كتب - سلطان الحارثي:
طالب أن لم يكن جميع الرياضيين في نهاية الموسم الماضي بحل لجنة الانضباط لعل وعسى يأتي من (يضبط) الوسط الرياضي بقرارات عادلة رادعة لا تفرق بين صغير وكبير, وتفرض شخصيتها على الوسط الرياضي (المنفلت), خاصة وأن عمل اللجنة في الموسم الماضي لم يقنع الوسط الرياضي بأطيافه وانتماءاته كافة, حيث كان التناقض والتباين في القرارات واضحا وضوح الشمس, وكانت الانتقادات تأتيها من كل حدب وصوب, بفعل قرارات غير موفقة كانت لجنة الاستئناف لها بالمرصاد, حيث تم نقض العديد من القرارات, لتعاد الأمور لنصابها.
وعند نهاية الموسم الماضي جاء قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بحل اللجنة مع بقاء رئيسها إبراهيم الربيش, واستبشر الوسط الرياضي خيرا, متفائلا بمرحلة جديدة لعل عنوانها يكون (الانضباط) والحياد التام المنطلق من الموضوعية, ولكن ومع كل أسف لم يتغير حال تلك اللجنة, وبقيت كما هي, ليظهر لنا أن السبب في رئيسها الذي لا يمكن أن يفرض شخصيته (القيادية) في مجتمع لن يُسيطر عليه إلا بالانضباط وفرض النظام على الجميع.
الربيش الذي لم يتقدم للأمام خطوة واحدة, قسم الأندية لأقسام وأحزاب, متبعا في قراراته الانضباطية سياسة فاشلة لم يعد لها وجود في زمن الإعلام المفتوح, تلك السياسة تقتضي الخوف من أصحاب النفوذ, ومن الأندية الجماهيرية, والضرب بيد من حديد مع غيرهم, وهذه السياسة الفاشلة هي التي أثرت على لجنة الانضباط, التي بسببها زاد التعصب والتشنج في وسط أصبح قابلا للانفجار.
لقد صبر الوسط الرياضي بما فيه الكفاية على لجنة الانضباط, ومُنحت فرص كثيرة لعلها تتعدل, ولكن الشخصية التي تقود تلك اللجنة لا تتمتع بالقيادة والحياد الذي يمنح الآخرين شعورا بالاطمئنان, والشواهد على ما نقوله كثيرة جدا وليس آخرها تغريم رئيس نادي الاتحاد بأربعين ألف ريال دون التحقق معه, ومعرفة أدلته, خاصة أنه قال كلاما من المفترض أن تحقق فيه اللجنة أو لجنة محايدة, فالبلوي اتهم الرياضة السعودية بالفساد, وليس بعد الفساد كلام يقال! فيما التزمت اللجنة الصمت حيال ما قاله لاعب فريق الاتحاد العراقي سيف سلمان الذي ظهر في تصريح اتهم فيه لاعب فريق النصر حسين عبدالعني بسبه وسب أمه وأبوه!! ليتدخل الاتحاد العراقي في موضع لا دخل له فيه, ولكن الضعف والهوان وصل بنا إلى هذ الحال.
إننا إذ ننتقد لجنة الانضباط ورئيسها ليس لأنه لا يعجبنا شخصيا, بل نحن نحترم شخصه الكريم, ولكن في المقابل لا يمكن لنا أن نحترم عمله الذي يقدمه لنا, ذلك العمل المليء بالأخطاء بل بالكوارث التي جعلت الوسط الرياضي يغلي ويتشنج من جراء عدم العدل ما بين الأندية والشخصيات التي تعمل داخلها, ولذلك نعتقد بأنه جاء الوقت الذي لا بد أن تُحل فيه اللجنة بالكامل, وعلى اتحاد القدم أن يستمع لصوت العقل المنطلق من الحياد الذي تفرضه الموضوعية الذي لا يفرق بين لون وآخر, وكل الأندية لديه سواسية.