د. عبدالعزيز الجار الله
اقتناص الفرص تحتاج إلى مهارة ودراية ففي افتتاح الملتقى الثالث للجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان (العلاقات العامة الرقمية) الذي افتتح بالرياض يوم الأربعاء الماضي واستضافته هيئة الجبيل وينبع، تحدث رئيس هيئة الجبيل الأمير سعود بن ثنيان عن الملتقى وأهميته في توجه العلاقات العامة إلى الرقمية من أجل تطوير الأداء، وفي ختام نص كلمته ارتجل القول رئيس هيئة الجبيل وتوجه للحاضرين وجلهم من العاملين في قطاعات العلاقات العامة والإعلام والإعلان يمثلون جهاتهم الحكومية والمؤسسات الخاصة إضافة إلى أساتذة العلاقات العامة والإعلام في الجامعات السعودية، وقال إن العالم العربي بما فيه بلادنا يمر بأخطر مراحله وعليهم تقع مسؤولية كبيرة لتأدية أدوارهم الإيجابية عبر العلاقات العامة. كما أن رئيس مجلس إدارة الجمعية د. محمد الحيزان قدم الشكر للقوات السعودية والتحالف في حربها على المتمردين باليمن أثناء كلمته، وهنا استثمار موفق من الأمير سعود للفت أنظار (جموع) من العاملين (الممارسين) والأكاديميين والتطبيقيين والمنظرين في مجال العلاقات والإعلام والإعلان للفعل الإيجابي لحماية وطننا.
بالتأكيد أن الإعداد لهذا المؤتمر تم قبل أكثر من عام وأعدت الأوراق في وقت مبكر, والحرب فاجأت الجميع بقيامها بلا إرهاصات وهذا سر نجاحها وإلا لكان موضوع الملتقى الثالث سيخصص عن دور العلاقات العامة في الحروب لكن كلمة الأمير سعود بن ثنيان ذكرت وربطت مؤتمر العلاقات الرقمية بالأزمة الحاضرة التي تعيشها بلادنا كون المملكة تدخل الحرب مباشرة تقود التحالف وتدور على تخوم حدودنا الجنوبية, كما يترافق مع الحرب ما نسميه بالفضاء الإعلامي المفتوح وأدواته التي بيد المواطن عبر: النت التويتر، الوتس، المجلات الالكترونية، الرسائل النصية، المدونات، الحوارات التلفزيونية المباشرة، إرسال المقاطع للمحطات، المراسل الحر، وجميع وسائل الاتصال الفعالة، هذا يجعلنا نلقي حزمة من الضوء ثقيلة على وضع العلاقات العامة في بلادنا والتي لا تخرج من إطارين هما:
العلاقات العامة الأكاديمية، وهي علاقات تعليمية -تدريس - داخل قاعات وأقسام الجامعات.
العلاقات العامة التطبيقية (المهنية) وهي علاقات خدمية تقدم الخدمات للمنشأة والأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة ينحصر دورها بالجانب الخدمي والتشريفات.
الأمر ليس في بلادنا فقط إنما في جميع ما يسمى بالعالم النامي لكن بعض الدول طورت من أداء العلاقات العامة وجعلت التشريفات ضمن مهام إدارة الخدمات أو ربطها مباشرة وبشكل مستقل مع رئيس المنشأة، الوزارة، المؤسسة، فالدور الذي عناه وقصده فيما أعتقد رئيس هيئة الجبيل الأمير سعود بن ثنيان هو الدور المغيب للعلاقات العامة في المحافظة على صورة المؤسسات وحمايتها والاستشراف عبر تقارير ودراسات الرأي العام للمؤسسة والدولة، وتوجيه الرأي العام وفعل التماسك في الأزمات في ظل تعدد وسائل الإعلام والاتصال. فهل نتنبه إلى جدية دور العلاقات في بناء المؤسسات وتوجيه أو لفت أنظار الرأي العام بدلا من حصره بالجانب الخدمي والتشريفات وأن كان هذا فعل أصيل في منهج وأدبيات العلاقة العامة في المرحلة الحالية.