سعد السعود
يقول رجال السياسة: إن 100 يوم كافية لجرد حساب أي رئيس جديد وهو يدير دولة.. بل يؤكد الكثير أنه وقت كاف ليضع بصماته أو حتى بوادرها لتراها المقلة.. فكيف يكون الحال في الرياضة.. وبفريق كرة قدم أي بمجرد لعبة.. وبعد 8 أشهر.. أي ما يقارب 240 يوماً.. أعتقد أن هذا الوقت لا يعطي فقط انطباعاً مبدئياً.. بل هو يبرهن هل العمل كان موفقاً أم كان مخيباً؟!
في 23 رمضان من العام الماضي تم تنصيب الإدارة الشبابية.. وقبل أن تكمل 20 يوماً من عملها استبشر الليوث فيها والفريق يحقق أولى بطولات الموسم.. وهي بطولة السوبر من أمام النصر.. وبعيداً عن حجم الدور الذي لعبته الإدارة في تحقيق اللقب.. خصوصاً مع الفترة الوجيزة لتوليها مهامها.. ولكن هذه البطولة أعطت بوادر إيجابية لما يمكن أن تقدّمه إدارة الأمير خالد بن سعد.. بل وضعت أرضية خصبة للعمل وسط تفاءل الجميع بعد التتويج.. لكن ماذا بعد؟ إلى ماذا آل حال الفريق بعد تتالي الشهور؟!
- ثمانية أشهر حملت نائبين للرئيس.. لم يقدّم الأول الكثير.. ولم ينل الثاني الرضا من أغلب الشبابيين مع كل التقدير.
- ثمانية أشهر حملت ثلاثة مدربين.. لا مورايس البرتغالي قدّم وجهاً حقيقياً للفريق.. ليعبث بعده البلجيكي ستامب ويضيّع معالم الطريق.. ليأتي باتشيكو وبدلاً من أن يكون طوق النجاة أصبح الفريق معه أشبه بالغريق.
- ثمانية أشهر حملت متحدثين إعلاميين.. الأول كان عكس منصبه تماماً فلم نسمع له حتى همساً.. في حين أن الثاني وهو الدكتور محمد الناصر هو الأكثر إقناعاً.. بل رغم حداثة تجربته مع الفريق إلا أنه جاوز اللاعبين إخلاصاً وحماساً.
- ثمانية أشهر حملت سبعة أجانب.. لم يقدّموا للفريق سوى المتاعب.. بعضهم مثل دياني وربما بارك هما الترجمة الحقيقية للمقالب.. والبعض الآخر مثل خطاب وانطوي لم يضيفوا للفريق بل قتلوا طموح بعض المواهب.. في حين أن البقية قدموا القليل لكن لم يصلوا لدرجة النجم المبدع والمحارب.
- ثمانية أشهر حملت المركز الخامس بالدوري.. ولا يبعد سوى خمس نقاط عن السادس الفيصلي.. رغم تباين الطموح بين الفريقين وفارق الإمكانات التي يدركه أبسط متلق.. ليبتعد الليث مبكراً عن سباق الحصول على مقعد آسيوي.
- ثمانية أشهر حملت خروجاً مخيّباً من كأس سمو ولي العهد.. والمزعج لمحبي الليث هو أنه أمام الخليج الذي يصارع على الهبوط ومستواه بين مد وجزر.. ليفرط الفريق الأبيض بقرعة سهلة كان فيها الطريق للوصول لنصف النهائي مفروش بالورد.
- ثمانية أشهر حملت الظهور الآسيوي والذي تفاوت بين جولة وأخرى.. فبعدما فرح الليوث بما قدّم أمام العين من مستوى.. كان الظهور أمام باختكور في الرياض محيراً فشوط أول عانق السماء.. في حين كان بالشوط الثاني أشبه بالتائه الذي يعاني الظمأ.
- ثمانية أشهر حملت العديد من العثرات.. بل إن آخر أربعة أشهر لم ينتصر فيها الفريق سوى مرتين من 12 مباراة.. ومع هذا لم نسمع عقاباً أو حتى تفعيلاً للائحة والجزاءات.. فقط ما تحمله أخبار النادي هي إجازة بعد كل جولة من الانكسارات.
- ثمانية أشهر وهناك من أراد وضع وليد عبد الله هو كبش الفداء.. وكأن بقية اللاعبين بمستواهم طاولوا عنان السماء.. وكأن الحال الفنية والإدارية على درجة عالية من الامتياز وتستحق الإطراء؟!.. وليد ليس سوى واحد في منظومة عمل يجب إعادة النظر في كل مكوناتها بعدما شح أغلبها من العطاء.
- ثمانية أشهر صحيح أنها لم تكن سوداوية في كل الأمور.. لكن حجم البياض فيها لم يبعث على السرور.. فلم يتجاوز خطوات خجولة في الإحلال وتعاقد أو اثنين هي مجمل ما قدّم في كل الشهور.
أخيراً، وبعد هذا الجرد الذي كتب على عجل.. ما أحوج الفريق لمن ينقذه من هذا الأنين.. بعيداً عن تطبيل وتلميع بعض القريبين.. فالليث يحتاج للناصح الأمين.. ولعل أولى خطوات حل المشكلة هي الاعتراف بوجودها على كافة الأصعدة وألا يتم اختزالها فقط باللاعبين.. قرّبوا منكم عبد الرحمن الرومي واستشيروا فؤاد الأخضر الأمين.. وأبعدوا عن الفريق لجنة فنية لا تهش ولا تنش وسرّحوا كل من فشل من الإداريين.. ناقشوا المدرب والفنيين.. عاقبوا اللاعبين المستهترين.. وتخلّصوا من المستهلكين.. وامنحوا الفرصة للصغار المتحمسين.. بادروا للحل إني لكم من الناصحين.
آخر سطر
من أجمل ما قرأت:
لا أريد ممن حولي أن يطيعوني ويوافقوني في كل شيء.. بل أريد من الجميع إخباري بالحقيقة حتى وإن كلفهم ذلك وظائفهم.