غزة - بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في تقرير أصدرته أن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا تزال سياسة ممنهجة وواسعة النطاق داخل نظام الاحتجاز العسكري الإسرائيلي، وهذا ما يؤكده تقارير أصدرتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين.
وبحسب «اليونيسف»، فإن الأدلة التي جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين خلال عام 2014 تظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال تعرضوا لشكل من أشكال العنف الجسدي بين فترة اعتقالهم واستجوابهم، ونصفهم تعرض أيضاً للتفتيش العاري، وفي 93 % من الحالات حُرم الأطفال من الحصول على المشورة القانونية، ونادراً ما أبلغوا بحقوقهم خاصة حقهم في عدم تجريم ذاتهم، وأنه من بين التجارب الأكثر إثارة للقلق كانت فترات طويلة من الحبس الانفرادي لأغراض الاستجواب، وهي ممارسة قد ترقى إلى التعذيب بموجب القانون الدولي.
وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين عايد أبو قطيش: إنه رغم الحوار المستمر الذي تجريه «اليونيسف» مع سلطات الاحتلال منذ عامين تقريباً، فقد فشلت السلطات الإسرائيلية في تطبيق تغييرات عملية لوقف العنف وسوء المعاملة ضد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين. وأضاف أبو قطيش: إن التقرير الجديد لليونيسف يسرد العديد من التطورات والمبادرات التي قام بها مسؤولون إسرائيليون عدة، إلا أن هناك أدلة دامغة تشير إلى أن العنف وسوء المعاملة ضد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين هما القاعدة الممارَسَة.
وبدورها، نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية هبة مصالحة شهادات مفزعة عن تعذيب وضرب الأطفال الفلسطينيين الأسرى بطريقة وحشية على يد جنود جيش الاحتلال والمحققين الإسرائيليين، ومن بين تلك الشهادات تعرض الأطفال الفلسطينيين لصعقات كهربائية خلال اعتقالهم؛ وذلك لانتزاع اعترافات منهم.
وسبق أن صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن اعتقال إسرائيل لأطفال فلسطين يتناقض مع مبادئ السلام، كما أنه مخالف لكل القوانين الدولية والإنسانية.. داعياً في الوقت ذاته إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الأطفال منهم.
ووفقاً لمصادر الجزيرة الرسمية في فلسطين، فإن قرابة 300 طفل فلسطيني لا يزال الاحتلال مستمراً في اعتقالهم دون وجه حق، وبشكل يخرق معالم الإنسانية والبشرية، وغالباً ما توجه سلطات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين التهم بإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال ومستوطنيه.