تخرج أرواح الشعب مع خروج روح قائدهم حزنا عليه وخوفا من المجهول. وتعود تلك الأرواح إليهم مع انتقال مقاليد الحكم الى قائد آخر فرحين به ومطمئنين الى ما آلت اليه الأمور، وإن كانت الأسرة المالكة في السعودية عودتنا على سلاسة انتقال السلطة من ملك الى ملك مستمدة تلك القدرة من توفيق الله أولا ثم من استشعار أفرادها للمسئولية، واضعين نصب اعينهم الشعب الذي ما نازعهم ملكا ولا نزع يدا من طاعة، شعب توارث أفراده البيعة، كما تتوارث الاسرة الملك ضرب اروع الأمثلة في التلاحم بين أافراده والالتفاف حول قيادته متطلعا الى وطن أمِِن تحت ظل قيادة مستقرة.
لقد استطاع الملك الراحل أن يؤسس للشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد وتوسيع دائرة اتخاذ القرار والمشاركة في الحقوق والواجبات، وكان أباً للفقراء خاصة وللشعب عامة. ونتطلع أن يكون على يد الملك سلمان تفعيل هذه الرؤى والأفكار والسير بهذه الارض المباركة والإنسان الوفي الى المواقع التي يجب ان يكونوا فيها والا يكون في عهده فقراء ولامحرومون وأن ينتقل بنا من مرحلة الأب الى مرحلة القائد الملهم الذي يفتح الآفاق لشعبه ويوكل لهم تسيير أمور حياتهم ويظل حاميا للانظمة وراعيا للمنظمات.
إن ابن الوطن الذي سعت القيادة الى تعليمه وتثقيفه على أهبة الاستعداد لخدمة وطنه والسيربه لتحقيق أهدافه الدينية السمحة والسياسية المستقلة والاقتصادية الحرة والاجتماعية المتساوية، ولكنه يحتاج الى اعادة هيكلة الأنظمة المزمنة وسن قوانين للأحداث المستجدة، ومن ثم تفعيلها وحمايتها وإخضاع الجميع لها بلا استثناء فالعدل أساس الملك.
- محمد بن عوض الاسمري