عبد الاله بن سعود السعدون
نحن العرب بطبعنا طيبون نتمسك بكل الشيم والأخلاق الحميده ونعتني بجارنا ونهتم لسابع جار وهذا مادعانا به ديننا الحنيف نحو التمسك بمكارم الأخلاق في التعامل مع الغير وترجمنا أخلاقنا الموروثة على علاقاتنا الدولية... إلا أننا نحصد العكس من الجار الثعلب المراوغ والذي يتجاهل أصول العلاقات الأخلاقية هذه و المبنية على الثقة والاحترام وحسن الجوار المتبادل فإيران السلطة وليس الشعب المسالم الشقيق يستغل صدق طيبتنا نحن العرب ويغتنم فرقتنا بالعزف على أوتار الاختلاف المذهبي نحو تركيز الفكر الطائفي الانتقامي بين شعوبنا كما يجري بين الأخوة أشقاء الوطن في العراق والتمدد من خلال جغرافيته اسرع من الانتشار السرطاني لتمزيق نسيج تكوين مجتمعه الموحد حتى تحول اكثر من نصف شعب العراق الجريح مهجرين في وطنهم والنصف الآخر مضلل بأفكارهم الخيالية، حتى وصل حال البأس والقسوة أن يقود قاسم سليماني موجة الابادة الطائفية في العراق تحت مسمى التحرير من ارهاب داعش كما حدث في تكريت.
ايران الشاه لاتختلف عن ايران الخميني، الأول كان يلبس بدلة شرطي الخليج بقبعة عسكرية وروح الطاووس الامبراطوري البهلوي الفارسي، والثاني غير القبعة بالعمامة السوداء والبيضاء وفرض على العالم ولاية الفقيه والادعاء بوكالة الامام المنتظر على الارض، ولابد أن يخرب ويدمر ويحرض حتى يحقق العلامات الموعودة لظهوره. كلاهما سعى ويسعى لإحياء امبراطورية قورش حتى كسرى والانتقام من أحفاد سعد والقعقاع وذكرى القادسية.. فسلبا جزرنا العربية طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى وجاء أحمدي نجاد ليثبت الحق الفارسي بملكيتها تماماً كما كان شارون يصادر بيوت العرب في القدس ويؤكد يهوديتها..
خطيب الجمعة في حسينية طهران يطلق لسان حقده وروحه الانتقامية بنصرة علي سلمان وعيسى قاسم وهما مواطنان بحرينيان لهما كل الحقوق وعليهما أيضاً كل الواجبات ،وكل المواطنين في مملكة البحرين سواسية أمام القانون وللقضاء الفصل بالتبرئة والادانة ولا يحق لخطيب حسينية طهران الفصل بين المدان والبريء في دولة أخرى مثل مملكة البحرين.
ومعتوه آخر وفي نفس الحسينية يصف مملكة البحرين بالولاية الايرانية الثامنة دون خجل من سذاجة ادعائه هذا وثالثهم مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان يستنكر وبكل وقاحة اعتقال المتهم البحريني الجنسية علي سلمان ويطالب بفك أسره وعدم مداهمة بيوت المشتبه بهم باخفاء أسلحة ومتفجرات مخبأة داخل بيوتهم ...
هل يعقل في امكانية القبول العربي لمثل هذا الهذيان المحموم المعبر عن عمق التدخل الايراني السافر في الشئون الداخلية للشقيقة مملكة البحرين المستقلة والعضو النشط في الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة...وحاول الجوار العربي افهام ملالي طهران بخطأ مسيرتها العدوانية اتجاه دول الخليج العربي عساها أن تعود لطريق الصواب ويذهب عن ملاليها جنون التوسع وينتهي تأثير مفعول دخانهم الأزرق من أدمغة ملالي وخطباء حسينياتهم الطائفية.
أما في سوريا فوقوفها بصف مدللها الصنيع بشار وترسية اعلان الطائفية المنتقمة ضد أهل سوريا وشعبها المسلم بتوجيه طائراتها السوخوي لتمطر أشقاءنا في سوريا ببراميل المسامير المنتشرة لتمزق أجسادهم وبمساندة عصابة حسن نصرالله البعيد حزبه عن الله سبحانه بشن الحرب الانتقامية عليهم وتهجيرهم من قراهم ومدنهم وحرق منازلهم وترك جيش سوريا الحر وحيداً بعد أن اخترقت ساحة المعركة التحررية الفصائل المتطرفة الارهابية وبمقدمتها داعش والنصرة والمؤلفة من مرتزقة الشرق والغرب مما أخر ساعة النصر والتي كانت قريبة جداً و لم نستطع أن نوقظ المجتمع الدولي الغاط في سباته لنحقق غطاء جويا لأشقائنا أبناء الشعب العربي السوري لحمايتهم من نيران براميل عملاء طهران.