القاهرة - حوار - سجى عارف:
أكد الدكتور سالم المالك، المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم بالمملكة، أهمية مشاركة المملكة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين، وقال في تصريح إلى (الجزيرة): إن جناح المملكة يمتاز في هذه المشاركة وفي هذه التظاهرية الثقافية الكبيرة بمحتواه الذي اختلف عن الأعوام الماضية؛ إذ يحتوي الجناح على أكثر من 5000 عنوان على مساحة 4000م، وشارك فيه عدد كبير من دور النشر السعودية، تجاوز السبعين دار نشر، إضافة للمؤسسات الحكومية والجامعات السعودية، ويشارك أيضاً بمجسمات الحرمين الشريفين وحياكة كسوة الكعبة التي تعد عامل جذب لكثير من زوار المعرض، ونشارك كذلك بجناح خاص بالطفل، كما نشارك بعدد من الصور الفوتوغرافية عن المملكة العربية السعودية الحديثة منها والقديمة، التي تظهر التطور الذي عاشته المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -.
موضحاً أن «مشاركتنا بمعارض الكتاب مهمة جداً للتعريف بالثقافة والمثقفين السعوديين؛ إذ إننا نشارك في أكثر من 32 معرضاً عالمياً ودولياً، وفيها نحاول أن نعرض المكنون والمكنوز الثقافي السعودي في المملكة، سواء كان على المستوى الأدبي أو العلمي أو الفكري أو القصصي أو الروائي، وحتى كتاب الطفل.
فالمملكة العربية السعودية في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثبتت مكانتها العالمية على المستوى الأدبي والثقافي، ولدينا نهضة أدبية كبيرة جدًّا؛ فقد حصل عدد كبير من الأدباء السعوديين على جوائز عالمية، ونافسوا زملاءهم، ليس فقط على المستوى العربي، إنما على المستوى العالمي. وفي مشاركاتنا هذه هي المحطة التاسعة، وعندما نشارك نترجم إلى لغة البلد المستضيف.
وقد شاركنا في معرض بكين بالصين، وكانت هذه أكبر حركة ترجمة، وقمنا بالترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية.
وكذلك في اليابان؛ إذ قمنا بترجمة 52 كتاباً.
كذلك في براك وفيينا، اللتين قمنا فيهما بترجمة العديد من الكتب، التي من خلالها نحاول أن نعكس مدى ما وصلت إليه الثقافة السعودية والفكر والأدب السعودي إلى العالم.
وأنا دائماً أقول إن المملكة العربية السعودية ليست فقط غنية بنفطها؛ فهي غنية بفكرها وثقافتها وأدبها وعلومها».
وأشار الدكتور سالم المالك إلى أنه على ثقة بأن ينال الجناح السعودي إعجاب كل الزائرين المصريين والعرب وحتى الأجانب، وأن يجد الأديب والقارئ المصري والعربي فيه ضالته من الكتاب، كما يطلع طلاب الجامعات المصرية على غزارة إنتاج الجامعات السعودية.
وأثنى الدكتور المالك على خطة البرنامج الثقافي بالجناح السعودي نظراً لثرائه بالمحاضرات والندوات والأمسيات التي يشارك فيها أدباء ومفكرون سعوديون بالتعاون مع أدباء ومفكرين مصريين، وتهدف لدمج الثقافة المصرية بالثقافة السعودية، وتبادل الفكر والأدب بين البلدين الشقيقين.
وأوضح أن الجناح السعودي يحتوي على أكثر من 5000 عنوان بمشاركة أكثر من 70 دار نشر وعدد كبير من المؤسسات الحكومية و28 جامعة سعودية.
وتتنوع الأعمال بين الأدبية والفكرية والعلمية والسياسية والتاريخية والدينية وكتب الأطفال. وأشار الدكتور المالك إلى أنه «دائماً يقال إن الطفل السعودي لا يقرأ، لكني رأيت عدداً كبيراً جداً من الأمهات والآباء الحريصين جداً على أن ينمُّوا موهبة القراءة لدى أطفالهم؛ لذلك قد نجد عدداً كبيراً من الأطفال القارئين الذين لا نعلم عنهم.
ونحن نأخذ ما نراه من العموم رغم وجود فئة ليست بالقليلة من الأطفال الموهوبين العاشقين للقراءة.
وأنا على يقين بأن هؤلاء الأطفال سيكون لهم الدور الريادي الكبير على المستوى الثقافي في المملكة.
وقد وجدنا عدداً من الأطفال الذين ألَّفوا وأنتجوا القصص القصيرة والروايات، وقد حصلت قصصهم على الجوائز المميزة، وهم من يشد بهم العزم، ونتوقع أن يكون لهم الشأن القوي الريادي في الثقافة والأدب».
وبسؤال عن الطلبة المبتعثين ومشاركتهم يقول الدكتور المالك: أنصحهم بتمثيل المملكة العربية السعودية خير تمثيل؛ فالمملكة لها مكانتها العالمية، ويجب أن يتسموا بالخُلق والأدب الإسلامي. وأنصحهم بجانب حرصهم على التحصيل الأكاديمي بأن لا يُهمل الجانب الثقافي والجانب الاجتماعي، وأن يحاولوا بشتى الوسائل أن ينمُّوا موهبتهم العلمية والثقافية؛ فلكل إنسان مواهبه وميوله التي تختلف من شخص إلى آخر، وهو الشخص الوحيد الذي يعرف هذه الموهبة، ويعرف قدراته، ويعرف كيف ينميها، ويجعلها تكبر معه.
وعن المرأة السعودية يؤكد الدكتور المالك أن المرأة السعودية أخذت مكانة كبيرة جداً في المملكة العربية السعودية؛ فبعض الروائيات حصلن على جوائز عالمية، وأتمنى أن تأخذ المرأة مكانتها المرموقة والريادية وحقها الكامل في تمثيل المملكة العربية السعودية على المستوى الخارجي.
وقال: وفي الختام أتوجه بالشكر إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين على الدعم اللامحدود الذي نجده في مشاركاتنا الخارجية في المعارض الدولية، وأتمنى أن تستمر؛ لأن مثل هذه ما يبرز دور المملكة الريادي، ليس فقط على المستوى السياسي أو الثقافي، ولكن على المستوى العلمي والفكري، وأيضاً تبادل الآراء والثقافات مع المجتمع الآخر، الذي نقدم له مكنوزنا السعودي.