حائل - حمود اللحيدان:
يختلف قبر حاتم الطائي في بلدة توارن شمالي حائل في مظهره الخارجي عن بقيّة القبور الموجودة منذ ذلك الحين حتى أيامنا الحاضرة، وذلك بطوله الذي يتجاوز بضعة أمتار، واختلفت الروايات حول السبب في ذلك.. وقد التقت (الجزيرة) الدكتور نايف المهيلب، رئيس النادي الأدبي بحائل وأحد أبرز المهتمين بالثقافة والعلوم الادبية، فقال: بالنسبة لطول القبر في العصر الجاهلي فليس ذلك من الأساطير التي تدعو للتشكيك في الحدث التاريخي. وإنما السبب يعود في ذلك إلى عصر ما قبل الإسلام، كانت هناك عادات مستحكمة وتقاليد راسخة. منها توسيع وإطالة القبور لوجوه القوم وذلك لقيمتهم الاجتماعية وقدرهم أثناء حياتهم وما حققوه من إنجازات خصوصا في مجال الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف وحماية المستجير وفك الأسير. ولذلك يمدون في قبور هؤلاء مدا بشكل لافت. ومن أمثال هؤلاء كريم العرب حاتم الطائي وعنترة بن شداد.
أما عن أصل أجا وسلمى.. فأشار د.المهيلب إلى أن هناك روايات متعددة لكن الرواية الأرجح. هي أن أجا (رجل) وسلمى (زوجته) كانا يسكنان أجا وسلمى قبل هجرة الطائيين في مستهل القرن الثاني الميلادي. وهما ينتميان إلى مدينة صحار الواقعة في سلطنة عمان وقد اصطلح أجا مع الطائيين عند قدومهم على الاستقرار حتى توفي أجا وسلمى. وهناك رواية تؤكد أن أجا وسلمى ترجع أصولهما إلى بقايا قوم عاد، ويمكن الجمع بين الروايتين أن المكان والانتقال منه إلى الآخر. لا يمنع ولا ينفي الأصول والأعراق.