جازان - عبدالله عكور:
أبدى عدد من أهالي محافظتي صامطة والطوال والمراكز التابعة لهما بمنطقة جازان تذمرهم من النقص الحاد في قلة عدد وتردي مستوى الخدمات الصحية في عيادات الفم والأسنان, إلى جانب طول فترة المواعيد التي يحصل عليها المرضى لتلك العيادات، والتي تزيد على أربعة أشهر. فعلى الرغم من وجود أجهزة تقنية بكلفة مالية كبيرة في عيادات الأسنان بالمراكز الصحية بهاتين المحافظتين إلا أن كثيراً منها لا تزال مقفلة, وعجزت صحة جازان عن تشغيلها لعدم توافر كوادر طبية متخصصة؛ ما يضطر المواطنين للتوجه إلى مراكز الأسنان التابعة للقطاع الخاص.
(الجزيرة) بعد قيامها بجولة ميدانية على بعض هذه المراكز الصحية وجدت أن بعضها يوجد بها طبيب عام وممرض، يقومان بمباشرة المرضى, ولا يتعدى العلاج المسكنات! كما لاحظنا أن مراكز الرعاية الأولية في القطاع الجنوبي، وتحديداً في محافظتي صامطة والطوال والمراكز التابعة لهما (القفل - السهي - الموسم), يبلغ عددها خمسة وعشرين مركزاً، تخدم عدداً كبيراً من المواطنين, الذين يقدر عددهم بأكثر من 300 ألف نسمة, ولكن لا يوجد بكل هذه المراكز الصحية سوى 6 عيادات فقط للأسنان تؤدي العمل، كما أن هناك 6 عيادات أخرى مقفلة؛ لأنها بلا أطباء حتى الآن رغم تجهيزها منذ فترة طويلة بأجهزة ومعدات باهظة الثمن، لكنها بدون كوادر!؟
ويقول المواطن يحيى أحمد عن هذه المعاناة: أنا أعتبر نفسي عميد المراجعين لمركز طب الأسنان بمنطقة جازان. فرغم بعد المسافة عني إلا أنني منذ أكثر من (أربعة أعوام) وأنا أراجع لتركيب ضرس أُخذ مقاسه، وأنتظر اتصالهم حسب وعدهم لي إلى هذا التاريخ!! كما يشكل تباعد المواعيد هاجساً كبيراً لنا نحن المراجعين لبعد المسافة؛ ولذلك نتمنى من وزارة الصحة أن تنشئ مركزاً لطب الأسنان بمحافظة صامطة، يخدم القطاع الجنوبي, ويخفف الضغط على طب الأسنان بمدينة جيزان.
كما تحدث المواطن محمد النجمي فقال: للأسف، لا يوجد طبيبات للأسنان في قطاع صامطة بأكمله سوى طبيبة واحدة في المستشفى العام بصامطة. ولم يكتفِ الأمر بذلك فقط بل تم سحب الطبيب الموجود بمركز النجامية لوجهة أخرى، وفي حال وجود شكوى لمستوصف آخر يتم توزيعه على مركزين! والغريب أن مستوصف النجامية يضع لوحة إرشادية توعوية بضرورة مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري, لكننا لم نرَ الطبيب هناك منذ نحو سنتين..!
كما أعرب المواطن علي يحيى عن استيائه من جشع المستوصفات الخاصة, وارتفاع أسعار عيادات الأسنان بها؛ ما يستنزف جيوب المواطنين، وهو ما يعجز عنه بالذات كبار السن ومحدودو الدخل؛ الأمر الذي يزيد من متاعبهم، ويؤثر على صحة وسلامة أسنانهم.
(الجزيرة) لكي تكتمل الصورة للقارئ أجرت محاولات ومراسلات كثيرة مع المتحدث الرسمي بصحة جازان الأستاذ حسين معشي, للإجابة عن استفساراتنا العديدة حول هذا الموضوع, لكنه أجاب عن استفسار واحد فقط, وتجاهل الرد على الباقي. ومما جاء في رده الوحيد ما يأتي: بالنسبة لقرية النجامية فهي تتبع لمركز الطوال الذي يبعد عن القرية 3 كيلو, ويتم تحويل المرضى من المراكز القريبة إليه كشعب الذيب والمجنة والشمهانية؛ وكذلك يتم تحويل مرضى القرية لمركز صامطة الذي لا يبعد سوى كيلوَيْن فقط. وفي حال وصول أطباء فإن مركز النجامية من المراكز الأولى في التغطية حسب وعدي للأهالي.