المدينة المنورة - علي الأحمدي:
وسط أجواء روحانية، ووفق منظومة متكاملة من الإعداد والترتيب تقوم على تنفيذها بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بالأمر وفي مقدمتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي والجهات الأمنية، بمتابعة وإشراف من قبل إمارة منطقة المدينة المنورة بشكل عام ومن سمو أمير المنطقة بشكل خاص، يتناول مئات الألوف من الصائمين والصائمات إفطارهم داخل المسجد النبوي الشريف، وفي الساحات المحيطة به في مشهد غير عادي ويتخطى في مقاييسه أرقام جينيس.
تشتمل موائد الإفطار داخل المسجد على التمر واللبن والخبز بأنواعه وخاصة «الشريك» والقهوة والشاي، بينما يضاف على موائد الطعام خارج المسجد بعض الوجبات الأخرى كالأرز واللحوم والدجاج والأجبان والعصيرات .
يتسابق أهل المدينة المنورة على إعداد وتجهيز هذه الموائد الرمضانية، ليس في وقت الإفطار فحسب، بل حتى في إعداد ولائم للسحور، تقدم للزوار والمعتمرين والمعتكفين، يكون مكانها في الساحات الخارجية للمسجد، ولا يقتصر دور الإعداد والتجهيز على الأهالي فقط، بل تشارك بعض الجمعيات الخيرية في ذلك، وبعض الجاليات العربية والإسلامية المقيمين في المدينة المنورة، بل إن هذه الجاليات تقوم بإعداد ولائم خاصة لأبناء جلدتها تتوافق مع المأكولات الشعبية المشهورة في بلدانهم.
لحظة ما قبل الغروب وأثناء الإفطار «داخل المسجد وخارجه» تبدو خيالية وملتقى إسلامي فريد، من جميع الدول والأجناس، لا يمكن أن تجد ذلك إلا في بلاد الحرمين (المملكة العربية السعودية) وليس الأمر وهذه الظاهرة محصورة في المدينتين المقدستين «مكة المكرمة والمدينة المنورة»، بل في كافة مناطق المملكة من خلال المساجد والمخيمات والجمعيات والملتقيات الخيرية.
الصور ترصد جانبا من هذا الحدث داخل المسجد النبوي وفي الساحات المحيطة به، وتعبر عن شواهد إيمانية وأخوية وإنسانية مغلفة بالود والتلاحم والتآلف.
صورة أخرى تؤكد اهتمام المسئول ومتابعته، حيث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، يتواجد بين هذه الجموع، وفي الساحة الشمالية من المسجد النبوي، متابعا للحدث عن قرب، يطمئن على ما يقدم للزوار والمعتمرين من خدمات وتسهيلات، ويشارك في تناول إفطاره مع رجال الأمن، تثمينا منه حفظه الله لما يقومون به من جهود.