د. يوسف بن أحمد الرميح
ينقل عن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قوله بالحرف (...إننا نخوض أكثر من نصف معركتنا في الساحة الإلكترونية والإعلامية). وقدم نصيحة لكوادره قائلاً: (عليكم أن تدركوا أن كل لقطة تلتقطونها هي بأهمية صاروخ يطلق على العدو...). من هنا يجب أن نعلم بأن للإعلام التقني ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أدوارا مهمة وخطيرة في حياة الأمم والمجتمعات. وللحقيقة فقد أصبح الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي الحديث التي تستخدم الانترنت أصبحت ضرورة ملحة في حياتنا المعاصرة. وتذكر إحدي الدراسات الحديثة أنه من أخطر المؤشرات ان نعرف أنه «أن 80% من الذين انتسبوا الى تنظيم داعش تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي». ومما لا شك فيه أنه ومع وسائل التواصل الاجتماعي؛ أمثال اليوتيوب والتويتر, والفيس بوك, والكيك والواتس أب والإنستاجرام، وغيرها كثير، فقد بات من السهل أن يتطرف الشاب وهو في غرفة نومه، أو من خلال هاتفه الجوال، وليس من منزله فحسب، وبعيدا عن أعين أهله وأصدقائه، وحتى مدرسيه. فانتشار الفكر المنحرف المتشدد والفتاوى الضالة، بفعل الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري، والذي له بلا شك انعكاسات كبيرة وخطيرة على ظاهرة الإرهاب، مما نتج عنه زيادة ملحوظة في الأعمال الإرهابية والغلو والتكفير.
الإنترنت هي إحدى أهم التقنيات الحديثة، وهي وسيلة التواصل والاتصال بين الأفراد والمجتمعات، وهي كذلك وسيلة نشر الثقافة وذلك لسهولة عرضها واتساع انتشارها وقوة طرحها ويسر استخدامها. والإنترنت دخلت علينا جميعاً بصورة سريعة ولم تُستوعب حقاً من قبل عدد كبير من الشباب, خاصة أن مجتمعنا محافظ جداً والقيود على الشباب كثيرة وكبيرة. ولقد أتت الإنترنت لتجعل نافذة كبيرة للشباب للتعبير بكل ما يخطر وما لا يخطر لهم على بال. وعندما دخلت الإنترنت للعالم العربي كانت ضعيفة وهزيلة. ولكن استخداماتها قفزت قفزات هائلة وسريعة ومذهلة. فلقد حقق مستخدمو الإنترنت في العالم العربي أكبر وتيرة نمو في العالم كله في الفترة بين 2000 - 2007م بلغت نسبتها 93.18% بعدد يتراوح بين 28-33 مليون إنسان من المجموع العالمي للمستخدمين والبالغ عددهم 1.319 بليون مستخدم بنهاية ديسمبر 2007م. وأصبح المتحدثون باللغة العربية يمثلون المرتبة العاشرة في العالم، وهذا الرقم مرشح للارتفاع وبسرعة هائلة، حيث ما زال يُعدُّ ضئيلاً إذا ما قورن بالدول الأخرى، إذ يشكل العرب المتعاملون مع الإنترنت 7.5% من عدد السكان، بينما في أوروبا فيبلغ 35.5% من العدد، و67.4% في أمريكا الشمالية، و17% من سكان الصين يتعامل معها. وتذكر إحدى الدراسات الحديثة أن هنالك 4.5 ملايين سعودي يتعاملون أو تعاملوا مع الإنترنت، أي 18% من سكان المملكة، الغالبية العظمى من هؤلاء هم من جيل الشباب. وذكرت الدراسة أن نسبة منهم دخلت مواقع منحرفة وفاسدة أخلاقياً أو فكرياً، وهذا بحد ذاته مشكلة. ويذكر كذلك أن السعودية جاءت في المركز الأول في الشرق الأوسط لانتشار واستخدام شبكات التواصل.
ويعتمد الارهاب الإلكتروني على استغلال الإمكانات العلمية والتقنية, واستخدام وسائل الاتصال والإنترنت, من أجل تخويف وترويع الآخرين, وإلحاق الضرر بهم, أو تهديدهم وتدمير مرتكزات التنمية في البلاد ونشر الفوضى والدمار والدماء لأهداف فاسدة ومنحرفة ونشر الإشاعات الكاذبة بين الناس مما يؤدي لنشر الخوف والهلع بين الجمهور، كما حصل في إحدى العواصم العربية عندما نشر بوسائل التواصل الاجتماعي عن وجود شاب سفاح يقتل النساء فأثار الرعب في تلك العاصمة ولمدة طويلة.
ويجتذب عالم الإنترنت المنظمات الارهابية لافتقاره لعناصر الرقابة، كما أنه بيئة مناسبة لممارساتهم الإرهابية ونشر الأفكار المتطرفة التي تسيطر على وجدان الأفراد لإفساد عقائدهم وإذكاء تمردهم واستغلال معاناتهم في تحقيق مآرب خاصة تتعارض ومصلحة المجتمع أو القيام بأعمال تخريبية بشكل يخفي هويتهم المباشرة وبشكل أبسط مما يقوم به الإرهابيون الفعليون. ففي حين يحتاج الإرهاب الفعلي إلى أسلحة ومدرعات وقنابل وتحركات سرية جداً قد تصيب أو تخفق ناهيك عن التكاليف المادية لإنجاح هذه العمليات، يحتاج الإرهاب الإلكتروني إلى بعض المعلومات ليستطيع اقتحام الحواجز الإلكترونية، كما أن تكاليف القيام بهذه الهجمات لا تتجاوز جهاز حاسوب والدخول إلى الشبكة العنكبوتية.
لقد ظهر التزاوج بين الإنترنت والإرهاب بشكل أكبر وضوحاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فلقد انتقلت المواجهة ضد الإرهاب من مواجهة مادية مباشرة واقعية انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني، حيث أصبح الإنترنت من أشد وأكبر الأسلحة الفتاكة. ولقد استخدم أرباب الفكر الضال والإرهاب الإنترنت في معركتهم على عدة محاور أهمها: أن يصبح الإنترنت عاملاً مساعداً للعمل الإرهابي التقليدي المادي، وذلك بتوفير المعلومات المهمة والضرورية عن الأماكن الحساسة والمستهدفة أو كوسيط في عملية التنفيذ. وثانياً، هو تأثير الإنترنت العضوي والنفسي من خلال التحريض على بث الكراهية والحقد وحرب الأفكار. وثالثاً، انه يعطي صورة رقمية دقيقة من خلال استخدام آلياته الجديدة في معارك تدار رحاها في الفضاء الإلكتروني والتي لا يقتصر تأثيرها على بعدها الرقمي وتتعداه لإصابة أهداف أخرى.
ولقد تطورت المواقع الإرهابية التي تنشر فكر القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية من أربعة مواقع في عام 1998م إلى قرابة العشرة في 2001م. ولكن ومن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حصل لهذا الفكر انفجار في العدد والسعة والكثافة فتحولت من عشرة إلى قرابة أربعة آلاف في غضون أربع سنوات، وهي اليوم تعد حسب إحدى الاحصائيات أقرب للخمسين ألف موقع. ولقد أضحت الخلية الإرهابية لا يهمها كم من الناس قُتلوا بقدر ما يهمها كم من الناس شاهدوا وتفاعلوا مع الحدث الإرهابي. هذا الفكر حول أفراد الخلية الإرهابية من مجموعة قليلة من الناس مبعثرة جغرافياً لتشكل مجتمعاً خاصاً بها يساعدها على الالتحاق والتواصل الدائم فيما بينهم. هذا الأمر يوهم الآخرين بأن هذا المجتمع كبير وغير محدد الأبعاد الكمية وقوي ومنظم.... بينما هو على العكس تماماً، فقد تكون هذه الخلية قائمة على شخص واحد أو شخصين مع أجهزة حاسب محمول والكثير جداً من وقت الفراغ.
من المهم أن نعرف بأن الإرهابي بالأمس كان يتسلح ببندقية وقنبلة، أما إرهابي اليوم فيتسلح بجهاز حاسب محمول وآلة تصوير. وهذا الذي حول الإنترنت لأداة رئيسة في النشاط الإرهابي الدولي. فلقد خدم الإنترنت الخلية الإرهابية من حيث تضخيم الصورة الذهنية لقوة وحجم تلك الخلايا التي تمتلك عدداً قليلاً من الأفراد لديهم أو لدى أحدهم خبرة بالإنترنت وبرامج الملتيميديا لبث رسائل إعلامية تخدم أهدافهم لشن حرب نفسية ضد مستهدفيها والدعاية لأهدافها وأنشطتها بعيداً عن وسائل الإعلام التقليدية. وكذلك لتحقيق الترابط التنظيمي بين الجماعات والخلايا ولتبادل المقترحات والأفكار والمعلومات الميدانية حول كيفية إصابة الهدف واختراقه، والتخطيط والتنسيق للعمل الإرهابي، وأيضا في تدمير مواقع الإنترنت المضادة واختراق مؤسسات حيوية أو حتى تعطيل خدماتها الإلكترونية.
إن من أهم العناصر التي تخدم الخلايا الإرهابية التي توفرها لها الإنترنت كما ذكرها عدد من المتخصصين:
- التنقيب عن المعلومات، حيث إن شبكة الإنترنت عبارة عن مكتبة هائلة ومليئة بالمعلومات الحساسة والخطيرة.
- الاتصالات، حيث تساعد الشبكة الإلكترونية على الاتصالات بين أعضاء الخلية الإرهابية بعضهم ببعض والتنسيق فيما بينهم ويرجع ذلك لقلة تكاليف الاتصالات مقارنة بالوسائل الأخرى، كما تمتاز بوفرة المعلومات التي يمكن تبادلها بالصوت والصورة, أضف لذلك السرية والخصوصية الكبيرة التي من الممكن تفعيلها بسهولة.
- التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد, وهذا الأمر يحافظ على استمرار الخلية وبقائها، وهم يستغلون تعاطف الآخرين من مستخدمي الإنترنت مع قضاياهم ويجتذبون الصغار بعبارات حماسية مثيرة خاصة من خلال غرف الدردشة الإلكترونية.
- إعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني، وذلك بواسطة مواد مرئية ومسموعة تشرح وببساطة طرق صنع القنابل والأسلحة الكيماوية وغيرها.
- التخطيط والتنسيق، حيث تعد الإنترنت وسيلة اتصال بالغة الأهمية بالنسبة للمنظمات والخلايا الإرهابية، حيث تتيح التنسيق لشن هجمات إرهابية ويستخدم أرباب الإرهاب emails و chat rooms لتدبير الهجمات الإرهابية وتوزيع الأدوار وتنسيق الأعمال والمهام لكل عضو في الخلية.
- الحصول على التمويل، حيث إن أرباب الإرهاب يحصلون من الإنترنت على قوائم إحصائية سكانية للتعرف على الجمعيات الخيرية والأشخاص ذوي القلوب الرحيمة ومن ثم استجدائهم لدفع تبرعات وصدقات وزكوات لأشخاص اعتباريين أو مؤسسات خيرية يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين وذلك بطرق لا يشك فيها المتبرع مطلقا بأنه يساعد إحدى المنظمات الإرهابية.
- مهاجمة المنظمات الإرهابية الأخرى، حيث إن الإنترنت هي حلبة مصارعة بين المنظمات وبين الخلايا وحتى أعضاء الخلية الواحدة، وتمتلئ المواقع الإلكترونية بالسباب والشتائم واللعان بينهم.
وللإرهاب الإلكتروني عدة خصائص لعل أهمها:
)إن الإرهاب الإلكتروني لا يترك أيّ دليل مادي بعد ارتكاب جرائمه وهذا مما يصعب عملية التعقب واكتشاف الجريمة أساساً.
)سهولة إتلاف الأدلة في حال العثور على أي دليل يمكن به إدانة الجاني.
)إن مستخدمي هذا النوع من الإرهاب يمتازون بخلفيات وخبرات في استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة.
)إن الإرهاب الإلكتروني يحدث في بيئة هادئة لا تحتاج إلى القوة والعنف واستعمال الأسلحة وإنما ما يحتاجه هو جهاز حاسب آلي وبعض البرامج وشبكة إنترنت.
)عادة ما تتم العمليات الإرهابية بتعاون عدة أشخاص او (منظمات إرهابية).
للأسف لقد أصبح اليوم وفي عصر الإرهاب الرقمي الحاسب الآلي وكاميرا الفيديو المحمولتين باليد أصبحت بأهمية وخطورة الكلاشينكوف وقذيفة (الار بي جي). ولقد استغل الإرهابيون الحاسب الآلي والكاميرا إلى أقصى حد ممكن فأصبحت تقدم أدلة عسكرية ودورات تدريبية على شكل كتب وأفلام وسلايدات (باور باوينت) تتضمن معلومات شتى عن الأسلحة والتكتيكات والاغتيالات وصنع المتفجرات والسموم.
لقد أصبحت شبكة الإنترنت الواسعة وكأنها معسكر تدريب افتراضي للإرهابيين. ومن المحزن ان لغة الغالبية العظمى من هذه المواقع هي العربية, وهي تدعو للجهاد وفي الوقت نفسه تعلم أصول صنع المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة وغيرها. هذه المواقع الإرهابية والمتطرفة من الصعب جداً تعقبها لأنها تظهر على الشبكة الإلكترونية ثم تختفي سريعاً. والأصعب من ذلك معرفة وتتبع الأشخاص خلفها والمسؤولين عنها، وذلك لأن إمكانية إخفاء الهوية على الإنترنت تزداد سهولة. ولقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريراً يؤكد أن 90% من الهجمات الإرهابية استخدم فيها متفجرات صناعة يدوية من تلك التي توجد وصفاتها بكثرة على شبكة الإنترنت. ولقد لعب البريد الإلكتروني دوراً مهماً في التواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات بينهم، حتى إن كثيراً من الحوادث الإرهابية التي حدثت في الآونة الأخيرة كان البريد الإلكتروني فيها وسيلة من وسائل تبادل المعلومات وتناقلها بين القائمين بالعمليات الإرهابية والمخططين لها.
وإذا كان التقاء الإرهابيين في مكان معين لتعلم طرق الإرهاب وتبادل الآراء والأفكار والمعلومات أصبح صعباً في الواقع , حيث يحتاج أماكن واسعة وبعيدة عن عين الرقيب, ولحرية في الحركة وغيرها, فإن الإنترنت سهلت هذه العملية كثيراً، إذ يمكن أن يلتقي عدة أشخاص في أماكن متعددة حول العالم في وقت واحد ويتبادلون الحديث، بل يمكن لهم أن يجمعوا لهم أتباعاً وأنصاراً عبر إشاعة أفكارهم ومبادئهم من خلال مواقع الإنترنت ومنتديات الحوار أو ما يسمى بغرف الدردشة. وإذا كان الحصول على وسائل إعلامية تقليدية كالتلفزيون والإذاعة صعباً، فإن إنشاء مواقع الإنترنت واستغلال منتديات الحوار وغيرها لخدمة أهداف الإرهابيين أصبح سهلاً وممكناً، بل إنك تجد لبعض المنظمات الإرهابية آلاف المواقع حتى يضمنوا انتشاراً أوسع وحتى لو تم منع الدخول على بعض هذه المواقع أو تعرضت للتدمير تبقى المواقع الأخرى سهلة الوصول.
المواقع الإرهابية والمتطرفة للأسف تتطور بسرعة هائلة من حيث التصميم والإمكانات التقنية. ولقد تنبه الإرهابيون مبكراً جداً إلى الإمكانات التي تتيحها الإنترنت مما جعلهم يطورون تقنياتهم فيها. وللأسف فما زالوا يحافظون على سعيهم الدائم للتطور والتواجد الدائم والتنظيم الإلكتروني. ويوجد على الشبكة الإلكترونية بعض المواد التي تعد بمثابة دروس مجانية للإرهابيين، خصوصاً المبتدئين منهم، ابتداء من طرق كيفية صناعة الزجاجة الحارقة، مروراً بكيفية صنع الطرود المفخخة وصولاً إلى كيفية صناعة بعض القنابل والأحزمة الناسفة، ولقد أصبح كل ما يحتاجه الإرهابي المحترف في هذا المجال الحيوي والمعقد هو جهاز حاسب آلي واتصال بشبكة الإنترنت مما يتيح لهذا الإرهابي القيام بأعمال تخريبية وهو آمن في مقره بواسطة نقرات بسيطة على لوحة المفاتيح ودون أن يترك لنفسه أثراً. هذه النقرات على لوحة المفاتيح قد تنطوي على أوامر موجهة لبعض الخلايا للقيام بأعمال إرهابية معينة. ويجب أن نعترف أن الإنترنت لها مجال مفتوح وواسع وبلا حدود ويتوسع في كل يوم، ويمكنك من موقعك من أي بلد الوصول لأي مكان دون أوراق أو تفتيش أو قيود، وكل ما تحتاجه هو بعض المعلومات لتستطيع اقتحام الحوائط الإلكترونية. كما أن تكاليف القيام بمثل هذه الهجمات الإلكترونية لا يتجاوز أكثر من حاسب آلي واتصال بشبكة الإنترنت. لقد أصبح الإرهاب الحديث أكثر ضراوة لاعتماده على التكنولوجيا المتطورة للإنترنت التي ساعدت المنظمات الإرهابية في التحكم الكامل في اتصالاتهم ببعضهم بعضا، مما زاد من اتساع مسرح عملياتهم الإرهابية، وبالتالي أصبح من الصعوبة اصطياد هذا الوحش الإلكتروني الجديد وتدميره وقتله.
يجب أن نعرف أن الوجود الإرهابي النشط على الشبكة العنكبوتية متنوع ومراوغ بصورة كبيرة، فإذا ظهر موقع إرهابي اليوم فسرعان ما يغير نمطه الإلكتروني، ثم يختفي ليظهر مرة أخرى بشكل وعنوان إلكتروني جديدين بعد فترة قصيرة. ومما لا شك فيه أن الإرهاب الإلكتروني والمعلوماتي هو إرهاب الغد والمستقبل نظراً لتوسع وتعدد وتنوع مجال الأهداف التي يمكن مهاجمتها مع توفير قدر كبير من السلامة للمهاجمين وعدم تعرضهم لخطر اكتشاف هوياتهم أو حتى المواقع التي شنوا هجماتهم منها إلا بعد وقت طويل وجهد في البحث. وللإرهاب الإلكتروني خسائر غير متصورة وهائلة، فتوقف التجارة الإلكترونية مثلاً ليوم واحد قد يتسبب في خسائر لأكثر من ستة مليارات ونصف المليار دولار، وهكذا يمكن لمنظمة إرهابية إلحاق الكثير من الأذى والخلل لأعمال البنوك والبورصات وحركة الطيران، بل وحتى تغيير مواصفات تركيبة الأدوية في مصانع الأدوية مما يترتب عليه خسائر في أرواح البشر. ولا شك ان أحد أهداف الإرهاب هو الحصول على المال والتمويل لعملياته الإجرامية والمتوحشة, وتُقدِّر لوريتا نابوليوني في كتابها عن الإرهاب باعتبارها خبيرًا اقتصاديًّا؛ تقدِّر الاقتصادَ الجديدَ للإرهاب في الوقتِ الراهن بنحو 5.1 تريليون دولار، سواء من خلالِ التحويلات القانونية، أو غيرِ المشروعةِ.
وتشير التقديراتُ الأوليَّة في إحدى الدول العربية إلى ان خسائرهاَ تتجاوز 12 مليون دولار على الأقل شهريًّا، ومع كلِّ يومٍ تزدادُ التقديراتُ والتوقعاتُ بمزيدٍ مِن الخسائر الاقتصادية في النقل، والسياحة، والنِّفْط، والصيد، والبيئة، وقطاعات أخرى... أَوجعَها حقْدُ الإرهاب. وقدَّر الاقتصادي بريان ويسبوري الأضرارَ الاقتصاديةَ الناشئةَ مِن أحداثِ الحادي عشرَ مِن سبتمبر بـ 120 مليار دولار، كما أحْدَثَتْ قلقًا ماليًّا على العافية الاقتصادية في العالم. وتُقدّر خسائر الاقتصاديات العربية بسبب جرائم الإرهاب بنحو 200 مليار دولار. ويعتمد الارهاب الإلكتروني على غسيل الأموال كأحد طرق الحصول على المال اللازم له وعملياته تلك في غاية التعقيد والصعوبة، فمثلاً ما حصل في قضية غسل أموال قذرة في هولندا مؤخرا حيث استغرق غاسل الأموال لتطهير أمواله غير المشروعة وتحويلها (45) ثانية فقط، في حين أن التحقيق في تلك القضية استغرق تقريباً ثمانية عشر شهراً دون نتائج إيجابية تذكر بعد.
لقد دمرت منظمة إرهابية في أستراليا عام 2005م شبكة الصرف الصحي بواسطة عملية إلكترونية مما نجم عنها أضرار صحية واقتصادية فادحة. وفي العام نفسه قامت منظمة آوم شيريكو الإرهابية اليابانية باختراق نظام البرمجة المتحكم في مسار أعداد هائلة من سيارات الخدمة العامة. ولقد نجحت تلك المنظمة بواسطة التلاعب بأنظمة الحاسب والإنترنت من أعطال أنظمة أكثر من خمسين شركة يابانية كبرى واختراق أنظمة عشر إدارات حكومية وتوجيهها لصالحها. ولم يتم اكتشاف هذه الاختراقات إلا بعد أن تكبدت الشركات والحكومة خسائر باهظة، كذلك استطاعت إحدى المنظمات الإرهابية من مسح جميع البيانات السكانية لليابان بواسطة اختراق أحد المواقع الحكومية. ويذكر أنه في عام 2000م وحده حصلت أكثر من مائة وثمانين ألف حالة اختراق إلكترونية لمؤسسات اقتصادية ومالية كبرى في العالم، وهذه الهجمات والاختراقات تزيد بمعدل 60% سنوياً.
ويذكر الكاتب مهران زهير المصري أن للإرهاب الإلكتروني عدة أشكال وصور مع انه بالحقيقة من الصعب تحديد أشكال الإرهاب؛ فطبيعة الإرهاب الإلكتروني تتطلب اللامحدودية في التصنيف نظراً لأنها تستخدم تكنولوجيا تتطور يوماً بعد آخر، ولكن الأشكال التالية يمكن أن تُصنف على أنها أشكال وأنواع الإرهاب الإلكتروني.
أولاً: التهديد الإلكتروني
تعددت الأساليب الإرهابية في التهديد عبر الإنترنت من التهديد بالقتل لشخصيات عامة إلى التهديد بتفجيرات في مراكز حيوية أو تجمعات رياضية والتهديد بإطلاق فيروسات لإتلاف الأنظمة المعلوماتية في العالم.
ومن أمثلة التهديد الإلكتروني «ما قام به شاب أمريكي يدعى «جاهابر جويل» البالغ 18 عاماً حيث هدد كل من مدير شركة «مايكروسوفت» والمدير التنفيذي لشركة M.P.I بنسف شركتيهما إذا لم يتم دفع خمسة ملايين دولار، وقد قامت الشركة بتفتيش منزل المذكور بعد القبض عليه وعثروا في حاسبه الآلي على عدة ملفات رقمية تحتوي على معلومات عن تصنيع القنابل تم إنزالها عبر الإنترنت.
ثانياً: القصف الإلكتروني
وهو أسلوب للهجوم على شبكة المعلومات عن طريق توجيه مئات الآلاف من الرسائل الإلكترونية إلى مواقع هذه الشبكات مما يزيد الضغط على قدرتها عن استقبال رسائل من المتعاملين معها والذي يؤدي إلى وقف عمل الشركة. ومثال لمواقع تعرضت للقصف الإلكتروني هو «موقع شركة أمازون» لبيع الكتب على الإنترنت وأيضا موقع شبكة «سي إن إن « للأخبار على الإنترنت مما أدى إلى بطء تدفق المعلومات لمدة من الوقت.
ثالثاً: تدمير أنظمة المعلومات
وهي محاولة اختراق شبكة المعلومات الخاصة بالأفراد أو الشركات العالمية او المؤسسات العامة بهدف تخريب نقطة الاتصال أو النظام عن طريق تصنيع أنواع من الفيروسات الجديدة التي تسبب كثيراً من الضرر لأجهزة الكمبيوتر والمعلومات التي تم تخزينها على هذه الأجهزة.
رابعاً: التجسس الإلكتروني
التجسس هو التلصص وسرقة المعلومات من الأفراد أو المؤسسات أو الدول أو المنظمات، والتجسس على هذه المعلومات أياً كان نوعها يأخذ أبعاداً جديدة، فتعددت أهدافها من معلومات اقتصادية إلى معلومات سياسية وعسكرية وشخصية.
ومن أمثلة القرصنة المعلوماتية التي مارستها بعض الجهات الإرهابية للحصول على المعلومات العسكرية المخزنة في ذاكرة الحاسبات الآلية التابعة لوزارات الدفاع بالدول المستهدفة ما حدث في صيف 1994 عندما تمكنت إحدى هذه المنظمات الإرهابية من سرقة معلومات عسكرية تتعلق بالسفن التي تستعملها الجيوش التابعة لدول أعضاء حلف شمال الأطلسي من أنظمة الحاسبات الآلية الخاصة بسلاح البحرية الفرنسية. مما أثار حفيظة قيادة أركان الحلف وحمل السلطات العسكرية الفرنسية على تصميم برامج جديدة لحماية حاسباتها الآلية.
وتذكر الباحثة في الجماعات الارهابية سماح عبدالصبور بأنه حاليا تستخدم غالبية ان لم يكن جميع المنظمات الارهابية شبكات التواصل الاجتماعي والتي تعرف بأنها «شبكات تفاعلية تتيح لمستخدميها التواصل في أي وقت وفي أي مكان في العالم»، وقد انتشرت على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها «فيسبوك» و»تويتر» و»يوتيوب» و»إنستاجرام» وغيرها ، لتحدث في زمن قياسي تأثيراً عابراً للحدود، وتزيد من كثافة وسرعة الحركة «العولمية» والتأثيرات المتبادلة على المستويات المختلفة، بحيث أضحى أي تفاعل يحدث في أي منطقة في العالم يترك تأثيره في المناطق الأخرى.
فحتى الحركات المسلحة لم تعد تعتمد على القوة العسكرية فقط في تحقيق أهدافها، بل تلجأ إلى استخدام وسائل الاتصال والإعلام وشبكة الإنترنت بشكل واسع ودعائي لأفكارها وتحركاتها، وأيضاً للحصول على الدعم المادي والمعنوي, وكذلك كأداة جديدة لنشر أفكارها ومعتقداتها وزيادة عدد المنتمين لها عبر تجنيدهم باستخدام تلك المواقع العابرة للحدود. ومن دون استخدام تلك الأدوات لم يكن بمقدور هذه التنظيمات أن تحقق أهدافها مع توفير ذلك الوقت والجهد، بالإضافة لميزة الابتعاد والتخفي بعيداً عن قبضة الأجهزة الأمنية للدول المستهدفة.
ويتميز استخدام شبكات التواصل
الاجتماعي بما يلي:
) تقليل العبء المادي، حيث إن الاعتماد على آلية منخفضة التكلفة يتيح نشر المعلومات عن التنظيمات وكيفية التواصل مع أعضائها، بالإضافة إلى إتاحة تدفق المعلومات وتسهيل تشكيل المجموعات وتقليل تكلفة تجنيد الأعضاء وإيجاد حوافز حماسية للمشاركة.
) تدعم وتعزز وجود هوية جماعية ووجود إحساس وانتماء بين أفراد المجموعة الواحدة، حيث تربطهم قضية واحدة، وهدف مشترك، وقيم متماثلة.
) إيجاد مجتمعات للتواصل الإلكتروني يتشارك أعضاؤها بالأفكار والنقاش، وتتيح تأسيس علاقات واسعة، وتُمكن من قيام علاقات وجهاً لوجه، على الرغم من بعد المسافات الجغرافية.
وهناك أربعة أهداف رئيسية في هذا الإطار، فنظراً للأهمية المتزايدة لشبكات التواصل الاجتماعي، فقد لجأت الجماعات المسلحة لتوظيفها على مستويات عدة يمكن تناولها كالتالي:
أولاً: التنسيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
فيعتبر «تويتر» أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات الإرهابية، وتكمن الميزة الأساسية في «تويتر» بالنسبة إلى الجماعات الإرهابية في أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، تتكون بصورة تلقائية خلال الأحداث الكبرى، وهو ما تستفيد منه تلك الجماعات من خلال متابعة أحدث المعلومات عن أي قضية تظهر في المجال العام. ولعل المثل البارز على ذلك هو الهجوم الإرهابي في مومباي في 26 نوفمبر 2008، والذي راح ضحيته نحو 164 شخصاً، وجرح أكثر من 300 شخص. وقد كشفت التحقيقات أن جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية كانت تقوم بالتنسيق مع منفذي الهجوم من باكستان، وإبلاغهم بالتطورات التي تحدث كافة من خلال الاعتماد على أحدث الأخبار المنشورة على تويتر، مثل تحركات وتمركز وحدات مكافحة الإرهاب الهندية.
ومن الأمثلة الأخرى على نجاح ذلك الإرهاب الرقمي، ما قامت به حركة «الشباب الإسلامية» الصومالية التي استقطبت أشخاصاً للقتال عبر تلك الشبكات من أجل مهاجمة مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي في مارس 2012م، الأمر الذي نتج عنه مقتل 62 شخصاً واحتجاز عدد من الرهائن، وكان بعض منفذي تلك العمليات مواطنين أمريكيين، جندتهم الحركة عبر الإنترنت، وكانت منشورات تلك الجماعة على «تويتر» خلال الهجوم مصدراً لأخبار وسائل الإعلام، ووكالات الأنباء العالمية.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الجماعات الإرهابية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لتحديد أهدافها والتعرف عليها ومراقبة تحركاتها، خاصة في إطار عمليات الاغتيالات التي تطال بعض رموز الأجهزة الأمنية أو السياسية في الدول المستهدفة، وذلك إما بمراقبة من يمتلك حسابات على تلك المواقع، أو مراقبة دائرة أصدقائهم ومعارفهم للوصول إليهم، وجمع البيانات اللازمة عن تحركاتهم، وتوفير الوقت والجهد اللازمين للقيام بذلك على أرض الواقع، وأيضاً لضمان سرية المراقبة. ومن ثمَّ، تعد وسائل التواصل الاجتماعي مهمة لتلك الجماعات في إطار ما أسماه البعض «شبكات الكوادر»، التي تعد أحد أساليب استخدامها كمساحات افتراضية مغلقة، تعمل على التواصل بين كوادر التنظيم المسلح كأداة عابرة لقيود المكان، وذلك من أجل مهام عدة، منها التدريب على تكوين خلايا تنظيمية، واستقطاب مزيد من الكوادر وتدريبهم على استخدام الأسلحة، والتنسيق للعمليات المسلحة وتوقيتها، والتدريب على صنع القنابل البدائية.
والجدير بالذكر أنه إلى جانب استخدام الإنترنت كوسيلة لتنسيق العمليات المسلحة التي تتم على أرض الواقع، فإنها تستخدم كذلك لتنفيذ هجمات إرهابية افتراضية على المواقع الإلكترونية المهمة، ولسرقة أرقام بطاقات الائتمان أو استهداف البنية التحتية للدولة التي تعتمد على أجهزة الحاسوب الرقمي بهدف تعطيلها أو مهاجمة أهداف اقتصادية لإيقافها عن العمل.
ثانياً: تجنيد أتباع جدد ونشر الأفكار والمعتقدات.
ويعتبر «فيسبوك» من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً في تجنيد المتطرفين، وغالباً ما تقوم الجماعات الإرهابية بإنشاء «مجموعة» (Group) على «فيسبوك» لاجتذاب المتوافقين فكرياً معها، حيث تركز المجموعة في أطروحاتها على فكرة إنسانية بالأساس، كدعم الفلسطينيين أو الجهاد بصفة عامة، ومع زيادة عدد الأعضاء المنتمين لهذه المجموعة، فإن المواد الجهادية يتم وضعها تدريجياً عليها بطريقة لا تستهجن الأفعال الجهادية أو تدينها في الوقت نفسه، حتى لا تنتهك سياسة «فيسبوك»، ثم يتم بعد ذلك توجيه أعضاء المجموعة مباشرة إلى المواقع أو المنتديات المرتبطة بالجماعة الإرهابية. ويُمكِّن «فيسبوك» بهذه الطريقة من تجنيد الأعضاء من أنحاء العالم كافة من دون أن يمثل ذلك تهديداً لأمن المنظمة.
وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل المهمة للتنظيمات المسلحة لنشر أفكارها وكسب متعاطفين وأتباع جدد، وتجنيد الشباب للانضمام لصفوف المقاتلين في تلك الجماعات، ومن ثمَّ، تولي تلك الجماعات اهتماماً متزايداً لحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الآخرين عبر مبرمجين متخصصين لحثهم على تنفيذ أجندتها.
ومن بين أنشط الجماعات في هذا الصدد تنظيم داعش، من خلال قيامه بنشر الصور والفيديوهات كإحراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة- رحمه الله- ونحر الرهينتين اليابانيتين والمراسلين الغربيين وعمال الإغاثة ونحر المصريين الاقباط وغيرها من الاعمال الوحشية، عبر «تويتر» بصورة خاصة لسهولة استخدامه عبر الهواتف. وقد ذكرت بعض المصادر أن التنظيم يمتلك ما يقارب 20 حساباً على «تويتر»، بجانب حسابات غير رسمية تابعه لأنصاره، ويعمل مبرمجو «داعش» على ابتكار تطبيقات مثل التطبيق الذي يتيح إرسال منشورات «داعش» للمشترك مباشرة لدى نشرها وإعادة النشر التلقائي لمتابعي المشترك. وقد ذكر تقرير حديث لقناة السي إن إن الإخبارية ان داعش تنشر أو تعيد نشر ما يزيد على 90 الف مادة إعلامية ودعائية يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي من اليوتيوب للتويتر للفيس بوك للإنستاجرام للكيك وغيرها بغرض التواصل والتجنيد والدعاية والحشد.
ويرجع اهتمام تلك التنظيمات المسلحة بوسائل التواصل الاجتماعي لعدة أسباب هي:
) البعد عن سيادة الدول، كما هي الحال في وسائل الإعلام التقليدي.
) إتاحتها للجميع وصعوبة السيطرة عليها عبر الأجهزة الأمنية، إضافة إلى قدرة تلك الجماعات على التحايل على المراقبة الأمنية وفتح مواقع وحسابات أخرى بسهولة.
) تقدم هذه الشبكات خدمة الاتصال والتواصل السريع بين الأعضاء والمؤيدين بطرق شتى.
) توفر مواقع التواصل لهذه التنظيمات منصات إعلامية للدعاية لأنشطتها وأفكارها، كما تساعد التنظيمات في حربها النفسية ضد خصومها من المنظمات المسلحة الأخرى والحكومات.
) إمكانية النشر المكثف للصور والأفلام والوثائق التي تدعم الأفكار التي تروج لها.
وبجانب نشر الأفكار والدعاية للتنظيمات، تستهدف التنظيمات المسلحة تجنيد أعضاء جدد للقتال في صفوفها، وتستهدف هذه الجماعات ثلاث فئات هي:
) الفئة الأولى: المتعاطفون مع الفكر الجهادي وغالبيتهم من الشباب لاستمرار الحصول على دعمهم.
) الفئة الثانية: الرأي العام من أجل تأكيد نفوذ التنظيمات الجهادية في المجتمع، إما بغرض الحشد والتأييد أو التخويف من مواجهتها.
) الفئة الثالثة: الخصوم من أجهزة الدول ومؤسساتها الأمنية، وذلك بهدف إضعاف موقفهم، والتأثير على هيبتهم، وإظهارهم بمظهر العاجز في مقابل قوتها.
وفي العراق وسوريا وليبيا حيث ينشط تنظيم داعش اعتماداً على تلك الوسائل الاتصالية لدعم أهداف التنظيم، والتي يتم الترويج لها من خلال الإعلام المركزي للتنظيم، ومنها «مركز الفجر للإعلام»، ومؤسسة «الفرقان الإعلامية»، والتي تعد وسيلة أساسية وشبه وحيدة في الترويج والنشر لأفكارهم ومنهجهم.
وفي سوريا وجد نحو 40 حساباً معظمها يرتبط بالتوجهات الجهادية ومؤيدي «تنظيم القاعدة»، و»جبهة النصرة»، و»تنظيم داعش»، وتهدف إلى الدعاية والترويج لأفكارها. ويتمتع «داعش» بوجود 87 ألف متابع، وقد حصلت فيديوهاته على مشاهدة ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص حول العالم لما يزيد على ألف شريط فيديو.
.. يتبع