مهدي العبار العنزي
في أول جمعة من شهر شعبان، وقبل دخول شهر الغفران، شهر القرآن، شهر رمضان، وفي مسجد علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في القطيف العمل مخيف. مسلمون يصلون وفي الأمن ينعمون، وإلى بلاد الحرمين ينتسبون، كل واحدٍ منهم بين يدي ربه واقف، وجاء من يحمل حزاماً ناسفاً ألم يسمع من فجر في بيتٍ من بيوت الله الإمام وهو يقرأ أم الكتاب ويقول المأمومون آمين، ألم يدرك من فجّر ودمّر أن هناك في هذا المسجد كباراً وصغاراً يؤمنون أن أرواحهم التي هي من نعم الله ولا يحق لأحد إزهاقها، ألم يعلم أن من قتل نفسٍا بغير حق كأنما قتل الناس أجمعين، ولكنه الظلم الذي لا يخضع للحق المبين، ما هو ذنب هؤلاء سؤال ملح وضروري فهل من مجيب؟ قلناها أكثر من مرة وقالها كل أبناء هذا الوطن أن تلاحمنا ووفاءنا وولاءنا للوطن لا يمكن أن يهتز رددها أهل القطيف. وقالوا بصورة لا تقبل الحيف، ولا يعتريها التزييف, نحن مع الوطن وولاة الأمر مدى الدهر، بأي حق تزهق أرواحهم، إنهم إخوة لنا نشاركهم أفراحهم، ونتألم لأتراحهم، لقد تمادى المحرضون ضد الوطن وأهله ألم يعلموا أن الفتنة أشد من القتل ولكنهم بكل أسف أوجدوا الفتنة وأوجدوا القتل معاً، وها هم يستمرون ولكن الله بالمرصاد. ثم إن أبناء هذا الوطن بكافة فئاته لن يتهاون في حماية وطنهم ومقدساتهم وقيمهم ومكتسباتهم. اللهم ارحم الشهداء وعوض أهلهم خيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله حتى في المساجد يفجرون.