حائل - حمد الغصوني:
كشف عميد معهد جامعة حائل للبحوث والخدمات الاستشارية الأستاذ الدكتور عبد الله الفوزان، أن الطفل السعودي يعد من أكثر أطفال العالم عرضة للتشويه الثقافي الذي يؤثر بشكل سلبي وملحوظ على منظمة القيم والأخلاق لديه, مرجعاً أسباب ذلك إلى أن الطفل السعودي منذ ولادته يتعرض لمخاطر تشويه متعددة بداية من العاملة المنزلية التي تتولى تربيته، مروراً بالألعاب الالكترونية التي تستهدف التأثير السلبي على أخلاقه، ووصولاً لوسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي, مبيناً أن المشكلة ليست في العولمة بل في تعاطي المجتمع المحلي معها. وتحدث الدكتور الفوزان عن مخاطر العولمة على المجتمع السعودي في محاضرته التي جاءت تحت عنوان «القيم الأخلاقية والاجتماعية كيف نحافظ عليها» والتي ألقاها في معرض التعليم المقام بمنتزه المغواة ضمن سلسلة برنامج حوارات تربوية وسط حضور عدد من قادة التعليم بالمنطقة يتقدمهم المدير العام للتعليم الدكتور يوسف الثويني. وحذّر الدكتور الفوزان من مخاطر العولمة على الخصائص الذاتية للمجتمع العربي بشكل عام، والمجتمع السعودي على وجه الخصوص، وطالب التربويين والإعلاميين ورجال الأعمال بالتكاتف والتنسيق والتخطيط لحماية شباب الأمة واحتوائهم ضد هذا الخطر المسمى العولمة. وقال :«التنشئة الاجتماعية تشير إلى نقل الخصوصية الثقافية للمجتمع من الجيل القديم إلى الجيل الجديد وذلك بهدف المحافظة على تلك الخصوصية أو أنها العملية التي يكتسب بواسطتها الأفراد المعرفة والمهارات والإمكانات, وفي الوقت الحالي تأثر النشء بعدة مؤثرات مثل العاملة المنزلية والعمالة الوافدة ووسائل الإعلام والاتصال الحديثة». مشدداً على أن جيل اليوم بحاجة إلى الحوار والصداقة والتفهم عكس الجيل السابق الذي كانت «الشدّة» تأتي ثمارها معه, كاشفاً بأن الشبان من الجنسين يتعرضون بشكل يومي لـ»خطر» الألعاب الالكترونية التي تؤثر على منظمة القيم لديهم, مبيناً أن لكل مجتمع خصوصيته الثقافية التي تشكل هويته الذاتية ويسعى للمحافظة عليها وصيانتها من الاندثار والانتحار تحت وطأة وهيمنة الخصوصيات الثقافية للمجتمعات الأخرى. والحقيقة التي قد تكون «غائبة» عن البعض أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتعرض بالفعل لتحديات كبيرة تهدد خصوصيتها الثقافية.