظاهر في عصرنا الحاضر.
وأضاف: عندما كنا صغاراً كنا نعيش بهجة العيد بلذة لا نجد لها مثيلاً عند أحفادنا حالياً؛ فقد كنا نأخذ العيدية من الأهل، ونذهب إلى تجمعات شعبية للمراجيح البدائية، ونستقل عربات الكرو التي تجرها البهائم، ونذهب إلى ضواحي المدينة لمشاهدة البساتين، وكان سائقو العربات يطلقون عبارات جميلة، ما زلت أذكرها، منها (باب العوالي قرشين). وباب العوالي من أشهر المناطق الزراعية بالمدينة المنورة. وكان لهو الصغار بريئاً ومناسباً، ليس كلهو الصغار الآن، الذين يزعجوننا بالطراطيع التي تعرضهم للأخطار الشديدة وسباق السيارات والتعرض للمعاكسات. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما ناصر طرابيشي فيقول: من أبرز مظاهر العيد أيام زمان الموائد الجماعية التي كان يعدها سكان الحي للإفطار في أول أيام العيد، والتي اختفت أو كادت، إلا أن العديد من الأحياء بالمدينة المنورة ما زال سكانها يتمسكون بهذه العادة التي توثق الترابط بين الأهل والجيران.