سلطان بن محمد المالك
مع بروز وسائل شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة على الأجهزة الكفية بمختلف أنواعها، مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب والمدونات الخاصة والبريد الإلكتروني وغيرها، نُظر لها على أنها من أدوات الموضة التي يجري خلفها الجيل الجديد، إلا أنه مع مرور الوقت ثبت العكس؛ فقد باتت جميعها اليوم وسائل اتصال رئيسة، يستخدمها غالب الناس حول العالم، بل إنها اقتحمت عالم المال والأعمال، وأصبحت كبرى الشركات العالمية تعتمد على هذه الوسائل للتواصل مع عملائها وسماع آرائهم. وأدى ظهور وسائل الاتصال الاجتماعية إلى نشوء قطاع خدمات جديد مساند لها؛ إذ تقوم شركات متخصصة عدة بمتابعة وتحليل قواعد البيانات الواردة من العمليات الإلكترونية، بدءاً من الرسائل البريدية والنصية بمختلف أنواعها وصولاً إلى عمليات الشراء والبيع. ونظراً لأهميتها المتزايدة فقد دخلت وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مناهج التدريس في برامج ماجستير إدارة الأعمال لدى أبرز الكليات العالمية، على غرار كلية «إنسياد» وكلية «هارفارد» لإدارة الأعمال، بل حتى في جامعاتنا السعودية.
وتوقعت تقارير حديثة أن يبلغ حجم الإنفاق على الإعلان الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2022 نحو 178 مليون دولار. ويتوقع أن يصل الإنفاق إلى 285 مليون دولار العام الجاري، بحسب سارة ميسير، مدير الإعلام في نيلسن للأبحاث نقلاً عن ديليوت المتخصصة في أبحاث الإعلانات. وتوقعت «ديليوت» أن تبلغ قيمة الإنفاق على الإعلان الرقمي في المنطقة عام 2015 نحو 597 مليون دولار.
وبحسب الدراسات، من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على التسويق في وسائل الإعلام الاجتماعي إلى أرقام كبيرة بالمليارات خلال الأعوام القادمة، وفقاً لأندرو ستيفن، الأستاذ المساعد في التسويق لدى كلية إنسياد لإدارة الأعمال، الذي يشير إلى أن الجهات العاملة في قطاع مبيعات التجزئة من أفراد ومؤسسات باتت تركز على التفاعل مع المشترين. وقد ازدادت أهمية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لنشر العلامة التجارية خلال الفترة الأخيرة؛ إذ يستطيع جمهور المستهلكين أن يؤثر بفعالية في أي علامة تجارية، وفي وقت قصير. لكن التأثير قد لا يكون إيجابياً بالضرورة بسبب النفوذ الذي بات الأفراد العاديون يتمتعون به الآن، وهو تغيير لم تخطط العديد من الشركات لمواجهته بعد، لكنه ينبه إلى ضرورة استخدام هذا النفوذ لتحقيق أهداف الشركة، خاصة التسويقية منها.
إن التسويق على شبكة الإنترنت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة قد بدأ بتشكيل نموذج جديد في عالم التسويق والإعلان، ومن المتوقع أن يقود ذلك التغيير إلى تغيير كبير في صناعة الإعلان التقليدية من خلال الإعلان عبر الصحف والمجلات والتلفاز إلى الانتقال بشكل كبير إلى وسائط الإعلان الاجتماعي حيث تتركز وتوجد شريحة كبيرة من المستهلكين في تلك البيئة. وهو ما نلحظه في الآونة الأخيرة في سوق الإعلان لدينا في المملكة.