تونس - الجزيرة - فرح التومي:
توفق قياديو حركة نداء تونس الفائزة في الانتخابات الأخيرة، إلى لم الشمل والنجاح في تنظيم انتخابات المكتب السياسي للحركة الذي سيتولى الإعداد المحكم للمؤتمر الأول للنداء المزمع عقده خلال شهر يونيو القادم على أقصى تقدير.
ومما يلفت الانتباه في نتائج الانتخابات التي جرت كامل يوم الأحد انها أفرزت صعودًا صاروحيًا للعنصر النسائي صلب النداء تجاوز النسبة المحددة مسبقًا. فقد كانت النية تتجه صلب الهيئة التأسيسية للنداء إلى ضمان نسبة دنيا للحضور النسائي في المكتب السياسي بـ40 بالمائة على الأقل، إلا أن القيادات النسائية المترشحة نجحت في حصد 60 بالمائة من الأصوات حيث يضم المكتب الجديد 12 ندائية و8 ندائيين عوضًا عن العكس الذي كان مبرمجًا.
وبعد أن اسدل الستار على مرحلة انتخابات المكتب السياسي للنداء لاحظ المراقبون بأنها كانت انتخابات شفافة وديموقراطية عززت التوازن وحضور كل روافد الحزب تقريبًا مع تفوق واضح لل»دساترة» الذين فاز منهم 12 اسمًا على الـ20 المنتخبين اليوم، كما سجل الشباب حضورًا متميزًا نزل باعمار المكتب السياسي الذي سيجهز للمؤتمرالأول، إلى معدل الأربعين سنة تقريبًا.. فيما لا يزال الخطر الإرهابي متواصلاً بالرغم من الإجراءات الوقائية وعمليات التمشيط الأمني والعسكري في كافة المرتفعات وحتى المناطق الحضرية، حيث انفجر لغم أرضي، مساء الأحد، على سيارة عسكرية مدرعة خلال عملية تمشيط بمنطقة جبال ورغة في محافظة الكاف (170 كلم شمال غرب العاصمة تونس)، مما أسفر عن استشهاد عسكري وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي إطار الحرب التونسية على الإرهاب، ضربت الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بقفصة (250 كلم جنوب غرب العاصمة) مؤخرًا بقوة في مجال مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها بما فيها الإرهابية، والتوقي من خطر الخلايا النائمة، حيث ألقت القبض على المئات من المشتبه بهم، وكشفت النقاب عن خليتين إرهابيتين. وقد تمكنت قوات الأمن من تفكيك خلية إرهابية وصفت أمنيًا بالخطيرة جدًا، حيث كان مخططها الرئيس يتمثل في الهجوم على ثكنتين عسكريتين بالعاصمة، وتأكَّد أن عناصر هذه الخلية تتولى صنع القنابل الخطيرة ذات قوة انفجار تفوق قوة القذيفة «أر بي جي». واعترف أحد الإرهابيين بأنه عضو خلية تضم ما بين ثمانية وتسعة أفراد تنشط بين العاصمة وقفصة والقصرين وتخطط لانتداب المزيد من المتشددين دينيًا من مختلف أنحاء الجمهورية لصنع العديد من القنابل ثم تنفيذ هجومات على مقرات أمنية رمزية وعددًا من المنشآت السياحية.
وفي إطار االاستنكارالدولي الواسع للعملية الإرهابية التي استهدفت المتحف الوطني بباردو، أعلنت وزيرة السياحة سلمى اللومي الرقيق أنه من المنتظر أن تتولى الرئاسات الثلاث الجمهورية والحكومة والبرلمان إلى جانب أطراف غير حكومية من أحزاب ومنظمات الأحد المقبل تنظيم مسيرة ضخمة بالعاصمة يدعى إليها قادة العالم بأسره تنديدا بالهجمة الإرهابية التي سقط على اثرها 20 سائحًا ضحية الإرهاب الأسود.
وأوضحت الوزيرة أن هذه العملية الإرهابية التي تمس الاقتصاد التونسي في الصميم وتضرب السياحة التي تسهم بـ7 في المائة في الناتج الداخلي الخام لن تزيد الحكومة الحالية إلا إصرارًا على مزيد العمل من أجل دعم أمن البلاد واستقرارها والخروج بها إلى بر الأمان.